مدونات

سُلّم الإصلاح يُطيح بالتحالف الوطني العراقي‎

البرلمان العراقي مجلس النواب برلمان العراق - الأناضول
البرلمان العراقي مجلس النواب برلمان العراق - الأناضول
بات من الواضح أن دعوة الإصلاح والتغيير التي طالب بها الشعب العراقي منذ شهور عندما خرج في الساحات ليطالب بتغيير المفسدين ومحاسبتهم وتقديمهم للعدالة، باتت تلك المطالب سلّماً يتصارع على تسلقه زعماء وقادة الكتل والأحزاب التي تشارك في العملية السياسية وما يقف خلفهم من دول راعية لهم, من أجل الوصول إلى " كعكة " الحكم التي من خلالها ستكون السرقات والاختلاسات وعقد الصفقات الفاسدة والمشبوهة بالإضافة إلى تمرير مشاريع الدول الراعية لتلك الأحزاب.

وما يحدث الآن من تناكفات سياسية تحت يافطة " الإصلاح " وتقلب المواقف بين من حملوا تلك اليافطة ما هو إلا دليل واضح على كذب ونفاق ودجل أصحاب تلك الدعوات المساهمين والمشتركين في تلك المسرحية السمجة، حيث نلاحظ إن من يدعوا للإصلاح وحشد الناس واعتصم من أجل التغيير – ظاهراً – يسحب النواب الذين يمثلونه من الاعتصام الذي نظموه داخل قبة البرلمان ليوجه ضربة مبرحة للجهة التي نظمت لهذا الاعتصام!! بينما نجد أن هؤلاء النواب المعتصمين لم يقفوا سابقاً مع الاعتصامات خارج أسوار المنطقة الخضراء، وسبب ذلك التباين والاختلاف في المواقف هو اختلاف الانتماء والولاء للأجندات الخارجية هذا من جهة ومن جهة أخرى هو محاولة التفرد بــ" كعكة " الحكم أو الاستحواذ على أكبر قدر ممكن منها.

فالاختلاف الحاصل الآن بين الكتل والأحزاب البرلمانية على سُلّم الإصلاح الذي يحاول الجميع تسلقه من خلال إسقاط أحدهم الآخر والذي يشبه إلى حد كبير سُلّم المصارعة الحرة، حيث تصارع طرفان أو أكثر على تسلق السُلم ومحاولة إسقاط المنافسين من أجل الوصول إلى الجائزة، فهذا التناكف والتصارع والاختلاف من أوضح المصاديق على كذب ودجل وعمالة وتبعية أصحاب دعوات الإصلاح، لأنهم لو كانوا جادين في الإصلاح والتغيير لتوحدت جهودهم وفق رؤية معينة وممنهجة من أجل إحداث التغيير الذي يطالب به الشعب حتى وإن كان ذلك يؤثر عليهم من حيث التمثيل الوزاري الذي يطالبون بجعله تكنوقراطياً.

وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على إن التحالف الوطني الآن في حالة من التشقق والتشرذم وأن كل كتلة منضوية تحت لواءه هي كتلة تابعة لجهة أو أجندة تختلف عن الأخرى، وكما بينا إن ما حصل في الاعتصامات التي حصلت على أسوار الخضراء وفي داخل البرلمان من اختلاف تسبب في خلق أزمة جديدة جعلت التحالف الوطني الآن منقسم على نفسه حتى وصل الأمر إلى التهديد والوعيد، لأن الدول الراعية لكتل هذا التحالف يوجد صراع فيما بينها، وهذا ما أوضحه المرجع العراقي الصرخي في استفتاء "أميركا والسعودية وإيران.... صراع في العراق" حيث قال:

{{... القراءة الأولية للأحداث الأخيرة تشير إلى:

أ ـ إنّ التظاهرات والاعتصامات الأولى عند أبواب الخضراء كانت بتأييد ومباركة ودعم القطب الثالث الجديد المتمثّل بالسعودية ومحورها الذي يحاول أن يدخل بقوةٍ في العراق والتأثير في أحداثه ومجريات الأمور فيه، منافساً لقطبي ومحوري أميركا وإيران.

ب ـ أما الاعتصام الثاني للبرلمانيين فالظاهر أنه بتأييد ومباركة ودعم بل وتخطيط إيران لقلب الأحداث رأساً على عقب وإفشال وإبطال مخطط ومشروع محور السعودية وحلفائها، وقد نجحت إيران في تحقيق غايتها إلى حدٍّ كبير.

جـ ـ أما الاعتصامات الأخيرة عند الوزارات فلا تختلف عن سابقاتها في دخولها ضمن صراعات أقطاب ومحاور القوى المتدخلة في العراق فلا يُرجى منها أيّ خير لشعب العراق.

د ـ أرجو وأدعو الله تعالى أن تحصلَ صحوةُ ضميرٍ حقيقية عند الرموز والقيادات المؤثرة فتكون صادقة وصالحة لقيادة الجماهير نحو التغيير والإصلاح الجذري الكلي وتحقيق الخلاص، وسنكون جميعا معهم ...}}.

وهذا يعني أن الإصلاح الذي تنشده الكتل والأحزاب هو إصلاح خاص بها وليس للشعب، بحيث تكون نتائجه إيجابية لها ولمن يرعاها من دول وأجندات خارجية، لذا فإن الإصلاح الحقيقي يكمن في تطبيق مشروع خلاص الذي طرحه المرجع العراقي الصرخي والذي دعا فيه إلى تدويل قضية العراق وأن يكون تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة وبالتعاون مع الدول العربية، و حل الحكومة والبرلمان الحاليين وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد ويكون أعضاء هذه الحكومة من العراقيين الشرفاء غير المرتبطين بأجندة أو دول خارجية، وهذا هو الإصلاح الحقيقي وإلا فإن العراق إلى الهاوية .
73
التعليقات (73)
سعدي الحياوي
الإثنين، 25-04-2016 08:58 ص
لا يزال العراق في بئر الدمار والقتل والسرقات والتسلط والفقر بسبب الساسة المجرمين الذين جثمو على صدور العراقيين بعباءة الاسلام والدين فبدأو يعيثون الفساد والدمار /واذا أراد العراق الخروج من محنته الأليمة عليه الألتفاف حول مرجعية السيد الصرخي الحسني والأخذ بما طرحه وهو مشروع (خلاص)لخلاص العراقيين من ظلمهم
محمد احمد الشمري
الإثنين، 25-04-2016 08:07 ص
#الصرخيّ: القادمُ أسوأ و? حلاً يلوحُ في الافقِ بظلِ سيادةِ المرجعيةِ الإيرانيةِ على القرار https://www.youtube.com/watch?v=XWJmCiK9FKY ___
الاستاذ ذو الفقار الموسوي
الإثنين، 25-04-2016 06:14 ص
هؤلاء السياسيين الخونة لادين لهم ولاغيرة وباسم الدين كما يقال باكونة الحرامية فانهم غير صادقين في كل طروحاتهم الاصلاحية والمسؤول الاول والاخير عن وجودهم وتثبيتهم على سدة الحكم هي مرجعية السيستاني الفاسدة
ابو كرار
الإثنين، 25-04-2016 05:36 ص
هذه نتائج السياسات السلبية التي تراكمت اعبائها على العراق من سياسين طالما كان رجال الدين في النجف يطبلون لهم بحجة نصرة المذهب وامور لاتمت للقيم والاسلام بصلة وطالما حذر مرجع العراق السيد الصرخي الحسني من السياسات الخاطئة والفتاوى الغير واقعية التي لم تقرأ الاحداث قراءة صحيحة واليوم وصلت الحال الى ما حذر منه السيد الصرخي الحسني من قتل وتنكيل بالناس على اساس طائفي وانتقامي واصبحت الناس بين المطرق والسندان مطرق داعش وقوى الظلامية وسندان االمليشيات الاجرامية
كرار العراقي
الإثنين، 25-04-2016 12:27 ص
ان مشكلتنا اليوم هي انعدام الروح الوطنية والالتفاف على شخصيات فاسدة منحت بطريقة او بأخرة قدسية دينية وهي سائرة بالعراق الى المجهول علما وهذا هو المستغرب ان اي انسان يمتلك الحد الادنى من العقل يمكن ان يقييم مقتدة من خلال تصريحاته ومواقفه المتناقضة بأنه يجهل ابسط البديهيات السياسية والدينية