التقى رئيس
المجلس الانتقالي الجنوبي،
عيدروس الزبيدي، مع رئيس المكتب السياسي لما تسمى "المقاومة الوطنية"، طارق صالح، المدعومين من دولة
الإمارات، بعد قطيعة استمرت لنحو عامين بين الرجلين، بسبب خلافات عالقة بينهما طيلة الفترة الماضية.
لقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي الزبيدي وصالح في مدينة
عدن، جنوبي
اليمن، الاثنين، أثار أسئلة عدة حول دلالاته وتوقيته، في وقت يرى متابعون للشأن اليمني أن الإمارات الداعمة للرجلين ترتب أوراقها وتقوم بإذابة جليد الخلافات بينهما، التي جاءت على خلفية مضايقات قوات المجلس الانتقالي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله لتحركات وأنشطة نجل شقيق صالح في عدن.
وبحسب الموقع الإلكتروني للمجلس الانتقالي على الإنترنت، فإن الزبيدي وصالح ترأسا اجتماعا مشتركا لبحث سبل التعاون والتنسيق المشترك بما يعزز الجهود المبذولة لمواجهة جماعة الحوثي، وجماعات الإرهاب والتطرف بمختلف أشكالها.
وذكر الموقع أن الرجلين أكدا على "ضرورة استمرار التواصل والتنسيق الفعال في مختلف الملفات والقضايا ذات الصلة، وتشكيل لجنة تواصل وتنسيق لمتابعة المستجدات".
اظهار أخبار متعلقة
"أبوظبي شجعت هذا التقارب"
وفي السياق، قال الصحفي والناشط السياسي اليمني، صلاح السقلدي، إن اللقاءات -أي لقاءات- هي مطلوبة، سواءً كانت بين مكونات الشرعية أو بين كياناتها منفردة أو مجتمعة مع الحوثيين، مضيفا أن الجميع وصل إلى قناعة بأن "الحسم العسكري بات من الماضي، وألّا مخرج سوى من بوابة التسوية السياسية وقبول الكل بالكل".
وتابع السقلدي وهو مقرب من المجلس الانتقالي حديثه لـ"عربي21"، بأن لقاء عيدروس الزبيدي وطارق صالح خطوة جيدة وانفتاح محمود من الانتقالي أمام القوى التي ظلت خصما للجنوب"، مشيرا إلى أن على الانتقالي أن يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وفتح حوارات مع كل القوى بالشمال، بما فيها الحوثيين، فضلا عن حزب الإصلاح، وقبل هذا مواصلته، أي الانتقالي، الحوارات الجنوبية الجنوبية التي شرع بها منذ عامين.
وبحسب الصحفي اليمني، فإن الحراك الدولي والإقليمي الرامي لإنجاز خارطة الطريق التي هندستها السعودية مع حركة أنصار الله الحوثيين بوساطة عمانية وتجاهلت الخارطة الأطراف الأخرى ( مكونات الشرعية) وتحديدا جماعة طارق صالح والمجلس الانتقالي، مؤكدا على أن هذا التجاهل أوجد لدى الطرفين شيئا من التوجس من القادم حال مضت الأمور باتجاه تنفيذ خارطة الطريق.
وأردف قائلا: "توجس وريبة من أن يكونا مجرد كمالة عدد في تسوية مرّتْ خلسة من خلف ظهورهم. وبالتالي كان لا بد من هكذا لقاء يتبعه مزيد من اللقاءات والتنسيق".
وأوضح الناشط المقرب من المجلس الانتقالي الانفصالي أن دلالة هذا اللقاء تعكس "شعور الطرفين، نجل شقيق صالح والانتقالي، بخطورة أن يتم تجاوزهما في قادم الأيام".
اظهار أخبار متعلقة
فيما لم يستبعد الصحفي السقلدي وقوف أبوظبي وراء هذا اللقاء بين حليفيها، وقال إنه لا يمكن أن يغيب دور الإمارات المشجع لمثل هذه التقاربات بين شركائها الوثيقين، لاسيما أنه "جاء بعد أسابيع من رفع العقوبات عن أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس الراحل صالح"، لافتا إلى أن أبوظبي تعقد آمالا كبيرة في نجل صالح "بإعادة بث الروح في جسد المؤتمر الشعبي العام للعب دور في يمن ما بعد الحرب ليكون أحد حلفائها في بلد حيوي استراتيجي لمصالحها مثل اليمن".
هذا ويعيش اليمن على وقع تموجات تعصف بالمشهد العام، في ظل مخاوف من تفجر الصراع عسكريا بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة "أنصار الله" الحوثيين، إثر تعثر مفاوضات السلام بفعل التطورات الإقليمية الناتجة عن الحرب الذي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على غزة.