كشفت مصادر أمنية خاصة تابعة لقوات النظام السوري، في مدينة
جبلة الساحلية، أن مخابرات النظام سحبت
معتقلين، اعتقلوا حديثا، من مراكز الاعتقال في المدينة، للتحقيق معهم، وألقت بهم في جبهات القتال في القرى والبلدات الساحلية والجبهات الأخرى الساخنة التي تشهد معارك مع الثوار.
جاء ذلك، بحسب المصادر، تحت تهديد السلاح، بعد استخدام هؤلاء المعتقلين دروعا بشرية في الصفوف الأمامية.
فبعد حملات اعتقال عشوائية نفذتها أجهزة النظام السوري خلال الشهرين الأخيرين، رافقت انتشار دوريات الأمن والشرطة العسكرية في أحياء مدينة جبلة، لم توجه أي اتهامات لغالبية هؤلاء المعتقلين، فيما وثّقت مصادر أمنية من داخل أروقة فروع أمن النظام السوري الزجّ بعشرات المعتقلين من السنة على جبهات القتال، وعلى خطوط التماس الأولى تحت تهديد السلاح.
وأضاف المصدر الخاص لـ"عربي21"، أن معتقلي جبلة من الشبان القادرين على حمل السلاح تم سوقهم لخدمة الاحتياط ومعسكرات التدريب أو جبهات القتال، بينما تم فرز بعضهم إلى أعمال السخرة، من حفر نقاط تمركز أو أنفاق، أو صنع دشم عسكرية لعناصر وقوات النظام في المناطق الساحلية التي تشهد توترا مستمرا".
ووثق أهالي حي الصليبة، السني بالكامل، والواقع ضمن مدينة جبلة، بالإضافة إلى الأحياء المجاورة له مثل حي الفيض وحي الجبيبات وحي الجركس، اعتقال قسم كبير من أبنائهم خلال الفترة القليلة الماضية، فيما فر من بقي إلى خارجها خوفا من السوق الإجباري للخدمة الإلزامية، حتى أصبحت تلك الأحياء خاوية تماما ممن هم في عمر الشباب، وباتت توصف المدينة الساحلية بمدينة "النساء والعجائز".
وأكد ناشطون من مدينة جبلة أن موالين للنظام في المدينة يمارسون كل أنواع الضغط والترهيب على من بقي من السكان، ويقطعون عن الأحياء المشار إليها كل أنواع الخدمات، من مياه وكهرباء وغيرها، بشكل شبه كامل، فيما توفر هذه الخدمات لصالح الأحياء الموالية، مع التشديد في دخول الطحين للأفران والمواد الغذائية، في عقاب جماعي "يمارسه القليل القوي على السواد الأعظم الضعيف"، بحسب وصفهم.
وأغلب سكان مدينة جبلة هم من السنة، ويتخللها أحياء موالية من الطائفة العلوية وبعض الطوائف الأخرى، وتحيط بها قرى علوية من ثلاث جهات، أما الجهة الرابعة (الغربية) فيشكلها البحر، ويتم التعامل مع سكانها على أنهم معارضون للنظام، لذلك يتعرضون لكل أنواع القمع والاضطهاد، وفق تأكيد سكان في المدينة.