مقالات مختارة

متى تبدأ العملية ضد "داعش"؟

عبد القادر سلفي
1300x600
1300x600
لقد أعطي الضوء الأخضر للعملية ضد "داعش" في اليوم نفسه الذي نفذت فيه تركيا عملية "سليمان شاه".

صرح الأمريكان مراراً وتكراراً بأن العملية ضد "داعش" مستحيلة، إلا أننا بدأنا نسمع تحركات من هنا وهناك بعملية برية يساندها سلاح الجو.

أريد أن أشارككم في هذا الصدد بعض المعلومات التي توصلت إليها...

هل كانت عماية "سليمان شاه" إجراءً من أجل حماية جنودنا أم إنها خطوة مسبقة في وجه أي عملية مخطط لها ضد "داعش"؟ بدأ هذا السؤال يراودني عندما بدأت أبحث في خلفيات أحداث تلك العملية...
لم أستطع الوصول إلى إجابة شافية في ذلك اليوم، لكن الأحداث والتطورات كانت مؤشراً كافياً على اقترابنا من حدث مهم.

حسناً... متى ستبدأ هذه العملية؟ وكم جندياً سيشارك فيها؟ وما هو دور تركيا؟ هل سيشارك "حزب العمال الكردستاني" في هذه المعركة إلى جانب تركيا؟

سوف أدع الإجابة عن هذه الأسئلة، لنعود إلى عملية "سليمان شاه".

أريدكم أن تتذكروا عندما دخل تنظيم "داعش" إلى الموصل، واختطف 49 مواطناً تركياً بعد السيطرة على القنصلية في الموصل. في ذلك الوقت توجهت المعارضة إلى الحكومة بالاتهامات بأنها لا تقوم بأي دور لحل الأزمة، في حين أنها اليوم تنتقدها بسبب قيامها بهذه العملية.

استمر التحضير للعملية لمدة شهرين وكانت سرية للغاية، كانت المباحثات تتم في "الغرفة الصماء" في قصر رئاسة الجمهورية، ولم يكن الكثير من أعضاء المجلس العسكري على علم بأي تفصيل. كان ينبغي تغيير الجنود الـ38 في نهاية الشهر الأول من هذه السنة، لكن تم تأخير التبديل للتغطية على العملية.

 كان الجميع يتحدث عن اكتشاف "داعش" للعملية كما حصل في الموصل، وبالتالي وقوع عدد كبير من الجنود في الأسر، كانت هذه نتيجة محتمة، لذلك تم دراسة جميع تفاصيل العملية على طاولة المخابرات معززة بتحليلاتها ومعطياتها. كانت عملية يجب التخطيط لها قبل سنتين، وليس قبل شهرين!
تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة للعملية؛ لأن قوات التحالف كانت تستعد هي الأخرى لساعة الصفر لعملية موسعة ضد "داعش"، ولم تكن الاتفاقية الموقعة بين تركيا وأمريكا منفصلة عن هذه العملية.

ومن إحدى إشارات قرب العملية الموسعة ضد "داعش" إرسال تركيا طائرة عسكرية إلى بغداد محملة بالمعدات لجنودنا هناك. وكان وزير الدفاع الوطني التركي "عصمت يلماز" في بغداد لإجراء مباحثاته.

أريد أن أعود بكم إلى الوراء عندما ذهبنا في منتصف الشهر الماضي لزيارة الرئيس "عبدالله غل"، وزرنا في اليوم نفسه الرئيس "أردوغان" في مركز حزب "العدالة والتنمية" والسيد "بولنت أرينتش".

أثناء لقائنا مع السيد "عبدالله غل" -الذي تلقى اتصالاً هاماً- انتقلنا إلى غرفة مجاورة كانت قد أعدت خصيصا للرئيس "أجاويد" في ذلك الحين.

أتى بعدها الرئيس "غل" إلى حيث انتقلنا، وكان اتصاله مع مساعد الرئيس الأمريكي "ديك تشيني"، واكتفى بذكر أن الأمريكان مصرون على نجاح الاتفاقية. 

انقسم الإعلام التركي وقتها إلى قسمين؛ قسم منه يصر على أن الأمريكان لن يجرؤوا على العملية.
اقتربت من السيد "غل" وسألته عن هذا الموضوع، فأجابني: "لا، بالطبع سوف يتدخلون". كانت معلومة مهمة جداً بالنسبة لي، فبعض الكتاب المقربين من السيد "غل" كانوا يؤكدون أن رأيه يقول بأن أمريكا لن تجرؤ على العملية من غير دعم تركيا لها. لم يكن "غل" بهذا الرأي، بل كان متأكداً من قرار أمريكا في التدخل. 

ثم سألته: "متى سيكون إذن؟ هل هي قريبة؟"، ركز بصره بعد هذا السؤال على جهاز الـ"داكتيلو" الخاص بالرئيس "أجاويد"، أما أنا فكنت متخوفاً من إخراجنا من الغرفة قبل أن أحصل على إجابة. قال لي: "تحققنا من البدلات العسكرية التي أحضرها الأمريكان لجنودهم، لم تكن بدلات صيفية مخصصة لمقاومة حر الصحراء"، أدار رأسه قليلاً ثم تابع حديثه: "ننتظر أن يبدأوا عمليتهم في نصف شهر آذار/ مارس". كانت هذه معلومة مهمة جداً، لكن لم يُرد السيد "غل" أن تسجل هذه المعلومة عنه.

بالأمس وعند سؤالي عن العملية لبعض مصادري الخاصة عن طبيعة الملابس التي أرسلناها، تلقيت إجابة كالتالي: "حتى وإن كان اسمها ملابس صحراوية إلا أنها صنعت أيضاً لتتناسب مع الظروف الشتوية".

ابتداءً من شهر نيسان القادم ننتظر دخول 20 إلى 25 ألف جندي في عملية برية ضد "داعش"، وستقدم قوات التحالف الدعم الجوي الكامل من طائرات وصواريخ، سيشارك الجيش العراقي في العملية بالإضافة إلى "البشمركة".

بعض الضباط التابعين للقوات الخاصة يعطون تدريبات لـ"البشمركة" منذ سنتين. أين هو دور "العمال الكردستاني" إذن؟ أعتقد أن الحزب سيدخل أيضاً في هذه العملية البرية ضد "داعش"، فهل هذا ممكن؟ 

لا أرى أن هناك حظراً من تركيا لمشاركة الحزب في العملية، وبالتالي فإنه ممكن. ستبدأ العملية من شمال كركوك وصولاً إلى الموصل. بطبيعة الحال نرى استعدادات من كافة الأطراف في أكثر نقاط قوة "داعش" في "تكريت" مسقط رأس صدام حسين.

ماذا سيكون دورنا في هذه العملية؟ لن نشارك في العملية البرية، وسيقتصر دورنا على تقديم الدعم اللوجستي. لن تستخدم قواعدنا بشكل مركزي، بل ربما في حالات استثنائية سيتم استخدام قاعدة "إنجرليك" لهبوط اضطراري، ولن تشارك طائراتنا بالعملية الجوية.

لن نكون موجودين في العملية البرية ضد "داعش"، فدورنا هو تقديم الدعم اللوجتسي فقط!

(صحيفة يني شفق- ترجمة وتحرير: تركيا بوست)
0
التعليقات (0)