فنون منوعة

ملائكة سوريا.. لوحة توثق مقتل نحو 12 ألف طفل

اللوحة فيها طفلة تمسك ساعة أرقامها مقلوبة، دون عقارب تشير لتوقف الزمن - الأناضول
اللوحة فيها طفلة تمسك ساعة أرقامها مقلوبة، دون عقارب تشير لتوقف الزمن - الأناضول
دفعت المأساة الإنسانية في سوريا، المستمرة منذ 2011، عددا من الفنانين السوريين إلى رسم أكبر لوحة فنية في العالم باسم "ملائكة سوريا"، وثقت فيها أسماء 12 ألفا، و490 طفلا سوريا من الذكور والإناث، سقطوا ضحية الصراع المتواصل بين النظام، والمعارضة.

ويسعى القائمون على العمل، إلى نقل فكرة مقتل الأطفال الأبرياء دون ذنب، ويهدفون إلى حلول اليوم الذي لا يسقط فيها أي قتيل سوري، وبخاصة الأطفال، محاولين نقل هول المأساة عبر الفن إلى المجتمع الدولي، الذي خذل السوريين، على حد وصفهم.

حسام السعدي، فنان الكاريكاتور، وعضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هو صاحب الفكرة، لفت إلى أن "أبعاد اللوحة تبلغ 21 × 21.5 بمساحة إجمالية بلغت 441 مترا مربعا، تضمنت أسماء الشهداء من الأطفال حتى تاريخ 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحسب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا".

وفي تصريحات أدلى بها السعدي للأناضول، أشار إلى أن "اللوحة هي عبارة عن صورة طفلة سورية لها أجنحة ملائكة، مقيدة بأغلال عليها قفل، ورسم على القفل خريطة العالم، كما أن الطفلة ممسكة بساعة فيها أرقام مقلوبة بجهة عكسية وبدون عقارب، في دلالة لتوقف الزمن".

وأضاف السعدي أن اللوحة تضمنت في الأعلى "عبارة (أنقذوا أطفال سوريا)، باللغة الإنكليزية، وأنها ستعرض في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أمام البرلمان الأوروبي، بمناسبة يوم الطفل العالمي، موضحًا أنهم حصلوا على الموافقة، وهم بصدد الحصول على تأشيرات السفر حاليا.

من ناحية أخرى، أوضح السعدي، أن "اللوحة تكلفت حتى الآن 40 ألف دولار، ودعمتها الكتلة الديمقراطية في الائتلاف الوطني، كما تلقت دعما مباشرا من رئيس الائتلاف السابق، أحمد الجربا"، مبينا أن "اللوحة عمل فيها الفنان التشكيلي حسام علوم بشكل أساسي، وساعده الفنان عبد الجليل الشقفي، فيما كتب الأسماء الخطاط أحمد الطلي، الذي أضيف للعمل للضرورة".

وأكد السعدي أن "هذه الإضافة كانت لضرورة إنجاز العمل بأسرع وقت ممكن، وهو ما تم، حيث أُنجزت اللوحة في 40 يومًا، بدلا عن ثلاثة أشهر كما كان مخططًا"، مشيرًا إلى أنه "سيتم التواصل لاحقا مع موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية من أجل تسجيل اللوحة، باسم السوريين، لا باسمه، ويراد لذلك التواصل معهم قبل ثلاثة أشهر من الحدث، لتنسيق حجز الموعد".

وأشار إلى أن "اللوحة ستعرض لاحقًا في أكثر من بلد أوروبي، منها فرنسا، والسويد، وألمانيا، وربما الولايات المتحدة، ومن ثم العودة بها إلى إسطنبول، بحسب التمويل المالي المتوفر حتى الآن"، على حد تعبيره.

وفي نفس الإطار، لفت السعدي إلى أنه "يتوقع أن تؤثر الأعمال الفنية بالمجتمع الدولي، والشعوب الغربية أكثر من منظر الدم، فكثير من الشعوب لا تعرف حقيقة ما يجري في سوريا، "فالهجمة، والتضليل الإعلامي للنظام في تشخيص الثورة، توجب على الفنانين في هذا الجانب، وهم يمتلكون سلاح الريشة الفنية، أن يقوموا بواجبهم في إيصال الرسالة الإنسانية للمجتمع الدولي، بعيدا عن السلاح، والسياسية".

وشدد فنان الكاريكاتور على أن "الهدف هو جعل شعوب العالم تتحرك، واستنهاض الضمير العالمي لوقف الجنون الحاصل في سوريا"، مؤكدا أنهم "لا يريدون كتابة أسماء أطفال جدد يقتلون، بعد أن كتبوا أسماء نحو 12ألفا، و500 طفل".

ولم يغب على السعدي، التأكيد على أن "الفنانين السوريين مقصرون بالأداء في هذا الجانب، لأن الثورة الشعبية ليست ثورة سلاح، بل شوهت من النظام، ويجب إعادتها للشكل الحقيقي، وتصوير الأهداف التي خرج الشعب لأجلها"، داعيًا "الفنانين لتقديم أي شيء لعمل توازن يعكس الثورة الحقيقية بدون معلومات مغلوطة، طالما هناك مادة حقيقية يكفي إظهارها للعالم".

وتابع قائلا "يكفي كتابة الأسماء على الجدران لتصبح عملا فنيا، لأنها أسماء، وأرواح، وقصص، وحكايات، يكفي العمل على ما هو موجود فنيًا، ومسرحيا، وغنائيا، لترجع الصورة للسوريين، وتصل الصورة للعالم بأن السوريين ليسوا متطرفين، ومسلحين، بل طلاب حق، لهم حرية العيش في دولة ديمقراطية تكفل الحقوق".
0
التعليقات (0)