ملفات وتقارير

ظهور تشكيل مقاوم في أريحا.. "المدينة الهادئة" تثير قلق الاحتلال

فشل الاحتلال في اعتقال منفذي هجوم مستوطنة ألموغ- تويتر
فشل الاحتلال في اعتقال منفذي هجوم مستوطنة ألموغ- تويتر
تحولت الأنظار إلى أريحا الواقعة شرق الضفة الغربية، بعد ظهور مقاومين في مخيم عقبة جبر، واشتباكهم مع قوات الاحتلال التي تحاصر  المدينة منذ تسعة أيام.

وفي الأشهر الماضية، شكل شمال الضفة الغربية لاسيما جنين ونابلس تحديا كبيرا لجيش الاحتلال غير القادر على إنهاء ظاهرة "المقاومين الجدد" في تلك المناطق، ولكن مؤخرا شهدت بلدات أخرى من ضمنها أريحا التي كانت تعد "هادئة" بالنسبة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، عمليات إطلاق نار.

وقبل أسبوع، أطلق المقاومون النار قرب مطعم عند مفترق "ألموغ"، ورغم عدم نجاعة العملية بسبب عطل بالسلاح، فقد أطبقت قوات الاحتلال الحصار على محافظة أريحا وأقامت الحواجز على جميع مخارجها في إطار البحث والتفتيش عن منفذي الهجوم.

والسبت، اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال مخيم عقبة جبر بأريحا، وحاصرت منزلا بحارة المقايطة، وطالبت المتواجدين داخله بتسليم أنفسهم، وعلى إثره اندلعت اشتباكات مسلحة، فيما أطلقت القوة الإسرائيلية قذائف باتجاه المنزل المحاصر، ودُمر جزء من أسواره.

وشهد المخيم اندلاع مواجهات عنيفة في المخيم، في صورة مشابهة لما يجري مع قوات الاحتلال في اقتحاماتها لمدينتي نابلس وجنين، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن القوة الإسرائيلية تفاجأت باشتباكها مع مقاومين خلال محاولة اعتقال مطلوبين.


وعقب انسحاب قوات الاحتلال، وفشلها في اعتقال المقاومين، ظهر تشكيل جديد يدعى "كتيبة مخيم عقبة جبر"، يتبع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، فيما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لعدد من المقاتلين داخل المخيم.


وفي بيانها الأول، قالت: "إننا في كتائب القسام - كتيبة مخيم عقبة جبر، ونحن نعلن عن انطلاقة عملنا الجهادي المبارك لنؤكد ونعاهد الله تعالى، أن نصون دماء الشهداء الأبطال، وأن نستمر على درب الجهاد والمقاومة".

وفي بيان صدر عن جيش الاحتلال، قال إنه اعتقل 15 شخصا دون اعتقال الهدف المركزي الذي يريد الوصول إليه على خلفية إطلاق النار على المطعم على مفرق "ألموغ" جنوب أريحا.


صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكرت أن العملية التي جرت في أريحا استثنائية وغير عادية، حيث إن المدينة تعتبر الأهدأ في الضفة الغربية، مضيفة أن الصور التي ظهرت عقب العملية، "تذكرنا بالصور في جنين، لم نشاهد مثل هذا منذ سنوات عدة".

وأشارت إلى أن المساجد وجهت نداءات للمواطنين للاشتباك مع القوة الإسرائيلية، فيما ذكر الجناح العسكري لحركة فتح، كتائب شهداء الأقصى، أنهم تصدوا لاقتحام جيش الاحتلال.


القناة "12 العبرية" ذكرت في تقرير، أن هناك المزيد من الشبان الفلسطينيين الذين ليست لديهم انتماءات تنظيمية وهم مستعدون لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية.


وتابعت، بأن قوات الجيش تصرفت بشكل غير عادي صباح السبت، في مخيم "عقبة جبر" في أريحا، في محاولة لتحديد موقع الخلية التي شاركت في تنفيذ الهجوم، ويرجع ذلك إلى أنها جرت في وضح النهار، وليس بالليل كما جرت العادة، ما يدلل على مدى إلحاحها والحاجة العاجلة، بحسب القناة العبرية.


وأضافت أن هناك حقيقة.. وهي أن العملية التي جرت في أريحا أمر غير اعتيادي، كونها المدينة الأهدأ نسبيا، ولم يكن يوجد مثل هذه الأحداث سابقا، وعلى ما يبدو فإن المقاومين اكتسبوا رويدا القوة والإرادة.

منطقة هادئة غير متوقعة

الخبير في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة، قال إن الإعلان عن كتيبة "عقبة جبر" في أريحا، وخوض المقاومين اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال، وهو الظهور الأول في منطقة هادئة غير متوقعة تعد ضربة لمنظومة الأمن الإسرائيلية، وخاصة أن تلك المناطق لم تشكل عنصر ضغط أو خطر كبير بالنسبة للاحتلال سابقا.

وأضاف لـ"عربي21"، أن فشل الاحتلال في اعتقال المقاومين، يبرز أهمية هذه الظاهرة على مستقبل المقاومة في الضفة، مشيرا إلى أن "الشاباك" يحاول تصفية الحساب معهم أولا بأول من خلال الاعتقال أو التصفية، من أجل عدم عودة ظاهرة "المطاردين" مرة أخرى لأنها تشكل تهديدا حقيقيا على أمن الاحتلال، كما أن ظهورها في مناطق جغرافية مختلفة يرهق منظومة الأمن الاستخباراتي.

وأكد أن فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في "عقبة جبر"، وعدم اعتقال المقاومين بعد اشتباك، يشير إلى أن الضفة تشهد تصاعدا في نوعية الفعل المقاوم، وتمدد جغرافيته حتى في المناطق الأكثر هدوءا، في ظل وجود حاضنة شعبية تحمي المقاومة.

وأوضح أن انطلاق الفعل المقاوم في أريحا، يدلل على أننا أمام ظاهرة تواصل انتشارها، مع استخدام أسلوب "حرب العصابات" وتكتيكات جديدة، في كامل جغرافية الضفة، ما يفرض على الاحتلال البحث عن حلول فعلية بعد فشله مؤخرا.

ونوه إلى أن الاحتلال يدرك أن ما يجري من انتشار للمقاومة ووصولها إلى مناطق جديدة، يشكل تحديا أمنيا وواقعا معقدا أكثر من أي وقت مضى، واتساع الظاهرة سيفرض عليه إعادة الانتشار.

ولفت إلى أن الاحتلال بدأ بالفعل ذلك من خلال حجم القوات المنتشرة في الضفة، وهو أكبر انتشار منذ سنوات، وهذا يزيد من الضغط عليه، لأن الانتشار الموسع يفقده القوة والتركيز، ما يمنح المقاومة القدرة على مواجهته في مناطق متعددة بدلا من التركيز في منطقة معينة.

ظاهرة الأيقونات الفلسطينية

مدير مركز القدس للدراسات عماد أبو عواد، ذكر أن السنوات الأخيرة في الضفة الغربية تشهد ظاهرة "المطارد" ، وإن كان لفترة ليست طويلة، لكنها تؤسس لمرحلة مهمة حاليا وهي تغلب الفلسطيني على كل إجراءات الاحتلال التي يقوم بها.

وأوضح لـ"عربي21"، أنه مؤخرا تتكاثر "الأيقونات الفلسطينية" وبشكل مهول، بخلاف سنوات الانتفاضة الأولى، وبات الشباب الفلسطيني يحاكي هذه الظاهرة من خلال العمليات الفردية المتكررة، وبات الاحتلال يعاني من كثرة في هذه الفئات.

وتابع بأن الظاهرة تتمدد وتتغلب على إجراءات الاحتلال الأمنية وتحاول أن تطور نفسها في اتجاه التأثير على الاحتلال من جهة، ومن جهة أخرى منعه من سرعة الوصول إليها.

ونوه إلى أن الوضع بأريحا من الصعب أن يصل إلى ما وصلت إليه جنين ونابلس من حيث العدد والعدة، ولكن قد يكون ذلك مؤثرا أكثر من تلكما المنطقتين، بسبب شل قدرة المقاومين فيهما على التأثير على الاحتلال، وأن العمليات تجري خارج إطار التجمعات والتشكيلات العسكرية وذات طابع فردي.

وتابع بأن ما حدث في أريحا بخلية عسكرية صغيرة العدد يعد أكثر تأثيرا على الاحتلال، لسهولة التنقل، كما أن التجمعات باتت مصيدة للشبان الفلسطينيين.

أريحا حدودية

الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي، خلدون البرغوثي، ذكر أن ما حدث في مخيم "عقبة جبر"  لم يصل إلى المراحل التي وصلتها حالتا المقاومة في جنين ونابلس، وما حدث هو كما يبدو حتى الآن نتيجة للعملية التي حاول خلالها فلسطينيان إطلاق النار في مطعم استيطاني, لكن خللا في البندقية حال دون ذلك.

وأضاف لـ"عربي21"، أن الحدث تبعه فرض حصار لعدة أيام، أعقبته عملية اقتحام المخيم صباح السبت،  بهدف اعتقال الشابين، وتحول الأمر إلى اشتباكات ربما كانت عشوائية وليست في إطار منظم كما هو الحال في جنين ونابلس.

ولفت إلى أن أريحا ولكونها مدينة حدودية، فهي تؤدي إلى المعبر الوحيد (الكرامة) لسكان الضفة للسفر إلى الأردن وباقي أنحاء العالم، وكذلك هو أحد أهم نقاط الاستيراد والتصدير للضفة، وهذا هو أحد الأسباب الذي يقرن المدينة بـ"الهدوء".

اظهار أخبار متعلقة


ورأى أنه من المبكر الحكم على اتجاه الأمور وتحول أريحا أو مخيم "عقبة الجبر" إلى حالة مشابهة لجنين ونابلس، فالأمور في بداياتها، لكن تجدر الإشارة إلى أن ما كان يقلق سلطات الاحتلال وأجهزته الأمنية من امتداد العمليات من الشمال إلى الوسط والجنوب قد وقع فعلا، وأريحا ليست استثناء.

ونوه إلى أن المدينة ليست هادئة دائما، فعادة ما تقع مواجهات مع معسكر جيش الاحتلال على أحد مداخلها، وهي حاضرة في العمل المقاوم.
التعليقات (4)
ناقد لا حاقد
الأحد، 05-02-2023 04:10 م
للأسف الشديد و هذا رأي شخصية نوعا ما تشاؤمي و لكن المقاومة لن تنجح مادام مازالت هناك الفصائلية ... الفصائلية شيء مؤسف يعني تفرق الكلمة حتى و إن تعددت مظاهر التعاون و التلاحم بين مختلف التشكيلات العسكرية في الضفة الغربية ....توحدوا اكثر و دعوكم من الدعاية الاعلامية لان الصهاينة يمتكلون جهاز مخابرات يستطيع تجنيد العملاء سواء في الضفة او غزة ....ركزوا على العمل العسكري و المجهود الحربي ....العمل السري الموحد وحده كفيل تحقيق اهداف حقيقة ملموسة ممكن ان تقلق الكيان الصهيوني
مصري
الأحد، 05-02-2023 12:42 م
ربنا ينصركم و يثبت اقدامكم ان شاء الله بكم تتحرر فلسطين
ابوعمر
الأحد، 05-02-2023 06:26 ص
أرعبوهم ثم اقتلوهم وطهروا ارض الانبياء من نجاستهم....الرعب الذي يعيشه القردة الصهاينة سيجعلهم يحملون حقائبهم ويفرون كالفئران .....ارعبوهم بالرصاص الحي واقتلوهم وتخلصوا من نجاستهم وقذارتهم...والله ناصركم...
عقبة جبر
الأحد، 05-02-2023 06:14 ص
حفظ الله المقاومة في الضفة الغربية