قال مسؤول محلي في ولاية "أعالي
النيل"، شمالي جنوب
السودان الخميس: "إن نحو 150 مدنيا لقوا مصرعهم غرقا في نهر النيل، بينما كانوا يحاولون
الفرار من
القتال الدائر بين الجيش الحكومي والمتمردين في مدينة "
ملكال"، عاصمة الولاية الغنية بالنفط.
وأوضح وزير الإعلام في ولاية "أعالي النيل" فيليب جابن أن "الكثير من الأشخاص الذين كانوا يهربون من مدينة ملكال، حاولوا عبور نهر النيل، لكن المتمردين الموالين لريك مشار (النائب المقال لرئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت) أطلقوا النار على قواربهم، فقفزوا في الماء وغرقوا".
ووفقا للمسئول الحكومي، وقعت هذه الحوادث المميتة يومي الثلاثاء والأربعاء عندما هاجم المتمردون من مكمنهم القوارب وأطلقوا النار على الناس، فأجبروهم على القفز في المياه.
وأضاف: "رأيت بعض الجثث تطفو على سطح الماء"، فيما قدر أن "نحو 150 شخصا لقوا حتفهم، من بينهم الرجال والأطفال والنساء".
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من القوات التابعة لمشار حول تصريحات وزير الإعلام.
وأوضح جابن، الذي فر من مدينة ملكال عندما تجدد القتال صباح الثلاثاء الماضي، أنه تمكن من التسلل عائدا إليها مجددا، ويتواجد حاليا في الجهة الشمالية التي تسيطر عليها القوات الحكومية، لافتا إلى استمرار القتال في بعض أجزاء المدينة.
ومضى قائلا: "أنا في الجزء الشمالي من المدينة، لكن معظم السكان فروا، ويختبئون الآن في الأدغال أو في مجمعات الأمم المتحدة"، معربا عن قلقه على هؤلاء الذين لجأوا إلى الكنائس والمستشفيات، بسبب تقارير تفيد أنه "يجري إخراجهم من مخابئهم وقتلهم".
ووقع طرفا الأزمة في جنوب السودان اتفاقا في 23 يناير/كانون الثاني الماضي، يقضي بوقف العدائيات بين الجانبين وإطلاق سراح المعتقلين.
وجاء الاتفاق بعد مواجهات دموية بدأت منتصف ديسمبر / كانون الأول الماضي، بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، الذي يتهمه رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه مشار.
إلا أن مدينة ملكال بولاية أعالي النيل، شمال، تشهد مواجهات بين القوات الحكومية وقوات ريك مشار منذ فجر الثلاثاء الماضي، واستطاعت قوات مشار السيطرة على وسط المدينة، فيما تسيطر القوات الحكومية على المطار والجزء الجنوبي من المدينة، بحسب المتحدث باسم الجيش الحكومي لجنوب السودان، العقيد فيليب أقوير، في تصريحات للأناضول أمس الأربعاء.