لا أعرف لماذا هذا الغضب والتشنج من إعلان الفريق أحمد شفيق ترشحه للانتخابات الرئاسية، مع أنه ما دامت هناك انتخابات فلا غضاضة في ترشح من تنطبق عليه الشروط؟!
والغريب أن يغضب معارضو السيسي من غير القوى المدنية لا لشيء سوى أنهم يرون ضرورة إزالة آثار 3 يوليو 2013 أولا.. أي إعادة الرئيس السابق أو الأسبق محمد مرسي إلى السلطة ثم بعد ذلك ننظر في الانتخابات.
طبعا ذلك لن يحدث أبدا. مرسي وأنصاره وربما الجماعة كلها في السجون الآن ولكي يخرجوا منها، البلد يحتاج إلى انفراجة كاملة. أسميها أنا "يوم القيامة".. أي أن ينافس السيسي في انتخابات 2018 " رقم ثقيل" لا يمكن ربحه بسهولة.. التزوير سيكون صعبا للغاية ومحاولة أجهزة الدولة الاصطفاف ضده لن تمر بسهولة، داخليا أو خارجيا.
لا توجد حاليا من تنطبق عليه تلك المواصفات سوى شفيق. هو أحد أبطال العسكرية المصرية في حرب أكتوبر، طيار مقاتل شارك في المعارك الجوية. هذه ليست دعاية وإنما جزء من سيرة ذاتية واقعية.
لكن مؤيدي مرسي يرفضون تماما ويبدو أنهم سيظلون طويلا في الانتظار. فن السياسة يقول إن عليهم التحرك نحو مرشح قوي. ما أخذ بالقوة يعود جزء منه بالانتخابات الحرة المتوازنة، وهذا الجزء هو الأهم بالنسبة لهم وهو حريتهم. أما مرسي كرئيس دولة فقد أصبح من الماضي الذي لا يعود. مرسي الذي يجب أن يسعوا إليه هو ذلك الذي يخرج من السجن إلى حياته الخاصة أو العامة أو السياسية.
أما مؤيدو السيسي وخصوصا الإعلام مثل عمرو أديب.. فلماذا هذا الهجوم المتجاوز لكل الأعراف على شخص الرجل. هو لم يذع بيانه من الجزيرة الذي أعلن فيه منع الإمارات له من السفر. الرجل بث فيديو على اليوتيوب والتقطته القناة لأنه خبر عريض وصادم جدا. لماذا تمنعه الإمارات من السفر وكيف.. ما علاقتها بالشأن الداخلي في مصر، وهل وصلنا إلى وضع تملي علينا من يترشح ومن لا يترشح. هل تختار لنا الإمارات رؤساءنا. من أعطاها هذا الحق. لماذا تتجبر وتتكبر وتعلو في الأرض؟!
الإعلام الموالي للسيسي يهاجم كل من يتجرأ على التفكير في الترشح. تفرد له صفحات وأوقات هواء لتهاجمه وتتهمه بكل الموبقات. هل تريدونه استفتاء أو ديكورا. ولماذا تخشون من المنافسين إذا كانت هناك ثقة عالية في شعبية السيسي وقدرته على هزيمة أي منافس مهما كان شأنه!
الصدمة كانت كبيرة بإعلان شفيق في اتصال مع رويترز أنه سيترشح وعائد إلى مصر خلال أيام. يبدو أنه الرقم الوحيد المخيف والثقيل وأنه قد يأتي بيوم القيامة معه.
ليس هذا فقط، بل بدت شخصيته كالعهد بها قوية وشرسة خلال ظهوره المتلفز، فقد جرت العادة على مجاملة الدولة المستضيفة إذا كان يقيم بين ظهرانيها، لكنه رفض المجاملة وأعلن بلهجة استنكار واستهجان أنه ممنوع من السفر، مضيفا بحزم أنه لا يقبل تدخل الإمارات في الشأن الداخلي المصري، ما يعني أنها تريد منعه من الترشح.
وكعادة المصريين استسهلوا نظرية المؤامرة وقالوا إنه اتفاق بينه وبين الإمارات والسيسي ليبدو مرشحا رغم أنف الجميع وأنه لن يكون أكثر من ديكور. شخصية شفيق تمنعه من الانزلاق إلى ذلك. الرجل غير مضطر ليضيع ما صنعه سياسيا وعسكريا طوال تاريخه، وكان يمكنه أن يصمت ويركب الحيطة ويتفرج على الزيطة.
لكنه أحمد شفيق.. صدقوني إنه رقم ثقيل في الانتخابات لو استمر ولم يمنعه مانع.