صحافة دولية

تقنية ذكاء اصطناعي "مرعبة" تفتح الأبواب للمحتالين عبر الهواتف

تتبع مصادر المكالمات بالغ الصعوبة لانتشار المحتالين حول العالم- واشنطن بوست
تتبع مصادر المكالمات بالغ الصعوبة لانتشار المحتالين حول العالم- واشنطن بوست
سلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء على ازدهار عمليات الاحتيال، بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي يجني من خلالها المحتالون مبالغ طائلة، مع سهولة الفرار من المساءلة.

واستعرضت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" قصصا لضحايا وقعوا في شباك المحتالين، وقالت إن سيدة تدعى روث كارد، تلقت اتصالا من شخص صوته يشبه تماما صوت حفيدها براندون، ليبلغها أنه في قيد التوقيف، ولا يملك محفظة أو هاتفا محمولا، وبحاجة إلى نقود لدفع كفالة من أجل الإفراج عنه.

ونقلت الصحيفة عن كارد قولها، إنه كان عليها في ظل شعورها بالخوف، مساعدة حفيدها بسرعة، فانطلقت مع زوجها غريغ كريس، 75 عاما، إلى فرع البنك في ريجينا، وقاما بسحب مبلغ 2207 دولارات وهو الحد الأقصى المسموح به، وانتقلا إلى فرع آخر من أجل سحب مبالغ مماثلة، لكن مدير الفرع طلبهما لمكتبه، وحذرهما من أن الشخص على الهاتف قد لا يكون حفيدهما بسبب قصة احتيال سابقة سمع عنها.

وقالت كارد، إنها هنا أدركت تعرضها للخداع، وأضافت للصحيفة: "شعرنا أننا سقطنا في الفخ، وكنا مقتنعين أننا نتحدث مع براندون".

وأشارت الصحيفة إلى ازدهار عمليات الاحتيال باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على وجه مقلق، في الولايات المتحدة، وبات من السهل على الممثلين السيئين في تقليد الأصوات، إقناع الناس وخاصة كبار السن، بأن أحباءهم في محنة، وبحاجة للمساعدة.

اظهار أخبار متعلقة


وأوضحت أن عمليات الاحتيال جاءت في المرتبة الثانية للأكثر شيوعا، في الولايات المتحدة للعام 2022، وسجل تعرض أكثر من 36،000 شخص للخداع، من قبل من ينتحلون صفة أصدقاء أو أفراد عائلة بحسب بيانات لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية.

وقالت اللجنة، إن أكثر من 5,100 من هذه الحوادث، وقعت عبر الهاتف، وبخسائر تزيد على الـ11 مليون دولار لمن وقعوا ضحيتها.

وأشارت الصحيفة إلى أن التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، خلق مستوى جديدا مرعبا، سمح للمحتالين، بتكرار الصوت، باستخدام عينة صوتية من بضع جمل، وهنا الحديث عن عدد كبير من الأدوات الرخيصة عبر الإنترنت، التي تسمح بعمل نسخة طبق الأصل عن الصوت المطلوب، ومن خلالها يتمكن المحتال من جعل البرنامج يتكلم بما يريد.

وقال خبراء للصحيفة، إن الجهات الفيدرالية، وجهات إنفاذ القانون والمحاكم، غير مهيأة لكبح عمليات الاحتيال المزدهرة، بواسطة هذه التقنيات، ومعظم الضحايا، لديهم خيوط قليلة، لملاحقة الجناة، ومن الصعب على الشرطة، تتبع المكالمات، والأموال التي تذهب للمحتالين، في جميع أنحاء العالم.

ونقلت الصحيفة عن هاني فريد، أستاذ التحليل الجنائي الرقمي، في جامعة كاليفورنيا بيركلي، قوله: "إنه أمر مرعب، نحن أمام عاصفة مثالية، فيها كل المكونات المثالية التي نحتاجها لإحداث الفوضى".

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه رغم تعدد أشكال عمليات الاحتيال، إلا أنها تعمل جميعا بنفس الطريقة؛ محتال، ينتحل شخصية شخص موثوق أو طفل أو حبيب أو صديق، ويقنع الضحية بإرسال الأموال بسبب وقوعه في أزمة.

اظهار أخبار متعلقة


وما يزيد الخطورة، أن تقنية الصوت المنشأة تجعل الحيلة أكثر إقناعا، وأفاد الضحايا بأنهم كانوا يعيشون في رعب شديد حين يسمعون أحباءهم في خطر شديد.

وقال فريد، إن برنامج توليد الصوت بالذكاء الاصطناعي، يحلل ما يجعل صوت الشخص فريدا، بما في ذلك العمر والجنس واللهجة، ويبحث في قاعدة بيانات واسعة من الأصوات للعثور على صوت شبيه.

وأضاف أنه يمكن بعد ذلك إعادة إنشاء النغمة والأصوات الفردية لصوت الشخص، لخلق تأثير شامل مشابه للمستمع، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب عينة قصيرة من الصوت، قد تأخذ من يوتيوب أو مقطع بودكاست أو إعلان تجاري، أو حتى مقاطع في تيك توك أو فيسبوك أو إنستغرام.

وتابع: "قبل عامين كنت بحاجة إلى الكثير من الأصوات لاستنساخ صوت شخص ما، لكن الآن حين يتوفر لديك حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، فأنت بحاجة لمدة 30 ثانية، لاستنساخ صوتك".

وقالت الصحيفة إن شركات مثل "إيليفن لابس" للذكاء الاصطناعي، التي تأسست عام 2022، تقوم بتحويل عينة صوتية قصيرة إلى صوت صناعي، بأداة تحويل النص إلى كلام، وبكلفة قد تكون مجانية أو بـ 5 دولارات، وقد تصل إلى 330 دولارا شهريا.

وتعرضت الشركة لانتقادات، بعد ظهور أصوات لمشاهير، وبمقاطع لم يقولوها، مثل الممثلة إيما واتسون، التي نشر مقطع كاذب عنها لقراءتها من كتاب كفاحي لأدولف هتلر.

وروت الصحيفة قصة ضحية أخرى يدعى بنجامين بيركين، الذي تلقى والداه اتصالا من محام مزعوم، قال إن ابنهما قتل دبلوماسيا أمريكيا بحادث سير بطريقة الخطأ وهو في السجن وبحاجة للمال من أجل الإفراج عنه.

وخلال المكالمة، وضع المحامي المزعوم بيركين على الهاتف، وقال لوالديه بأنه يحبهما، وبحاجة لمبلغ 15,449 دولارا قبل موعد المحاكمة.

وقال الشاب حين التقى بوالديه، إنهما لم يتمكنا من التخلص من الشعور بأنهما تحدثا معه على الهاتف، رغم أن المتحدث كان تقنية ذكاء اصطناعي.

اظهار أخبار متعلقة


وقال إن الصوت بدا "قريبًا بما يكفي ليصدق والداي حقا أنهما تحدثا معي"، وتابع وهما في حالة ذعر، هرعا إلى العديد من البنوك للحصول على النقود وأرسلا الأموال إلى المحامي عبر محطة بيتكوين.

وعندما اتصل بيركين الحقيقي بوالديه في تلك الليلة لإجراء تسجيل وصول غير رسمي، شعرا بالارتباك، لأن المال ذهب ولا يمكن استعادته مطلقا.

وقالت الصحيفة، إنه من غير الواضح كيف حصل المحتالون على صوت بيركين، لكن ربما من خلال مقاطع فيديو عبر يوتيوب نشرها وهو يتحدث عن هوايته بالتزلج على الجليد، ورغم أنهم تقدموا ببلاغ للشرطة، فإن ذلك لن يعيد الأموال.
التعليقات (1)
نسمة الحرية
الأربعاء، 08-03-2023 08:12 ص
الواتس أب والاسكايب هو الحل الجيد للتأكد من المتصل والحل الأسلم عدم حسن النية أسوأ ما اخترع للبنوك الكارت فهو مصيدة كارثية