في عصر التحول الثقافي العميق، يمكن القول إن للانتخابات والاستفتاءات تأثيرات حقيقية جدا، مثل إلغاء الأنظمة البيئية أو تأثر حرية الصحافة، أو قد يحدث العكس، بأي شكل.
لكن برغم ما كشفته من تغير مجتمعي ملحوظ في هذه اللحظات التاريخية، إلا أن تلك التغيرات سكنت قليلا في تركيا الآن.
بالنسبة إلى هؤلاء الذين يحنون إلى الماضي المثالي، فإن العولمة تولد تحديات المستقبل المعقد.
تظل الثورة الرقمية وزيادة التنوع الثقافي مسائل من دون حل.
وبالنسبة إلى أولئك الذين يتطلعون إلى الأمام، لا يوجد مجال للعودة إلى الوراء، ويعتبر رد الفعل السياسي الحالي في تركيا الأول من نوعه، وليست نهاية قصة المجتمعات التي تمر في مرحلة انتقال متحركة.
الاستفتاء التركي الأخير، على غرار بريكست، وانتخاب دونالد ترامب، يناسب نمط الانتقال الإقليمي.
يرتبط السكان الموجودون في المدن الكبيرة والمناطق الساحلية بالاندماج العالمي والثقافة العالمية، وهم يشكلون أقل من نصف الأصوات، أما المناطق الريفية والبلدات الصغيرة والمناطق التي كانت تعتبر في يوم من الأيام مناطق هامشية، فقد كانت ترتبط بصورة أكبر بالتقاليد والهياكل الاقتصادية في الماضي.
لكن هناك أيضا اختلاف رئيس آخر، وهو الشعبوية والقومية التي سادت في بريطانيا العظمى والولايات المتحدة، دافع السياسيون عمن ظلوا وراءهم، وانشقوا عن الأحزاب السياسية الرئيسة.
في تركيا، فاز المحافظون، وتعزز صعودهم بنحو 15 عاما من حكم حزب العدالة والتنمية التابع للرئيس رجب طيب أردوغان، وبالتالي، فإن المبادرة الثقافية ظلت مدعومة بالإحصائية القومية الجديدة هناك، التي ستكون أكثر كثافة من أي مكان آخر.
في اللقاء الذي أعقب التصويت التاريخي في بلادها، أعربت الروائية إليف شفاق، عن ارتياحها للتغيرات على تجربة تركيا الطويلة، باعتبارها دولة كانت تحاول موازنة الثقافة والعلمانية والديمقراطية الغربية، وأعلنت قائلة: «هذه أكبر نقطة تحول في تاريخ تركيا السياسي الحديث لعقود».
أوضح بيلول أوزكان، أيضا، تفاصيل الاستفتاء الدستوري، وكيف أن الملعب مال لصالح أردوغان، وسيكون لذلك آثار كبيرة على مستقبل تركيا.
ركز بيلول أوزكان أيضا على الأهمية التاريخية لعودة الديمقراطية في تركيا.
يستشهد أوزكان بالسياسي صامويل هنتنغتون، الذي تحدث في إحدى مقالاته عن التحولات الخاصة بالحكم، واعتبر تركيا أكثر تنافسية بموجب الدستور الموضوع من قبل مصطفى كمال أتاتورك، ومن النادر في التاريخ التحرك بالاتجاه الآخر.
كتبت أليف سكوت من إسطنبول قائلة، إنها تعتقد أن تركيا الآن في «عقد مختلف، وأن أردوغان لم يكن متحمسا كثيرا لنتيجة الاستفتاء، بسبب الهامش الضئيل للنتيجة»، وفي إشارة إلى الصورة الواسعة الانتشار للرئيس في لحظة انتصاره، رأت أن الرجل لا يحب أن يحتفي بالانتصار.
حتى عندما أعرب المتابعون داخل تركيا وآخرون في الخارج، عن قلقهم إزاء الديمقراطية، أظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا، تقاربه القوي مع السياسة القوية من خلال تهنئة أردوغان على انتصاره.
مع ذلك، وعلى غرار ما حدث مع دول أخرى، من الهند إلى الأرجنتين، فمن المحتمل أن هناك عنصرا آخر قد يتدخل على غرار الدول الأخرى.
أشار سام شتاين وإيغور بوبيك في تقرير حديث إلى القضايا التي تحدث عنها ترامب مع تركيا.
يشار إلى أنه في عام 2012، انضم أردوغان إلى ترامب وعائلته بمناسبة افتتاح أبراج ترامب في إسطنبول.
ما جرى في تركيا تغير كبير يقر به الأتراك والعالم، وهو تغير أفرزته صناديق الاقتراع نهاية المطاف.
البيان الإماراتية