تواصلت
التهديدات التي أطلقتها أطراف عراقية متحالفة مع إيران ضد
تركيا بعد تحذير رئيسها رجب طيب أردوغان من أن بلاده لن تسمح بالتلاعب في التركيبة السكانية للموصل غداة تلويحات عراقية ببدء المعركة ضد المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ نحو عامين.
وتثير التهديدات التي تطلقها قيادات
الحشد الشعبي ومرجعيات شيعية عراقية تساؤلا حول قدرة
العراق على تهديد تركيا باستهداف مصالحها ومدى فعالية هذه التهديدات في إبعاد تركيا عن مشهد معركة الموصل.
وأطلقت العديد من الفصائل الشيعية المنضوية ضمن الحشد الشعبي الذي شكلته المرجعية الشيعية العراقية عقب سقوط الموصل قبل نحو عامين تهديدات ضد تركيا كان آخرها حركة النجباء العراقية التي قالت إن الحركة "ستهدم كل المشاريع التقسيمية في العراق"، واصفة تركيا بأحد أركان "المثلث المشؤوم".
ودخل على خط التهديدات والتحذيرات رئيس التحالف الوطني العراقي عمار الحكيم الذي قال إن "صبر العراقيين له حدود فكفوا عن اختبار صبرهم وإن اللحظة التي يذكّر بها العراقيون أشقاءهم بحجم الأخطاء التي ارتكبت بحقهم ستأتي" على حد قوله.
وسبقت تهديدات الحكيم والنجباء تصريحات للزعيم الشيعي مقتدى الصدر لوح فيها باستخدام القوة لإخراج القوات التركية المتواجدة في معسكر بعشيقة القريب من الموصل.
وقالت الصدر موجها حديثه لأردوغان: "من الأفضل أن تخرجوا بكرامتكم أفضل من أن تخرجوا مطرودين".
وتحفل العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي العراقية المؤيدة للحشد الشعبي والمرجعية الشيعية في العراق بالعديد من المشاركات التي تهاجم تركيا وتتوعد "بشن حرب" في حال عدم سحب قواتها من معسكر بعشيقة وتدخلها في معركة الموصل المرتقبة.
ويشير مراقبون إلى أن التهديدات الصادرة من الأطراف العراقية الموالية لإيران غير ذات قيمة لأن الحشد الشعبي يتم توجيهه من قبل إيران، وأي استهداف للمصالح التركية من قبل الحشد ربما يشعل المنطقة ويدخل دولا إقليمية على خط الأزمة.
الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري العقيد أديب عليوي قال إن تصريحات الحشد الشعبي ضد تركيا ليست أكثر من "تهديدات جوفاء" لا أهمية لها.
وقال عليوي لـ"
عربي21" إن الحشد "واجهة لإيران التي تفضل اللعب من خلف الستار وهي من دفع قيادات الحشد إلى إطلاق سيل التهديد والوعيد تجاه تركيا لعلمها أن المساهمة التركية في الساحة العراقية تحقق توازنا طائفيا يحرمها من أن تكون المتحكم الأوحد بها".
ولفت إلى أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني هو الذي يشرف على الحشد الشعبي ويعمل مستشارا للحكومة العراقية وهذه المليشيات تعمل ضمن أجندة إيران وتهديداتها تأتي في سياق التشويش على الدور الذي تريد لعبه في العراق لمنع تعرض الموصل لما حصل في صلاح الدين والفلوجة وبقية المناطق ذات الغالبية السنية في العراق.
وتساءل عليوي: "ما هي قدرات الحشد الشعبي بالأصل التي تمكنه من إصدار تهديدات بحق دولة لها جيش وقدرات عسكرية هائلة مثل تركيا؟".
ولفت إلى أن إيران لا تريد الصدام مع تركيا في الملف العراقي لذلك تلجأ لدفع قيادات الحشد لإطلاق التهديدات هناك وهناك ضد مصالح أنقرة.
وعلى صعيد ما يمكن أن تقدم عليه مليشيات الحشد الشعبي قال عليوي إن أقصى ما يمكنهم فعله ضد تركيا هو توجيه ضربات باتجاه معسكر بعشيقة الذي تتواجد به القوات التركية أو تقديم شيء من الدعم للجماعات الكردية المقاتلة لضرب أهداف تركية بالوكالة.
ورأى عليوي أن التصريحات الأمريكية التي قالت اليوم إن الوجود التركي في معسكر بعشيقة قرب الموصل كان بدعوة من الحكومة العراقية عام 2014 ربما يكبح جماح هذه التصريحات التي تنطلق من قيادات الحشد.
ولفت إلى أن الحكومة العراقية ناقضت نفسها حين اتهمت تركيا بالاعتداء على سيادة العراق من خلال قواتها في بعيشقة في الوقت الذي دخلت فيه هذه القوات بطلب رسمي من حكومة حيدر العبادي لتدريب قوات عراقية من المتوقع مشاركتها في معركة استعادة الموصل.
يشار إلى أن عدد القوات التركية في معسكر بعشيقة تتألف من نحو ألف جندي وعدد من الدبابات والآليات المدرعة وناقلات جنود.