شيع آلاف الفلسطينيين في قطاع
غزة مساء الثلاثاء، جثمان الشيخ
عبد الكريم الكحلوت، مفتى غزة، وأحد أبزر علماء الدين فيها.
وشارك في
الجنازة إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة، والقيادي البارز في حركة
حماس، وعدد من وزراء حكومته، ونواب المجلس التشريعي، وقيادات من بعض الفصائل والقوى السياسية.
وألقى هنية كلمة خلال أداء صلاة الجنازة على الكحلوت في المسجد العمري الكبير، وسط غزة، تحدث فيها عن "صفاته ومناقبه".
وقال إن حكومته تدرس "بناء مشروع متكامل يسمى باسمه ويليق به وبعلمه".
وأضاف هنية:" صاحبت الشيخ، وكنت تلميذه في معهد الأزهر الديني، وكان أستاذنا رحمة الله تعالى عليه عالماً شموليا".
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الثلاثاء، عن وفاة الشيخ عبد الكريم الكحلوت، أحد أبزر علماء الدين في غزة.
وقالت الوزارة في بيان صحفي إن الشيخ الكحلوت، توفي في ساعة متأخرة من مساء أمس بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 78 عاما.
كما ألقى القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي، محمد الهندي، كلمة أبّن فيها الشيخ الكحلوت.
وقال :"انتقل الشيخ إلى رحمته تعالى بعد عمر قضاه في الدعوة والتربية والجهاد، والعطاء الموصول من أجل رفعة شعبنا والدفاع عن حقوقه الثابتة".
ويعدّ الكحلوت من أبرز علماء الدين في قطاع غزة، وتولى مهمة الافتاء بوزارة الأوقاف والشئون الدينية في فترات سابقة.
ورغم عدم انتماءه لأي فصيل أو تيار سياسي، إلا أن القوى الفلسطينية تكن له "احتراما" كبيرا.
فقد كان الكحلوت مقربا من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (زعيم حركة فتح)، الذي عينه في منصب مفتى مدينة غزة، وعميداً للمعاهد الأزهرية بفلسطين بموجب مرسوم رئاسي.
كما أنه مقرب من زعيم حركة حماس في قطاع غزة، إسماعيل هنية، حيث كان يحرص دوما على زيارته في منزله، وتقبيل يده حين مصافحته.
وولد الكحلوت قبل ما يعرف بـ(نكبة فلسطين)، في قرية "نِعِلْيا" (الواقعة حاليا داخل إسرائيل) في 15 ديسمبر 1935.
واضطر لمغادرة قريته واللجوء برفقة أسرته إلى مدينة غزة، على إثر المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948، بغرض إجبار الفلسطينيين على مغادرة بلداتهم وقراهم، تمهيدا لتأسيس دولة إسرائيل.
وأنهى الكحلوت علومه الدراسية في المعاهد الأزهرية بمصر عام 1960، وحصل على ليسانس الشريعة والقانون من الأزهر عام 1966، وتتلمذ على أيدي علماء الأزهر أمثال الشيخ محمود وفا، والشيخ أحمد عبد القادر الماوي، والشيخ محمود شهدة، والشيخ محمد ضيف الله، وغيرهم.
وعين عام 1971 مدرساً بالمعهد الديني الأزهر بغزة، الذي استمر يعمل فيه لمـدة 23 سنة، واختير خلالها موجها للمواد الشرعية واللغوية بالمعهد الديني لمدة 8 سنوات، وكان أميناً للجنة الفتوى بالمعهد لمدة 10 سنوات، واختير عضواً في لجنة اختيار المدرسين للمعهد لمدة 15 سنة.
وفي عام 1978 عين مدرسا بالجامعة الإسلامية بغزة، لمدة 18 عاما، حتى عام 1996، واختير مقرراً للجنة المناهج في الكلية الشرعية بالجامعة.
كما عمل في عام 1994 مدرساً بجامعة الأزهر بغزة لمدة أربعة أعوام، وعمل إماماً وخطيباً وواعظاً بوزارة الأوقاف منذ عام 1967.
وأصدر الكحلوت الكثير من النشرات والمقالات والكتيبات والكتب في المواضيع الدينية المختلفة.
وتخرّج على يديه المئات من الطلبة والطالبات في مختلف التخصصات، فمنهم علماء الدين، والأطباء، والمهندسون، والمدرسون والأكاديميون.
ومنذ نشأة كلية الدعوة عام 2004 عمل محاضرا فيها، وفي عام 2005 عُين عميداً للمعاهد الأزهرية بفلسطين بموجب مرسوم رئاسي صادر عن الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2005، كما تقلد الشيخ وظيفة الإفتاء، فعين مفتياً لمحافظة غزة خلال الفترة (1994-2006).