حذر
وزير الدولة للشؤون
الخارجية بالإمارات أنور بن محمد قرقاش، من أن "النزعة
التوسعية المستمرة للنفوذ
الإيراني في العالم العربي تشكل تهديدا للعلاقات الخليجية الإيرانية وللعلاقات العربية الإيرانية بوجه عام"، واصفا السياسة الخارجية لإيران بأنها "طائفية".
وجاء هذا في كلمة مطولة ألقاها في افتتاح الدورة الأولى من ملتقى أبو ظبي للحوار الاستراتيجي الذي يستضيفه مركز
الإمارات للسياسات، مساء الأحد، ونشرت نصها وكالة الأنباء الإماراتية، ووجه خلالها انتقادات لتصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأخيرة بشأن استغرابه من اعتذار نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، لدول خليجية عن اتهامه لها بدعم الإرهاب.
وتناول قرقاش في كلمته مواقف بلاده من قضايا شتى، وتعرض فيها أيضا للتحديات التي تواجه المنطقة.
وشدد قرقاش على أهمية "أن يكون أي اتفاق مستقبلي مع إيران حول ملفها النووي اتفاقا محكما وخاليا من نقاط الضعف".
وحذر من ان "الإخفاق في التوصل إلى اتفاق متماسك يمنع الانتشار النووي، يمكن أن تكون له عواقب خطيرة ليس فقط في منطقتنا بل في مناطق أبعد بكثير وذلك من خلال تقويض نظام عدم الانتشار".
وأعرب عن اتفاقه "تماما" مع تصريحات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في الآونة الأخيرة، والذي "ميز فيها ما بين إيران الدولة والمجتمع من جهة، وإيران كسياسة خارجية توسعية وعدوانية".
وحذر في هذا الصدد من أن "النزعة التوسعية المستمرة للنفوذ الإيراني في العالم العربي تشكل تهديدا للعلاقات الخليجية الإيرانية وللعلاقات العربية الايرانية بوجه عام".
ولفت في هذا الصدد إلى تدخل إيران في "البحرين وسوريا والعراق ولبنان واليمن الذي انضم إلى القائمة على نحو دراماتيكي في الآونة الأخيرة".
وأضاف: "الحقيقة التي مفادها أن هذه السياسة الخارجية طائفية بطبيعتها تجعل التوتر في المنطقة أكثر استفحالا. وإن علاقة عربية-إيرانية تعاونية ومريحة سوف تعتمد كثيرا على مبدأ عدم التدخل واحترام الكيانات الوطنية وسيادة السياسات الوطنية".
وتشهد العلاقات الإماراتية - الإيرانية تجاذبات سياسية، بسبب الجزر الثلاث (طنب الصغرى - طنب الكبرى - أبو موسى) الواقعة في مضيق هرمز، عند مدخل الخليج العربي، والتي سيطرت عليها إيران عام 1971 مع انسحاب القوات البريطانية من المنطقة، حيث لا يمر اجتماع سياسي خليجي أو دولي تشارك فيه الإمارات، إلا وتطالب إيران بتحرير جزرها "المحتلة" الثلاث.
في حين تقول إيران إن الجزر تابعة لها منذ زمن طويل، وأنها دخلت تحت الحكم البريطاني لفترة قصيرة، امتدت من عام 1903 إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 1971، عندما عادت الجزر للسيادة الإيرانية.