مقالات مختارة

ليس بخطوط إيران الحمراء وحدها!

علي حمد ابرهيم
1300x600
1300x600
تعاقب القادة الإيرانيون في الأيام القليلة الماضية وهم يدلون بتصريحات جزلة، متباهين بأنه لولا الدعم الإيراني لنظام الرئيس الأسد، لسقط النظام منذ وقت بعيد. يجيء تباهي القادة الإيرانيين بإنقاذهم لنظام الأسد من السقوط، بعد أن وضح جليا الضرر الذي ألحقه تردد الرئيس الأمريكي بالثورة السورية التي كانت مقدرتها على الإطاحة بالنظام مؤكدة بكل الدلائل، ولم يكن ينقصها إلا الدعم العسكري السريع الذي عول فيه الثوار على الولايات المتحدة. ولكن الجزع الذي دبّ في وجدان الرئيس الأمريكي من الظاهرة الداعشية حملته على تغيير أولوياته من إسقاط الأسد إلى إسقاط داعش أولا . وقد أضاع التردد الأمريكي في مسألة دعم الثوار السوريين بالسلاح والتدريب  حلم الثوار السوريين في انتصار كان يبدو وشيكا، لولا تمدد جزع الإدارة الأمريكية من داعش وأخواتها على حين غرة . وهكذا أصبح الجهد الأمريكي منصبا على البحث عن معارضة سورية معتدلة لكي يقدم لها الدعم .

الضعف الذي دبّ فجأة في الموقف الأمريكي تجاه دعم الثوار شجع الدب الروسي ، وجعله يكشر عن أنيابه للدولة القطب. وزاد من تماديه في استفزاز الثورة السورية بمواقف متشددة، كانت في كثير من الأحيان أكثر تطرفا وأكثر ضررا من مواقف النظام نفسه، بل و أكثر ضررا على الثورة السورية من ضرر الموقف الإيراني إذا استدعينا حجم دعم الدولتين للرئيس الأسد، لجهة توفير السلاح والتدريب والاشتراك الفعلي في الحرب بقوات روسية برية، وقوات طيران تقاتل بصورة مكشوفة مع قوات الرئيس الأسد. ومع ذلك ينبغي الإقرار بصحة زعم القادة الإيرانيين القائل بأن دعم بلادهم للأسد كان من العوامل التي أنقذته من سقوط كان حتميا .

فالقاصي والداني يعلم أن الدعم المشترك للحليفين الإيراني والروسي هو الذي أبقى الرئيس الأسد حتى الآن في الرئاسة السورية، مضافا إليه بطبيعة الحال دعم القوى الشيعية الأخرى ممثلة في حزب الله وفي معسكر نوري المالكي الذين دعموا الأسد بمقاتلين طائفيين، تطفلوا على الشأن الداخلي السوري بصورة استفزازية. ويمكن الإقرار بأن هذا المعسكر مجتمعا هو الذي أبقى على نظام الرئيس الأسد حتى الآن، وليس فقط خطوط إيران الحمراء كما يدعي القادة الإيرانيون . نعم ، بقي الأسد بقوة الدعم الخارجي متعدد السحنات السياسية . ولكن إلى متى يستظل نظام الأسد بهذا الظل الرهيف ..


عن صحيفة الشرق القطرية
0
التعليقات (0)

خبر عاجل