قدم أمين عام العاصمة
اليمنية صنعاء، عبدالقادر هلال، استقالته من منصبه الحكومي، الذي يعد الأعلى إداريا في العاصمة، بسبب ما وصفه بـ"عجزه" عن الاستمرار في تولي منصب لا يملك فيه "القرار والصلاحية".
جاء ذلك في نص
استقالة بعثها إلى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء الأحد ونشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، بعد ساعات من اتفاق إنهاء الأزمة الذي تم توقيعه بين الرئاسة اليمنية والقوى والأحزاب المشاركة في الحكومة وممثلي جماعة "أنصار الله" المعروفة إعلاميا بـ"الحوثي"، برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر.
و برر هلال الذي عُيّن في هذا المنصب في تموز/ يوليو 2012، قرار استقالته إلى أن "ضميري والقيم التي تربيت عليها لا تسمح لي الاستمرارية بتولي منصب لا املك فيه القرار والصلاحية".
وسرد هلال ما وصفها بـ"معاناة" الناس خلال الأيام الماضية بعد تصاعد الاشتباكات بين الجيش والحوثيين بأكثر من منطقة بصنعاء وما أدى إلى إقلاق الأمن والتسبب بنزوح عائلات من منازلها، مشيراً إلى أن هذه المعاناة طالته هو شخصياً حيث تم اعتراض سيارة تابعة له في نقطة أمنية تتبع الحوثيين في تقاطع شارع النصر شمال صنعاء وهي عائدة من ورشة إصلاح أعطاب وعليها شخصين.
ومضى هلال قائلاً: "تم احتجازها من قبل تلك النقطة رغم أنهم قد عرفوا بأنفسهم واظهروا بطائقهم (هوياتهم الشخصية) إلا انه تم احتجازها ونقلها مع الشخصين إلى مركز الحوثيين في الجراف (مقر المجلس السياسي لجماعة الحوثي شمال صنعاء)",مبيناً أنه حاول لثلاث ساعات التواصل مع العديد من قيادات الحوثيين بمن فيهم مكتب زعيمهم للإفراج عن سيارته ولم يستطع.
وعلق أمين العاصمة على ما حصل له بالقول: "فإن عجزت عن حماية سيارة تتبعني ولم اقو على فعل شيء ،وقد حدث ذلك وأنا أمينا للعاصمة ، فكيف سأستطيع أن أقوم بمهامي وواجبي عن مايقرب ل 3 مليون مواطن(سكان صنعاء)".
وأعرب هلال عن أسفه للأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء مساء الأحد والمتمثلة في سيطرة الحوثيين على مباني حكومية مدنية وعسكرية وتدهور الوضع الأمني بعد توسع رقعة الاشتباكات.
يشار إلى أن عبدالقادر هلال الذي ينتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام(يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح)تولي العديد من المناصب الحكومية أهمها توليه وزارة الإدارة المحلية كما كُلف بترأس العديد من لجان الوساطة مع جماعة الحوثي.
ومساء يوم الأحد، وقعت الرئاسة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، اتفاقا لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، بحضور المبعوث الأممي والقوى السياسية، وسط رفض الحوثيين الانسحاب من صنعاء.
ومنذ أسابيع، تنظم جماعة "الحوثي" احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء وقرب مقار وزارات وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات.
ويتهم منتقدون جماعة الحوثي بالسعي إلى إعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962.
ونشأت الجماعة، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.