كشفت هيئة الأركان الروسية عن إعدادها خارطة خاصة بالمواقع العسكرية التابعة لتنظيم الدولة وجبهة
النصرة في
سوريا، مؤكدة في الوقت ذاته أن "الوضع في سوريا تغير جذريا خلال الأسبوع الأخير بسبب الغارات العسكرية".
وقال رئيس المديرية العامة للعمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال أندريه
كارتابولوف، إن "العسكريين الروس أقدموا على هذه الخطوة بعد أن تجاهل شركاؤهم الغربيون طلب موسكو لتسليمها بيانات حول مواقع المعارضة المعتدلة في سوريا".
تصريحات كارتابولوف هذه جاءت خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة للملحقين العسكريين المعتمدين لدى موسكو والصحفيين الأجانب، حيث أوضح الجنرال الروسي أن "إعداد الخريطة جاء على أساس المعلومات الاستطلاعية الخاصة بالجانب الروسي والمعلومات التي تحصل عليها موسكو من مركز التنسيق العملياتي في بغداد".
وحول المناطق التي تقصفها الطائرات الروسية في سوريا، أكد كارتابولوف أن "الطائرات الروسية لا تقوم بطلعات قتالية في المناطق الجنوبية من سوريا، حيث توجد، حسب معلومات الجانب الروسي، مواقع للجيش السوري الحر"، منوها إلى أن "الضربات تستهدف فقط مواقع تقع خارج المناطق المأهولة، في الوقت الذي تؤدي غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مدن وبلدات سورية إلى سقوط ضحايا مدنيين وزيادة تدفق اللاجئين من أراضي سوريا".
وفي معرض تبيانه للمناطق التي يتقدم فيها الجيش النظامي السوري على حساب الفصائل المقاتلة، بين الضابط الروسي أن "القوات السورية بدأت التقدم على طول خط الجبهة تحت الغطاء الجوي الروسي، فيما يهرب مسلحو "
داعش" من مواقعهم بشكل جماعي، بعد أن فقدوا معنوياتهم؛ حيث يتقدم الجيش السوري بالدرجة الأولى في الاتجاه الشمالي، بما في ذلك أرياف حلب وحماة وحمص ودمشق".
وأعلن كارتابولوف في مؤتمره الصحفي أن "الطائرات الروسية في سوريا تنفذ يوميا ما بين 60 و80 طلعة قتالية، حيث نفذت منذ 30 أيلول/ سبتمبر الماضي 669 طلعة، بما فيها 115 طلعة ليلية"، في حين كشف أن "الطيران الحربي وجه ضربات إلى 456 موقعا يستخدمها الإرهابيون منذ بداية العملية، بينها ما يزيد عن 380 موقعا لتنظيم داعش الإرهابي".
وأشار إلى أن "الطيران الحربي دمر خلال الأسبوع الأخير 46 من مراكز القيادة والاتصال، وست ورشات لصناعة المتفجرات، و22 مخزنا للوقود، وكذلك 272 من معسكرات تجمعات المسلحين".
ووفقا للجنرال الروسي، لم تستبعد هيئة الأركان الروسية إمكانية استخدام مجموعة السفن الحربية الروسية المنتشرة في البحر الأبيض المتوسط بعمليات مكافحة الإرهاب الجارية في سوريا، مؤكدا أن "قدرات السفن الروسية في المتوسط تسمح لها بتوجيه ضربات إلى مواقع تنظيم "داعش" في أي لحظة بعد اتخاذ القرار من قبل القيادة العسكرية".
وسخر كارتابولوف من "القدرات الأمريكية غير المحدودة"، معتبرا أنها "قصص للأطفال"، في حين رأى أن "الأمريكيين لم يلاحظوا عمليات إطلاق صواريخ مجنحة روسية من بحر قزوين لاستهداف مواقع لـ"داعش" في سوريا"، معلنا عدم استبعاد "إقامة قاعدة عسكرية روسية في سوريا تضم العناصر الجوية والبحرية والبرية".
ونفى المسؤول الروسي في نهاية مؤتمره الصحفي "وجود أي ضباط روس في صفوف الجيش السوري"، مستدركا بأنه "يوجد مجموعة صغيرة من العسكريين السوريين في مقرنا بسوريا تقوم بتوفير التنسيق مع تحليقات القوات الجوية السورية وتقديم المعلومات الدقيقة بشأن مواقع جبهة القوات الحكومية".