صحافة دولية

FT: بعد مقتل العشرات.. شرطة الأخلاق تختفي من شوارع إيران

ارتداء غطاء الرأس في إيران إلزامي بموجب القانون- جيتي
ارتداء غطاء الرأس في إيران إلزامي بموجب القانون- جيتي

أثارت وفاة الشابة الإيرانية، مهسا أميني، أثناء احتجازها بعد القبض عليها لكونها "غير ملتزمة باللباس الإسلامي"؛ احتجاجات واسعة النطاق في أوساط الإيرانيين؛ خصوصًا الشباب منهم، والتي أدت بدورها إلى مواجهات واسعة النطاق مع الشرطة "الدينية"، بحسب ما باتت تُعرف به إعلاميًّا، وسقوط العشرات من الضحايا. 


وكشفت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، في تقرير لها، ترجمته "عربي21"، عن أن السلطات الإيرانية تدرس تخفيف شروط اللباس الإسلامي المفروض على الإيرانيات، لتخفف حدة الاحتجاجات، فيما لوحظ بشكل كبير اختفاء سيارات "شرطة الأخلاق" المميزة بلونيها الأخضر والأبيض، من شوارع طهران خلال الأيام الأخيرة؛ خاصة أنها كانت رمزًا لحملة "القمع"، التي شنتها الحكومة الإيرانية على النساء طيلة العقد الماضي.

وأفادت الصحيفة بأن مهسا، ذات الـ 22 عامًا؛ تم القبض عليها من إحدى السيارات لكونها لا ترتدي الحجاب بـ"طريقة سليمة"؛ حيث توفيت لاحقًا في أحد مراكز الاحتجاز التابعة لهذا الفرع من الشرطة؛ ما فجر على الفور أكبر احتجاجات يشهدها الشارع الإيراني منذ احتجاجات أسعار الوقود عام 2019؛ حيث أعلن التلفزيون الحكومي أن 41 متظاهرًا قتلوا أثناء الاحتجاجات، فيما ذكرت العديد من الوكالات الإخبارية المحلية أنه تم القبض على مئات الأشخاص بينهم نشطاء سياسيون وصحفيون. 

وبحسب الصحيفة؛ فقد طالب المحتجون - الذين كانوا من مختلف الأطياف السياسية في إيران - بتحجيم وتقييد شرطة الأخلاق والتوجيه الإيرانية؛ حيث قال سعيد ليلاز، وهو محلل ينتمي للتيار الإصلاحي: "من المرجح أن يتم سحب دورية شرطة الأخلاق والتوجيه من الشوارع؛ حيث إن إيران ستواجه انتكاسة كبيرة بسبب تطبيق الحجاب الإلزامي، ولن يكون أمامها خيار آخر سوى منح المزيد من الحرية الاجتماعية لشباب الطبقة الوسطى الحضرية".

وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين الذين كان أغلبهم من الشباب من نفس سن أميني؛ نظموا احتجاجات في معظم المدن والبلدات الإيرانية؛ حيث إنهم رددوا شعارات مناهضة للنظام السياسي الإيراني؛ وتظاهروا في الحرم الجامعي وأحرقت المتظاهرات أوشحة حجابهن؛ وواجهت متظاهرات أخريات الشرطة حاسرات الرأس؛ ورغم أن الاحتجاجات قد هدأت وتيرتها؛ فإن الإيرانيين ما زالوا فاعلين على وسائل التواصل الاجتماعي، ويشاركون صورًا لنساء قُتلن خلال التظاهرات.

ووفقُا للصحيفة؛ فقد رأى عماد عفروه، عالم الاجتماع، في تصريحات لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية؛ أن شرطة الأخلاق والتوجيه الإيرانية أصبحت هدفا لغضب الشباب الذي يرزح تحت نير المشاكل الاقتصادية الكبيرة، وخاصة الفقر وعدم المساواة. وأصبحت هذه الدوريات بمثابة قائد صاعقة لغضبهم.. وقال: "لقد قمنا بشيء ليس له مبرر إنساني وأخلاقي ومنطقي وحتى قانوني، فالطريقة التي يرمي بها رجل الشرطة امرأة في السيارة غير إنسانية وغير إسلامية".


اقرأ أيضا: قتلى بينهم ضابط بالحرس الثوري.. واعتقالات تشمل أجانب بإيران


واعتبرت الصحيفة أن ارتداء الحجاب هو إحدى الصور المميزة للنظام الإيراني الذي يوصف بكونه نظامًا ثيوقراطيا؛ ففي أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979، أجبر الثوار النساء على ارتداء الأوشحة في الأماكن العامة، وفي عام 1983؛ أصبح الحجاب إلزاميًّا بموجب القانون على كل النساء، ويعاقب على انتهاك هذه القاعدة بما يصل إلى 74 جلدة، قبل أن يتم استبدال السجن والغرامة محل الجلد في وقت لاحق.

وأشارت الصحيفة إلى أن المتشددين التنفيذيين في حكومة الرئيس الإيراني الأسبق؛ محمد أحمدي نجاد؛ أنشأوا هذا الفرع من الشرطة في إطار "تعزيز الضمان الاجتماعي"، عام 2006؛ حيث كانت تُعرف باسم دورية التوجيه، قبل أن يتم تعديلها ليصبح اسمها شرطة الأمن الأخلاقي.

وعاد المتشددون، وفقًا للصحيفة، إلى تولي مناصب الدولة بعد انتخاب إبراهيم رئيسي؛ حيث كانوا يرون أن التطبيق الأقوى للقواعد الإلزامية في الحجاب قد يؤدي إلى إبطاء تحديث المجتمع الإيراني الذي يتجه الكثير من أفراده نحو العلمانية بشكل متزايد.

وتابعت الصحيفة قائلة إنه يتعين على النساء اللواتي يعتقلن تقديم التزامات مكتوبة بعدم انتهاك القانون مرة أخرى وحضور دروس مدتها ساعة حول الأخلاق، ويتلقى أصحاب السيارات أيضًا رسائل نصية للذهاب إلى مركز شرطة الأخلاق إذا كانت هناك نساء في سياراتهم بدون أوشحة، ثم يتم حجز سياراتهم لمدة تصل إلى شهرين.

ومن غير الواضح عدد ضباط الشرطة الذين يعملون في دوريات الأخلاق والتوجيه، لكن وجودهم، في الساحات المزدحمة والمتنزهات ومحطات المترو الخارجية، يجعل النساء يشعرن بعدم الأمان؛ حيث ألقي القبض على أميني في حديقة بعد وقت قصير من خروجها من محطة مترو قريبة في وسط طهران، وتزعم عائلتها أنها تعرضت للضرب في الشاحنة، فيما تنفي السلطات ذلك وتقول إنها مصابة بأحد الأمراض من قبل. 

من جهته؛ لم يعلق المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي على الاحتجاجات الأخيرة، لكنه كان دافع قبل شهرين عن الالتزام بارتداء الحجاب؛ حيث قال إن حقيقة أن المرأة الإيرانية تشغل نصف المقاعد الجامعية توضح أن الحجاب الإسلامي لا يمثل عقبة أمام تقدم المرأة.

واختتمت الصحيفة التقرير بالتأكيد على أن المنظمات المحافظة دعت إلى إنهاء دور الشرطة في تطبيق القواعد؛ حيث تساءلت: "كيف يمكن لقوة مسؤولة عن النظام والأمن أن تكون مسؤولة عن عقد دروس الحجاب؟ المعتقدات الدينية لا تخلقها الهراوات والاعتقالات ودوريات الإرشاد"، فيما قال غلام رضا نوري غزلجة، النائب الإصلاحي في البرلمان، في تصريحات لصحيفة شارغ اليومية: "لا يمكننا إجبار الناس على دخول الجنة"، معلنًا رفضه حتى فرض الغرامات على المخالفين لقانون الحجاب، قائلًا: "يبدو الأمر كما لو أنه بإمكان المرء أن يقرر دخول الجنة أو الجحيم بالمال".

التعليقات (1)
كريم
السبت، 01-10-2022 10:09 ص
شو فائدة الحجاب وهو غطاء الرأس المهم للمرأة في الإسلام اذا كان زواج المتعة في ايران محلل ؟؟؟ وهو يعتبر تدمير للأخلاق العامة بين العائلات في ايران .... النظام الايراني يقول :: على المرأة ان تغطي رأسها اما فرجها مباح ؟؟؟ هل هذا هو الدين والاسلام في ايران ؟؟..