تسببت المعارك الأخيرة في قضاء حديثة، بمحافظة الأنبار
العراقية، بمحاصرة أكثر من 2000 عائلة عراقية، فضلا عن قطع الإمدادات العسكرية لعشائر
الصحوات التي تساند القوات الأمنية لإبعاد مقاتلي
تنظيم الدولة عن القضاء الذي حذر ضباط، في تصريحات سابقة، من أن سقوطه بأيدي التنظيم بات وشيكا، لا سيما مع تصاعد الخلافات بين العشائر.
وفي ظل الهجمات الواسعة التي يقوم بها عناصر تنظيم الدولة على حديثة وبروانة، أطلق محاصرون تحذيرات جديدة للحكومة العراقية بضرورة "إيصال السلاح لأفراد الشرطة ومقاتلي الصحوات، وعدم تركهم فريسة سهلة لمسلحي الدولة وتكرار سيناريو ما يجرى لقبيلة البونمر"، بحسب وصفهم.
ويصف حميد عبد الله، أحد مقاتلي القضاء، الوضع هناك بالقول: "حديثة مدينة الرعب، القتال لا يتوقف مع رجال الدولة، ما إن نتمكن من صد هجوم حتى نتعرض لآخر، خطوط الصد الدفاعية نحو الانهيار؛ بسبب
الحصار المحكم (من جانب التنظيم) الذي أدى إلى إغلاق كافة المنافذ والطرق، ومنع دخول إمدادات الأسلحة".
وأشار حميد عبد الله، في حديث لـ"عربي21"؛ إلى "نفاد ذخيرة معظم مقاتلي العشائر، ما زاد الوضع سوءا مع اقتراب التنظيم من أسوار بلدة حديثة"، وفق قوله.
ويضيف عبد الله البالغ من العمر 32 سنة، أن أهالي القضاء ومقاتليه لم يعد بوسعهم مواجهة ضربات التنظيم التي يصفها بالشرسة.
وقال إن "المعنويات منهارة"، وإن كل ما بيده هو ورفاقه للدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم هي الأسلحة المتوسطة والخفيفة، ومنها أسلحة الرشاش الكلاشنكوف قديمة الصنع "لا تغني ولا تسمن من جوع، مقابل ما يتمتع به مقاتلو تنظيم الدولة من أسلحة متطورة ومدافع ثقيلة هاون، وحتى طائرات مسيرة، وعبوات ذكية، وسيارات مفخخة موجهة عن بعد، وبنادق قناصة عالية الدقة في رصد الهدف"، كما قال.
وذكر حميد عبد الله أن الأسلحة المطلوبة موجودة في مخازن وزارة الدفاع العراقية، لكن "لم يتم إصدار أوامر من قبل الحكومة بمنحها للعشائر في ساحات القتال، على عكس ما يروج من إمكانية تسليح الدولة الضعيفة".
ومن جهته، قال المواطن أحمد فزع الكربولي: "نواجه، قرابة 2000 عائلة، حصارا صعبا ومخاطر أمنية تحيط بنا وتهدد حياتنا".
وأضاف لـ"عربي21": "أفرز الحصار تدهورا في أوضاعنا المعيشية والصحية، وأصبح الخروج لأي من المناطق المجاورة لبلدة حديثة للحماية من عمليات القصف بالصواريخ التي يشنها التنظيم، أكثر خطورة من البقاء، فكلها تشهد مواجهات عسكرية"، وفق قوله.
وأوضح الكربولي أن "حصار المعارك المسلحة بات أشد وطأة على السكان من الجوع ونقص والأدوية، فالخوف هو من مغبة أن يقدم عناصر تنظيم الدولة على ارتكاب مجازر بحق عشائر حديثة وبروانة بعد تمكن عناصره من السيطرة على أطراف المدينة، وشرعوا بهدم الدور وتنفيذ سلسلة إعدامات شملت عددا من مقاتلي الصحوات وعناصر الشرطة".
وأشار إلى أنه "لا توجد نيّة لدى الحكومة المركزية ومجلس محافظة الأنبار اتخاذ إجراءات فعالة لإنقاذ المدنيين المحاصرين، وإزالة هاجس الشعور بالموت الذي يُراود أهالي حديثة المطالبين بالخروج سريعا".
اقرأ أيضا: ضابط عراقي: خلاف عشائري يهدد بسقوط "حديثة" بيد تنظيم الدولة