نشرت صحيفة "لوبوان'' الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن جَنة ضريبية ليست كمثيلاتها في العالم، وهي إمارة
دبي، إحدى الإمارات العربية المتحدة، التي تُغرِي الأثرياء -خاصة الرياضيين- بفضل امتيازات ضريبية لا تُوفِرها أي مدينة أخرى في العالم.
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "
عربي21"، إن دبي أصبحت وجهة العديد من اللاعبين الذين تأثروا بإغراءاتها الضريبية، على الرغم من أنهم كانوا يعيشون في سويسرا وموناكو، المعروفتين بتوفير المَلجأ الضريبي.
وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة أن لاعب التنس الفرنسي، لوكاس بووي، البالغ من العمر 22 عاما، والذي لعب الدور الربع النهائي الأول له في دورة ويمبلدون، يقيم حاليا في دبي التي لا تفرض أداءات على الدخل، وعلى الثروة والممتلكات. علاوة على ذلك، لا تفرض دبي
ضريبة على القيمة المضافة، ولا حتى على أرباح الشركات.
وذلك ما يجعلها تُعرف بالجنة الضريبية الفريدة من نوعها، على عكس أماكن أخرى ذات سمعة سيئة، مثل بَنما وجزر كَايْمان الواقعة غرب البحر الكاريبي أو حتى الجزر العذراء البريطانية.
ونقلت الصحيفة أن "عَيشَ لاعب التنس لوكاس في دبي يسمح له بتلقي المزيد من التدريبات بشكل أفضل"، خاصة أن اثنين من أشهر لاعبي التنس في العالم، وهما السويسريين ستانيسلاس فافرينكا وروجيه فيدرير، يقيمان هناك. وفي هذا السياق، صرّح لوكاس بأنه "عندما وصلنا إلى دبي، قمنا بتدريبات طويلة، تمتدّ إلى أربع أو خمس ساعات، إضافة إلى حصة بعد الظهر الخاصة باللياقة البدنية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم مما توفره سويسرا من امتيازات ضريبية تجذب الأثرياء وأفضل لاعبي التنس في العالم، إلا أن ذلك أصبح من الماضي؛ نظرا لأن إمارة دبي أصبحت تعدّ الملاذ الضريبي الجديد. فالتواجد هناك ليومين فقط خلال السنة يُعدّ كافيا لتصبح الإقامة سارية المفعول، في حين إن سويسرا تفرض مُدة تصل إلى ستة أشهر ويوم.
وأفاد المحامي السويسري المختص في هذا المجال، يان مرازك: "حرفائي، الذين كانوا يقيمون في سويسرا منذ 10 سنوات، أصبحوا في الوقت الراهن يفضلون دبي". وأضاف: ''حرفائي هم لاعبو الغولف والتنس، والمتزلجون المحترفون، ولاعبو الإسكواش، إلى جانب وكلاء اللاعبين وأبطال البوكر".
وذكرت الصحيفة أن بلجيكا لطالما انتقدت فرص التهرب الضريبي التي تمنحها سويسرا، والتي تتمثل في عدم فرض ضريبة على دخل وثروة الأجانب. وتجدر الإشارة إلى أن دبي ستبدأ من جهتها في تطبيق ضريبة على القيمة المضافة بداية من سنة 2018.
وصرّح أحد المغتربين الفرنسيين في دبي بأن "تكاليف المعيشة مرتفعة؛ لأن كل شيء مستورد، ومع ذلك، أقرّت السلطات في دبي فرض ضريبة على الاستهلاك. كما أنه عند القدوم للعيش في دبي، ستكون مطالبا بدفع الإيجار لمدة سنة مسبقا".