رفضت إيران الثلاثاء اتهامات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها تشكل تهديدا على العالم يفوق تهديد تنظيم الدولة، وقالت إن هذه الاتهامات "لا أساس لها".
وكان نتانياهو قال الاثنين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "إن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وترك إيران على أعتاب امتلاك القوة النووية هو بمثابة ربح معركة وخسارة الحرب".
ووصف نتنياهو كذلك عناصر تنظيم الدولة الذين يسيطرون على مناطق شاسعة من العراق وسوريا وحركة حماس بأنهما "فروع من الشجرة السامة نفسها".
ورفض نائب السفير الإيراني في الأمم المتحدة خوداداد سيفي الاتهامات، ووصفها بأنها جزء من حملة إسرائيلية لتقويض المفاوضات بشأن برنامج بلاده النووي.
ونقلت عنه وكالة فارس للأنباء قوله "إن تصريحات رئيس وزراء النظام الإسرائيلي تشتمل على مزاعم لا أساس لها ضد جمهورية إيران الاسلامية، الهدف الأساسي منها هو تبرير الجرائم التي ارتكبها النظام مؤخرا ضد المدنيين الفلسطينيين".
وشن الكيان الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة استمرت 50 يوما بين تموز/ يوليو وآب/ أغسطس الماضي استشهد فيها 2100 فلسطيني وجرح الآلاف ودمرت عشرات الآلاف من المنازل والبنى التحتية.
نتنياهو لم يذكر سوى أكاذيب
وفي السياق نفسه، وصف خبير ممثلية
إيران في منظمة الأمم المتحدة، تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني في اجتماع الجمعية العامة في نيويورك، بأنها مدعاة للسخرية وأنها لم تتضمن سوى حفنة من الأكاذيب، بحسب ما نقلت عنه وكالة فارس للأنباء.
وفي تفاصيل ذلك، قال عضو ممثلية إيران في الأمم المتحدة في رده الذي قرئ في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني ترافق مع اتهامات لا أساس لها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي في الأساس تأتي بهدف التهجم على الآخرين لتبرير الجرائم التي ارتكبها كيانه أخيرا ضد المدنيين الفلسطينيين، على حد قوله.
وأضاف أن
نتنياهو "سعى يائسا لغسل أيدي كيانه من حمام الدم الذي قام به أخيرا أمام أنظار العالم، وهو يأمل بإجرائه الاستعراضي هذا في الجمعية العامة أن يثير مرة أخرى حربا خادعة ضد الدول الإسلامية، وأن يربط المسلمين بداعش في مزاعم لا أساس لها، ويحاول عاجزا الوصول إلى هدفه عبر التخويف من إيران والإسلام".
وأوضح أن "ما يدعو للسخرية هو أن الكيان الصهيوني يسمح لنفسه باتهام الآخرين وهو له ما له من ماض مليء بالعنف وسياسات التمييز العنصري وجرائم الحرب الموثقة في المنظمات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، في حين أنه لا يعير أدنى قيمة لقرارات منظمة الأمم المتحدة ومازال يواصل منذ عشرات الأعوام احتلال أراضي الآخرين".
وقال خبير ممثلية إيران في الأمم المتحدة، إن "هذا الكيان الذي يعرف الجميع ماضي أنشطته في إنتاج وتكديس الأسلحة
النووية وسائر أسلحة الدمار الشامل المناهضة للبشرية، يتهم الآخرين بالسعي لحيازة مثل هذه الأسلحة".
وتابع قائلا، بأن "تصريحات رئيس وزراء هذا الكيان بعثت على السخرية لدى الحاضرين في الاجتماع، لأنه تحدث عن القسوة وهو الذي قاد الهجوم الأخير على غزة متجاهلا جميع الحقوق والمعايير الدولية، والذي أسفر عن سقوط أكثر من الفي مدني فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، بالإضافة إلى إصابة عدد كبير آخر وتدمير الكثير من الوحدات السكنية، ما أفضى إلى تشريد 500 ألف من سكان غزة الذين يعيشون في ظل حصار لاإنساني مفروض عليهم من قبل هذا الكيان".
وأكد أن "مزاعم قلق هذا الكيان من البرنامج النووي الإيراني السلمي الخاضع لرقابة دولية، تأتي في الوقت الذي يوجد فيه قلق منطقي في منطقة الشرق الأوسط والعالم من وجود السلاح النووي بحوزة هذا الكيان الذي أبرز مرارا شهيته لارتكاب الإبادة البشرية، والدليل على ذلك جرائمه ضد الشعب الفلسطيني خلال الشهرين الماضيين. ومع الأخذ بالاعتبار هذه الأمور، هل يمكن التفكير بغير محاولات رئيس وزراء هذا الكيان لحرف أنظار المجتمع العالمي عن الجرائم المرتكبة من قبل كيانه؟".
وشدّد الدبلوماسي الإيراني، على أن تصريحات ممثل هذا الكيان هي استمرار لذات سياسته المعروفة تماما في خلق العراقيل أمام مسيرة المفاوضات الجادة للجمهورية الإسلامية والتي جرت خلال العامين الماضيين، ومن المؤكد أن أي تقدم في هذه المفاوضات سيؤدي إلى المزيد من اضطراب هذا الكيان، و"بناء عليه فإن ما سمعناه اليوم (من نتنياهو) لم يكن سوى حفنة من الأكاذيب".