أعلنت السلطات
الباكستانية عن إخلاء وسط العاصمة إسلام أباد من أنصار رئيس الوزراء السابق
عمران خان، بعدما تمكنوا في اليوم السابق من تخطي آلاف الحواجز التي نصبتها قوات الأمن، لمنعهم
من الوصول إلى العاصمة للمطالبة بالإفراج عن زعيمهم المسجون.
وكان خان طالب
من محبسه أنصاره بعدم مغادرة الميدان حتى تحقيق مطالبهم.
وطوال الليل تواصل
دوي الأعيرة النارية في إسلام أباد لينبلج الصبح على سيارات وقد دمّر زجاجها نتيجة
الصدامات التي دارت بين المتظاهرين المؤيدين لحزب عمران خان (حركة إنصاف) وقوات الأمن
التي حاولت تفريقهم.
اظهار أخبار متعلقة
وقبيل طلوع الفجر،
أعلن وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي، عن إخلاء المنطقة الحمراء التي تضم مباني حكومية
وسفارات، والمناطق المحيطة بها، والعمل على إعادة فتح المدارس وعودة الإنترنت غدا الخميس، وذلك
عقب توقفهما في اليومين السابقين.
وشنت قوات الأمن
الباكستانية عملية الليلة الماضية لتفريق أنصار عمران خان، وذلك بعد ساعات من تحدي
الآلاف من أنصار خان تحذيرات الحكومة، واختراقهم حاجزا ودخولهم منطقة شديدة الحراسة،
حيث اشتبكوا مع قوات الأمن، التي أطلقت الرصاص والغاز المسيل للدموع وشنت حملة اعتقالات
جماعية طالت المئات.
والثلاثاء قتل ستة أشخاص على الأقل، منهم أربعة من القوات شبه العسكرية، خلال اشتباكات قرب البرلمان الباكستاني
بين أفراد أمن وأنصار عمران خان.
وأنحى رئيس الوزراء
شهباز شريف باللائمة على المحتجين في مقتل الجنود، كما أنه اتهم المحتجين بدهس قوات الأمن
بقافلة مركبات.
من جانبه، قال
المتحدث باسم حزب حركة إنصاف، ذو الفقار بخاري، إن محتجين اثنين قُتلا أيضا وأصيب 30
في الاشتباكات التي تمثل أسوأ أعمال عنف سياسي منذ أشهر في الدولة الواقعة في جنوب
آسيا ويبلغ عدد سكانها أكثر من 240 مليون نسمة.
اظهار أخبار متعلقة
وتشهد إسلام أباد
توترا متصاعدا منذ الأحد، عندما بدأ أنصار رئيس الوزراء السابق "مسيرة طويلة"
بقيادة زوجته بشرى بيبي، انطلقت من شمال غرب البلاد المضطرب للمطالبة بالإفراج عنه.
ودخل 10 آلاف من
أنصار حزب إنصاف الباكستاني العاصمة إسلام أباد، الثلاثاء، بعد يومين من انطلاق مظاهرات
تحت شعار "افعل أو مُت" التي دعا إليها عمران خان من محبسه في "النداء
الأخير"، والتي تحولت إلى أعمال عنف وشغب واشتباكات بين أنصار الحزب وقوات الأمن.
وفي رسالة انتشرت في حسابه الرسمي على منصة "إكس"، طالب عمران خان (72 عاما) -الذي تولى رئاسة
وزراء باكستان بين عامي 2018 و2022- أنصاره بالاستمرار في الاحتجاج السلمي وعدم مغادرة
الشارع حتى تحقيق مطالبهم، داعيا أنصاره "للّعب حتى آخر كرة".
ووجه خان دعوته
للباكستانيين عامة وأنصاره خاصة الذين لم ينضموا للمظاهرات بالتوجه إلى "دي تشوك"
حيث قرر حزبه الاستمرار في المظاهرات حتى إطلاق سراحه.
وقال خان موجها
كلامه لخصومه الذين يهددون بمحاكمته عسكريا، إنه لن يتراجع عن موقفه، كما أنه أدان استخدام
السلطات للقوة في تفريق المتظاهرين وإطلاق النار عليهم.
ويقبع عمران خان
في السجن منذ آب/ أغسطس 2023، ويواجه أكثر من 150 قضية جنائية. ورغم ذلك، فإنه يظل يحظى
بالشعبية، ويؤكد حزبه السياسي حركة إنصاف، أن القضايا المرفوعة ضده ذات دوافع سياسية.
يشار إلى أن حكومة
عمران خان تم إسقاطها في نيسان/ أبريل عام 2022، حيث إنه تم التصويت على سحب الثقة من قبل
البرلمان الباكستاني بعد أزمة سياسية ومظاهرات شكلتها أحزاب المعارضة، للضغط على حزب
إنصاف ورئيسه عمران خان الذي كان رئيسا للوزراء.
وبلغت الأزمة في
باكستان ذروتها بعد أحداث العنف في التاسع من أيار/ مايو 2023، عندما دخلت البلاد في
أزمة سياسية وأحداث عنف بعد اعتقال عمران خان للمرة الأولى في قضية "توشاخانا"
أو ما يعرف بمستودع الهدايا.