اتهمت أوكرانيا، الاثنين،
روسيا بزيادة وجودها العسكري في شبه جزيرة القرم التي باتت تسيطر عليها قوات كومندوس مسلحة في وقت ضاعف فيه الغربيون التهديدات بفرض عزلة على موسكو في هذه
الأزمة التي اشاعت الهلع في أسواق المال.
وحيال إحدى أخطر الأزمات بين الغرب وروسيا منذ سقوط جدار برلين في 1989، دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين الى ضمان "استقلال ووحدة اراضي
اوكرانيا" وطلب من روسيا "الامتناع عن اي عمل قد يؤدي الى تصعيد جديد".
وهدد الاتحاد الاوروبي الاثنين باعادة النظر في علاقاته مع روسيا في حال لم يتم "نزع فتيل الازمة" في اوكرانيا في وقت سيجتمع فيه مجلس الامن الدولي مجددا الاثنين لبحث هذه الازمة.
وقال وزراء الخارجية الاوروبيون في اعلان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه في ختام اجتماع طارىء حول الازمة الاوكرانية في بروكسل "في غياب اجراءات روسية لنزع فتيل الازمة سيقرر الاتحاد الاوروبي التداعيات المحتملة على العلاقات الثنائية بين الاتحاد الاوروبي وروسيا".
واعلن المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين ان الاخيرة ستلتقي الثلاثاء في مدريد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لتبحث معه الازمة في اوكرانيا.
وكتب مايكل مان على موقع تويتر "كاثرين اشتون: سالتقي وزير الخارجية الروسي لافروف غدا (الثلاثاء) في مدريد، وساتوجه الاربعاء الى كييف".
كما يعقد رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الاوروبي قمة طارئة الخميس في بروكسل مخصصة لبحث الازمة في اوكرانيا، وفق ما اعلن رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فون رومبوي الاثنين.من جانبها، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي الاثنين ان اي انذار توجهه روسيا الى اوكرانيا في شان القرم سيعتبر "تصعيدا خطيرا" للازمة.
وجاء كلامها تعليقا على اعلان مسؤول في وزارة الدفاع الاوكرانية ان موسكو وجهت انذارا الى الجنود الاوكرانيين الموجودين في شبه الجزيرة بجنوب البلاد.
واتهمت السلطات الاوكرانية روسيا بالاستمرار في نقل عسكريين باعداد كبيرة الى شبه جزيرة القرم مع هبوط 10 مروحيات قتالية وثماني طائرات شحن خلال 24 ساعة دون ابلاغ اوكرانيا في انتهاك للاتفاقات الموقعة بين البلدين التي تنص على ابلاغ كييف بمثل هذه التحركات قبل 72 ساعة.
وزادت روسيا بستة الاف عدد جنودها في شبه جزيرة القرم جنوب اوكرانيا حيث مقر الاسطول الروسي على البحر الاسود بحسب وزارة الدفاع الاوكرانية.
ورأى مسؤول اميركي الاحد في واشنطن طالبا عدم كشف اسمه انه بات لموسكو "سيطرة عملانية تامة" على القرم. والاثنين حوصرت كافة القواعد العسكرية الاوكرانية من جنود يعملون لحساب السلطات المحلية الموالية للروس وفقا لوزارة الدفاع الاوكرانية.
وقال جنود اوكرانيون ان البحرية الروسية امهلتهم حتى صباح الثلاثاء لالقاء السلاح تحت طائلة شن هجمات وهذا ما نفته روسيا.واطلق رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف مشروعا لبناء جسر يربط بين اراضيه وشبه جزيرة القرم.
وقد احتل نحو 300 متظاهر موالين لروسيا الاثنين مبنى الحكومة الاقليمية في مدينة دونيتسك شرق اوكرانيا والتي تعد معقل الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش.وفي كييف حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ روسيا من "عواقب وثمن" التدخل في اوكرانيا بعد ان التقى السلطات الجديدة اثر اقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في 22 شباط/فبراير.
وقال هيغ "لا يمكن أن تكون هذه طريقة للتصرف في الشؤون الدولية في القرن الحادي والعشرين".واضاف "هذه ليست طريقة تصرف مقبولة، وسيكون لها عواقب وثمن" على الصعيدين
الاقتصادي والدبلوماسي.
ودعا نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاثنين موسكو الى سحب قواتها من اوكرانيا والى "حوار سياسي مع الحكومة الاوكرانية".
وانتقد السناتور الاميركي جون ماكين افتقار الرئيس باراك اوباما الى القيادة في مواجهة نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقال الاثنين في واشنطن "انه تحرك وقح من جانب فلاديمير بوتين وهذا ينبغي ان يكون غير مقبول بالنسبة الى العالم".
واضاف ان الازمة الاوكرانية هي "نتيجة
سياسة خارجية غير فاعلة بحيث لم يعد احد يؤمن بقوة اميركا. الرئيس يعتبر ان الحرب الباردة انتهت، هذا صحيح، لكن بوتين لا يعتقد انها انتهت".
وتأثرت الاسواق المالية الروسية متخوفة من احتمال فرض عقوبات على موسكو لوح بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد.واغلقت بورصة موسكو على تراجع يزيد عن 10% وتارجع سعر صرف الروبل امام اليورو والدولار.كما اثرت الازمة الاوكرانية على بورصة نيويورك.
وفي جنيف ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين بالتهديدات بفرض "عقوبات" و"المقاطعة".
وقال لافروف ايضا ان "تهديدات القوميين المتشددين تهدد حياة الروس والسكان الناطقين بالروسية ومصالحهم الاقليمية".
واعتبرت الخارجية الروسية في بيان تهديدات كيري بانها "غير مقبولة". وسيتوجه كيري الثلاثاء الى كييف لتأكيد "الدعم الاميركي الثابت لسيادة واستقلال ووحدة اراضي اوكرانيا".وسيزور كييف ايضا الرجل الثاني في الامم المتحدة يان الياسون.
والاحد اعلن قادة الدول الصناعية تعليق تحضيراتهم لقمة مجموعة الثماني في سوتشي في حزيران/يونيو.وسيتوجه فريق من صندوق النقد الدولي الثلاثاء الى كييف لبحث خطة المساعدة مع السلطات الجديدة التي طلبت مساعدة مالية.
وفي محاولة للتهدئة قال المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان "الاوان لم يفت بعد" لايجاد حل سياسي لازمة اوكرانيا وانه ليس هناك "اي خيار عسكري".
ودعا الحلف الاطلسي الاحد موسكو وكييف الى ايجاد "حل سلمي" للازمة عبر "الحوار" و"نشر مراقبين دوليين" وفق امينها العام اندرس فوغ راسموسن.
ومساء الاحد قال غريغوري كراسين نائب وزير الخارجية الروسي "روسيا لا تريد حربا مع اوكرانيا".وعلى الارض بقي الوضع متوترا في شبه جزيرة القرم بين الجانبين حتى وان لم تسجل مواجهات في هذه المنطقة الواقعة جنوب اوكرانيا.
وتم محاصرة مواقع استراتيجية وقواعد عسكرية ومطارات ومبان رسمية من قبل مسلحين يعتقد انهم جنود روس.
وتلقت سلطات كييف ضربة قاسية الاحد اذ قال الاميرال ديني بريزوفسكي رئيس اركان البحرية الاوكرانية الذي عينه قبل ايام الرئيس الموقت، انه يعلن ولاءه للسلطات المحلية الموالية للروس.
وقطع مسلحون ملثمون صباح الاثنين مدخل المقر العام للبحرية الاوكرانية في سيباستوبول لمنع القيادة الجديدة التي عينتها كييف من الوصول اليه.