في زمن الإذاعة ارتبط رمضان بتواشيح الشيخ النقشبندي بعد مدفع
الإفطار وبحلقات ألف ليلة وليلة ذات الموسيقى التصويرية التي تعني أنك في شهر
رمضان، وبمسلسل فؤاد المهندس وشويكار. وعند موعد السحور تسمع أشهر مسحراتي بكلماته
الرصينة الجميلة الفنان سيد مكاوي.
وفي
زمن التليفزيون الراقي عندما لم تكن هناك فضائيات مبتذلة كنت تشاهد مسلسلات تُضحك
باحترام مثل شرارة وحظه النحس، في حين وصلت الدراما الاجتماعية والسياسية لأقصى
درجاتها مع ليالي الحلمية ورأفت الهجان وجمعة الشوان، وفوازير نيللي وشريهان وسمير
غانم.
حتى
الكاميرا الخفية كانت مغلفة بالأدب واحترام المشاهدين وعدم الإسفاف.
منذ
السنوات التي أطلت علينا فيها الفضائيات خصوصا إم بي سي مصر، بدأنا نرى تنافسا على
الابتذال في رمضان، ومنافسات حامية بين الألفاظ الجنسية والقبيحة والعنف الرمضاني
نسبة إلى محمد رمضان. حتى عادل إمام هبط بقامته الكبيرة لينافس الصغار بمحتوى لا
يليق كما شاهدنا في رمضان الماضي عبر قصصه مع العفاريت.
أتذكر
أن الرئيس السادات أنهى خطابه سريعا في إحدى الأمسيات الرمضانية قائلا إنه يريد أن
يلحق الناس بفوازير نيللي التي ارتبط بها الناس عدة سنوات وكانوا يحرصون على
متابعتها.
جاءت
لنا أم بي سي مصر في العصر الحديث بالبديل المتمثل في رامز جلال، الذي يقدم لنا
سنويا أفكارا مجنونة تحمل الكثير من الفوضى التي لا تليق سواء من خلال تعليقاته
الساخرة على ضيوفه أو المقالب المميتة التي يدبرها لهم، وهي خطيرة جدا لو كانت
حقيقية، أما إذا كانت باتفاق مسبق فستكون عبارة عن فبركة تستصغر عقول الناس وتضحك
عليهم بدلا من إضحاكهم.
لقد
عبر المشاهدون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تقييمهم السريع لحلقات رامز تحت
الصفر، فهي تحت الصفر فعلا من حيث المستوى ومن حيث الاعتقاد بأن الضيوف سيصدقون أن
هذا الوش الذي يرتديه رامز هو كوبر وأن الكلام الهايف الذي ينطقه هي اللغة
الإسبانية.
ناهيك
عن كلمات سوقية تقولها بعض الضيفات من الفنانات مثل "احييه" و"يا
لهوي يا لهوي".. كلمات حتى لو كانت دارجة في بعض الحارات الشعبية، فلا تليق
بتليفزيون يدخل كل البيوت وتجلس أمامه كل الأسر، ويسمعها الأطفال.
عليك
أن تحسب كم كلمة "أحييه" صرخت بها الممثلة ياسمين صبري، وكيف وضع رامز
يده على شفتها العليا وهو يغبط العريس الذي سيتزوجها !!. هل هذا يليق وهل كان فؤاد
المهندس وشويكار ومحمد عوض وعبدالمنعم مدبولي يضحكون الناس بهذه الوقاحة؟!
لا
شك أن مقالب رامز جلال فقدت قيمتها منذ عدة مواسم، فلا جديد يقدمه سوى اختلاف
الاسم فقط.
أما
المسلسلات فحدث ولا حرج عن المشاهد والملابس غير اللائقة. ليس معنى رمضان أن يأتي
المشاهد من صلاة التراويح أو أن يشاهد الأطفال في البيوت سيقان هيفاء وهبي ولا أن
يسمع ويفسر حديث محمد رمضان عن القضيب الحديد الذي يشيل القطار. مشهد هروب وفاء
عامر من أمامه وهي تغطي وجهها بيدها وشى بالمعني الذي يريد توصيله، وقد وصل المعنى
تماما وهو يسألها عن سبب كسوفها فهو يقصد قضيب السكة الحديد!!
المصريون المصرية