في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الحركات الإسلامية بالمغرب وعربيا، انتخب المؤتمر الوطني الخامس لحركة
التوحيد والإصلاح المغربية،
فاطمة النجار نائبة ثانية للرئيس الجديد للحركة عبد الرحيم شيخي وذلك في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد بالرباط.
وتم في جمع عام لإحدى أبرز الحركات الإسلامية في المغرب، إعادة انتخاب مولاي عمر بنحماد نائبا أول للرئيس، كما أنه تم التصويت على الرئيس السابق محمد الحمداوي منسقا عاما لمجلس شورى الحركة.
وعن باقي عناصر القيادة الجديدة انتخب الجمع العام الذي امتد طيلة أيام الجمعة والسبت والأحد 11 عضوا بالمكتب التنفيذي حازوا كلهم على ثقة أكثر من نصف أعضاء الجمع العام، وقد جاءت أسماؤهم إلى جانب الرئيس ونائبيه ومنسق مجلس الشورى كالتالي: أحمد الريسوني، عبد الجليل الجاسني، أوس الرمال، امحمد الهيلالي، صالح النشاط، خالد الحرشي، محمد ابرهمي، عزيزة البقالي، عبد الله باها، محمد يتيم، ومحمد سالم بيشا.
وينتظر أن يلتحق بالمكتب التنفيذي المسؤولون الجهويون عن المكاتب التنفيذية للجهات الأربع للحركة بعد الجموع العامة الانتخابية الجهوية التي ستنطلق بعد أيام، كما أنه سيعمل المكتب التنفيذي كما ينص على ذلك القانون على إلحاق ثلاثة أعضاء آخرين وفق ما تقتضيه الحاجة.
وفي تصريح له عقب انتخابه، قال شيخي (48 سنة) إن المحطة كانت شورية وديمقراطية بامتياز، وذكر أنه انتخبت بعد مخاض عسير من النقاش والتداول، معربا عن شكره لجميع الإخوة والأخوات الذين وضعوا فيه الثقة ليتحمل مسؤولية رئاسة الحركة. وهو الأمر الذي "وإن كان الأمر لم يدر بخلدي يوما ولم أكن أنتظر أن أكون رئيساً لا اليوم ولا غداً، أعرف أن رئاسة الحركة من المسؤوليات الجسيمة والكبرى في الحركة، خاصة أن حركة التوحيد والإصلاح تتوسع يوما عن يوم سواء على المستوى الأعضاء أو على مستوى الاهتمامات ودورها وعلاقاتها تتشعب داخل المغرب وخارجه"، بحسب ما صرح شيخي لـ "عربي21".
وأضاف أن "المهمة جسيمة، وأنتظر التوفيق من الله تعالى والدعم من إخواني، ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير".
وبمجرد انتخابها نائبة للرئيس قالت فاطمة النجار لـ "عربي21"، إن هذا الحدث هو هدية للحركات الإسلامية "بأن الأمر ينبغي أن يعود لمساره الطبيعي كما كان في عهد الرسالة"، وذلك "بأنه لا معيقات أمام المرأة لتذهب إلى أبعد مستوى في إبداعها وإبراز المؤهلات، بما يعكس المنطلق القرآني من أن المرأة من الأدوار الطبيعية الأولى إلى الأدوار الرسالية إلى ملكة سبأ وهذه أمور واضحة في شرع الله".
وقالت النجار للموقع إنه واجهها انفعالان بعد إعلانها نائبة للرئيس، الأول: يتعلق بكونها تربت في حركة قامت على فتح الفرص وعلى التدرج الطبيعي وعلى العمل الميداني وعلى إعمال الكفاءة، وعلى السلاسة في الفعل وحمدت الله على غياب المعيقات وأن الطاقات تتقدم. والانفعال الثاني الذي واجه النجار، يتعلق بالتهيب من المسؤولية "بما يفتح في الوجه دفعة واحدة آفاق العمل والمطلوب تقديمه للأعضاء"، فموقع النيابة - كما تتابع النجار- ليس عن النساء فقط بل على عموم الأعضاء وعلى الرجال والنساء وهذه مهمة ثقيلة، وفق تعبيرها.
وثمنت النجار في التصريح ذاته، ما قالت إنه انتخاب يعتمد على الكفاءة وليس على كونها امرأة يراد التعامل معها بتمييز إيجابي، وأنها مطالبة بتحمل مسؤولية هذا الموقع وأن تتجه نحو المزيد من الأدوار التي تؤكد أن الحركة الإسلامية تقدم ليس ببعد المرأة أو الرجل وإنما بالمؤهلات التي وضعها الله في الذكر والأنثى. وزادت بأن موقعها إلى جانب الرئيس متميز بحكم مستواه، مستدركة بأن حضور النساء داخل الحركة كان وازنا باستمرار وعلى مختلف المستويات والذي تم اليوم هو تتويج للجهود وعطاءات النساء بالمشروع العام للحركة.
ومن بين الخصائص التي يتميز بها الرئيس الحديد والثالث على رأس الحركة شيخي عبد الرحيم بعد مرحلة الريسوني أحمد والحمداوي محمد، كونه يمتاز بالمرونة والقدرة على الاستيعاب والتواصل، وأيضاً بانفتاحه على مختلف الفاعلين بما فيهم المخالفين، حيث حاور رموز عدة من اليسار والقوميين العرب، وذلك حسب إفادة المقربين منه ومن اشتغلوا معه.
فالشيخي هو من مواليد 30 كانون الأول/ ديسمبر 1966، بإقليم وازن شمال المغرب، وهو أيضا مهندس دولة في الإعلاميات ورئيس مصلحة سابق بوزارة المالية، كما أنه من مؤسسي الوحدة بين رابطة المستقبل الإسلامي وجماعة التحديد والإصلاح التي أعطت حركة التوحيد والإصلاح سنة 1996. كما أنه كان منسقا لمجلس شورى الحركة، والمسؤول عن أنشطة الحركة لمناصرة قضايا الأمة وخاصة القضية الفلسطينية.