في إطار حالة "الهياج اللامنطقي" السعودي،
دعت المملكة مجلس وزراء الخارجية العرب إلى اجتماع طارئ بمقر الجامعة اليوم (الأحد)؛
بهدف حشد الدعم العربي للموقف السعودي ضد إيران، والتمهيد لضربات عسكرية ضد بعض
ذيولها أو أذرعها المجاورة، مثل حزب الله في لبنان.
ووفقا لتداعيات الأحداث خلال الأيام الماضية، يمكن
القول إن الفشل هو مصير هذا الاجتماع، ذلك أن دولا أخرى داخل الجامعة العربية
أصبحت تدرك خطورة التساوق مع "الهياج" السعودي؛ الذي يمكن أن يدخل
المنطقة كلها في حرب إقليمية لا يستطيع أحد التكهن بمآلاتها. وبالتالي، فمن
المتوقع أن يحاول وزراء تلك الدول كبح الجموح السعودي، بل قد ينقلب السحر على
الساحر، خاصة أن استدعاء واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لعدة أيام في
السعودية؛ حوّل الدفة لصالح خصوم ابن سلمان، والذين حققوا نقطة كسب جديدة بخروج
الحريري من الرياض إلى فرنسا مع زوجته، وإن كانت الرياض لا تزال تحتجز طفليه (ربما
كرهائن) تضمن بهما عدم خروج الحريري عن الخط السعودي.
من المتوقع أن يحاول وزراء تلك الدول كبح الجموح السعودي، بل قد ينقلب السحر على الساحر
لقد جاءت تصريحات
تيلرسون بمثابة "دش" بارد على الحماس السعودي الصهيوني لتوجيه ضربات
للبنان؛ مستغلين حالة الإجهاد التي يمر بها حزب الله بعد معاركة المستمرة في سوريا
وفي اليمن.. إلخ. كما أن التدخل الفرنسي، والذي كلل بخروج سعد الحريري من الرياض
إلى باريس، مثّل هزيمة جديدة للسياسة السعودية، ومثل جرس إنذار فرنسي ضد أي تهور
سعودي للتدخل في لبنان عسكريا.
جاءت الضربة الجديدة للهياج السعودي من وزير
الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، الذي انتقد في مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني، يوم
الخميس، "روح المغامرة" التي تتسع في السعودية، في إشارة إلى سياسات
الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي. كما أنه ألمح إلى أن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل،
سعد الحريري، كان محتجزا في الرياض، وحذر من المس بوحدة لبنان واستقراره، ودعا
الجميع إلى التصرف بحكمة، وقال إن لبنان لا ينبغي أن يكون لعبة لسوريا أو للسعودية.
كلمات الوزير الألماني لم تكن تعبر فقط عن موقف
دولته، بل إنه دعا أوروبا - التي تتصدر بلاده قيادتها - إلى إظهار إشارة أوروبية
مشتركة "بأننا لم نعد مستعدين أن نقبل بصمت روح المغامرة التي تتسع هناك منذ عدة
أشهر". وهذا يعني أن أوروبا لن تسمح للسعودية أو حلفائها الإقليميين بالتهور
تجاه لبنان، وقد تتطور السياسة الأوروبية لمحاولة ترشيد المواقف السياسية السعودية
"الهائجة" في المنطقة عموما، بدليل أن الوزير الألماني لم ينس الإشارة إلى
تصاعد هذه الحالة بعد حرب اليمن والأزمة مع قطر.
الأمير الشاب الذي يحاول تقديم نفسه باعتباره المؤسس الثالث للمملكة؛ لم يسجل أي نجاح خارجي حتى الآن، وإن سجل بعض الانتصارات ضد خصومه السياسيين
الجديد على التصعيد بين السعودية وإيران
مَن سيربح مِن حرب إسرائيلية على لبنان؟