هاجم رئيس الحكومة
المغربية، أمين عام
حزب العدالة والتنمية، عبد الإله
ابن كيران، أحزاب
المعارضة المغربية، ووصفها بـ"المرتزقة" التي تستعين بالبلطجة، وبشّر أعضاء حزبه وأنصاره بالانتصار في
الانتخابات الجماعية المقبلة، ملمحا إلى احتمال احتلال المرتبة الأولى رغم عدم الترشيح في جميع الدوائر.
وقال ابن كيران، في لقاء خاص، حضره "
عربي21" ليلة الجمعة إلى السبت: "اليوم سنتحرك ليس لكسب الانتخابات، بل لاستكمال مسار إنقاذ الوطن من أولئك الذين يعتبرون المسؤولية غنيمة ولا يفكرون في دولتهم ويهددون بأنهم سينسحبون إن لم ينتصروا".
وسجل ابن كيران في اللقاء الذي نظم بمدينة سلا قرب العاصمة الرباط: "نحن سنفوز ولن نرشح أيا كان، ونسب الترشيح هذه السنة ستكون أكثر من السنة الماضية، سنفتك الرئاسات من بين أسنان التماسيح والعفاريت ونحرر مواقع من أفواه أنياب فتاكة".
وبشر أعضاء حزبه وأنصاره بالفوز بالانتخابات الجماعية المقررة في أيلول/ سبتمبر المقبل قائلا: "ليس بعيدا أن نكون الأوائل، رغم أننا لن نرشح في كل الدوائر".
ومضى ابن كيران يقول: "ينبغي أن نكون أول من يلبي نداء الوطن لمواصلة تنميته وتحقيق ازدهاره، وأيضا لقطع الطريق على الفاسدين ومستغلي سذاجة الناس، الذين يأكلون اللحم ويمصون العظم ولا يتركون شيئا".
وخاطب أنصاره قائلا: "إنهم يستعجلون رحيلنا ليعودوا لما كانوا عليه، حيث لا رقيب ولا حسيب ولا من يستحيون منه، نحن سند لكل من يريد الخير لهذا البلد، وبعد ما خلقتم من أمل في نفوس المغاربة، لا حق لكم في التراجع".
وأفاد بأن "البلاد في حاجة إليكم وتريدكم أن تصبروا وأن تقوموا بواجبكم على أحسن وجه وأن تحتسبوه على الله، من رئيس الحكومة إلى باقي الوظائف".
وشدد على أن "السياسة ليست فهلوة ولصوصية وكسبا للأموال والمواقع وبيعا للأوهام التي توهم الناس بأنك تساهم معهم في ضبط الأمور، وجزء من السياسة هو ما كنا قمنا به نحن بكل سذاجة.. الإصلاح، نعم، لكن المقامرة بالمؤسسات، لا، ووقفنا في وجه التيار".
"مرتزقة" المعارضة
وتطرق ابن كيران إلى رموز المعارضة، حيث قال: "اليوم نحن لا نواجه معارضة سياسية عاقلة، بل نواجه مرتزقة، يضبطون أحزابهم من خلال البلطجة والعطاء للبعض والتخويف للأغلبية، وهذا سينقلب عليهم طال الزمن أم قصر".
وأضاف ابن كيران: "لو كان أمامنا معارضة معقولة مثل الزايدي وأحمد الشامين (رمزين من أحزاب المعارضة) لكان الأمر فعلا متعلقا بمعارضة سياسية، لكننا نرى أشخاصا أقرب إلى أن يكونوا رموز فساد ومتآمرين، والله أعلم مع من وعلى من يتآمرون".
وتابع ابن كيران: "إنهم يمكرون ويمكرون، لكن ماذا سيفعلون إن كان في وجههم حزب متمسك بثوابت البلاد إسلاما ووحدة وملكية دستورية".
وقال ابن كيران: "إن الذين يعارضوننا وخاصة الثلاثة المشهورين، أولئك خدام الفساد والاستبداد، انظروا ماذا يفعلون في أحزابهم وسترون".
وفي مقابل إشادته بمبدئية حزبه، وصف ابن كيران أقطاب معارضيه بالقول: "الآخرون هم صيادو ولاء، يحاولون أن يأخذوا الولاء مقابل المصالح والمكاسب، لكن المصالح تظل محدودة، وماذا سيعطي البخيل، وهو أصلا لا يعطي إلا بضغط وإذا أعطى سيعطي لعائلته؟".
وجوابا عن سؤال حول دعوة أمين حزب الاستقلال، أكبر أحزاب المعارضة البرلمانية، حميد شباط، لحوار على شاكلة الحوار الليبي، قال ابن كيران: "لا تتحدثوا عنه، إنه فقط يتحدث من أجل لا شيء، (خذ العفو وأمر بالعفو وأعرض عن الجاهلين) فهناك أناس في حزبه يشتكون منه لي بشكل شخصي، بسبب ما يقوم به في الحزب".
لا تراجع عن محاربة الفساد
ورفض ابن كيران القول بتنازل حزبه "عن شعار محاربة الفساد والاستبداد" الذي كان شعارا لحملته الانتخابية عام 2011، معتبرا أن الأمر "غير صحيح ويوم التنازل عليه هو اليوم الذي تطال فيه أيدينا المال العام، ونعيش الرفاه، ونغلق الهواتف والبيوت في وجه المواطنين".
وأضاف: "نحن اليوم في الحكومة لكننا في الوقت نفسه معارضة شرسة للفساد والاستبداد".
وفي إشارة إلى الجدل المتصاعد في المغرب حول قضايا الهوية، خلال الفترة الأخيرة، قال ابن كيران: "إن أي محاولة للمس بالأسس التي بنيت عليها البلاد والتفريط في أي منها ستكون له عواقب وخيمة".
وسجل ابن كيران أن "الإسلام أفضل مرجعية وأصح مرجعية وأحسن مرجعية رغم محاولات التشويش المستمرة، انظروا حولكم إلى عدد من صور الإقبال على الإسلام من حج وصوم وصلاة تراويح.. الحج يحدد لأن الإقبال أكثر، وهذا يعني أن الإقبال على الإسلام في تزايد".
وقال ابن كيران: "العبودية لله تقتضي أن يستوعب الإنسان الدنيا وفق مقتضيات العقيدة، أن نطلب أرزاقنا، هذا ضروري، فانتشرو في الأرض أو كما قال عز وجل.. أن يكون لنا طموح شخصي بأن نكون وزراء أو سفراء، لكن ليس هذا هو الهدف الأول بل هو ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، والعمل السياسي ينبغي أن يكون منضبطا بهذا المعنى في مجال السياسة".
وأضاف ابن كيران: "البلاد مثل الباخرة ودورك أن تساهم في توازنها وفي صمودها في العواصف، وهذا ما قمنا به، وقد صبرنا على قومنا".