سياسة عربية

تفاقم إصابات الكوليرا في سوريا.. "المخيمات بخطر"

يواجه القطاع الطبي صعوبات ومعوقات عديدة في مواجهة انتشار الكوليرا بسوريا - جيتي
يواجه القطاع الطبي صعوبات ومعوقات عديدة في مواجهة انتشار الكوليرا بسوريا - جيتي

تتواصل تحذيرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، من خطر تفشي وباء الكوليرا في سوريا، نظرا لتردي الخدمات وشح المياه في مختلف المناطق السورية، ما يشكل بيئة مناسبة لانتشار الأمراض والأوبئة.

توزع الإصابات


وبلغ عدد الوفيات بسبب الإصابة بمرض الكوليرا في مناطق سيطرة النظام السوري 29 حالة، في حين وصل عدد الإصابات المثبتة إلى 338 إصابة، فضلا عن وجود مئات الحالات المشتبه بإصابتها، سيما في دير الزور وحلب.

وتتركز الإصابات في مناطق سيطرة النظام بشكل أساسي في مدينة حلب شمال سوريا، إذ كشف مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة السورية، زهير السهوي، عن تسجيل 230 إصابة في المحافظة، بحسب ما أفاد به مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة السورية، زهير السهوي، لوكالة أنباء "سانا" الرسمية.

من جانبه، قال محمد السالم، المسؤول في لجنة الصحة في مجلس دير الزور المدني، الإثنين، إن نسبة إصابات الكوليرا ارتفعت بأرياف دير الزور، وتركّزت في الريف الغربي؛ بشكلٍ كبير، مؤكدا أن هناك ٢٧٧٦ حالة يشتبه بإصابتها بمرض الكوليرا، بينما وصل عدد الوفيات إلى 11 حالة حتى الآن.

وبلغ إجمالي الحالات المصابة بمرض الكوليرا في منطقة شمال شرق سوريا حتى تاريخ أمس الأحد 25 من أيلول / سبتمبر، بحسب برنامج الإنذار المبكر والاستجابة EWARN"، 4017  حالة، بينها 106 حالات إيجابية جديدة، فيما بلغ عدد الوفيات بسبب المرض حتى 17 حالة.

وسجل البرنامج اليوم الإثنين 26 أيلول/ سبتمبر، أول إصابتين بوباء الكوليرا في المخيمات المنتشرة شمال غربي سوريا بمحافظة إدلب.

ورصد البرنامج 20 حالة جديدة في منطقة شمال غرب سوريا، ثبت منها خمس حالات إيجابية، فيما بلغ عدد الحالات الكلي 39 حالة، توزعت الحالات الجديدة 15 على منطقة جرابلس، وثلاثة على عفرين، واثنتان على أعزاز.

 

اقرأ أيضا: لا إصابات بمناطق المعارضة.. تحذيرات من تفشي الكوليرا بسوريا

التصدي للوباء


وتواجه المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق شمال غربي سوريا، صعوبات ومعوقات عديدة في القطاع الطبي والخدمي، في محاولة للتصدي لتفشي وباء الكوليرا، في المنطقة المكتظة بالمخيمات.

وتعمل المنظمات على تنسيق الجهود لزيادة قدرة القطاع الطبي على التصدي للوباء، من خلال توحيد جهود العاملين في القطاع الصحي.

وأكد الدكتور همام داوود، مدير برنامج الصحة في الدفاع المدني السوري، أن المنظمة ستقوم بتخصيص سيارات إسعاف للتعامل مع حالات الكوليرا المشتبهة والمؤكدة بالتنسيق مع مراكز العلاج المعتمدة، كما ستشارك مراكز صحة النساء في الاستجابة من وصول "الخوذ البيضاء" الواسع في مناطق شمال غربي سوريا.

وأوضح أن فرق منظمة الدفاع المدني تتعامل مع مخاطر انتشار الكوليرا، من خلال الاستجابة المباشرة عبر نقل المرضى والحالات المشتبهة إلى المستشفيات، والتعامل مع أي حالة وفاة مصابة بالمرض، إضافة لتنسيق عمليات الإحالة المرتبطة.

وأعرب عن مخاوفه من انتشار سريع لمرض الكوليرا وتحوله لوباء خلال أيام قليلة، مشيرا إلى أن المرض يشكل تهديدا حقيقيا على حياة السكان بسبب تدمير البنية التحتية وإنهاك القطاع الطبي وفقدان مقومات الحياة، ووجود المخيمات التي تعاني من ظروف صحية سيئة تشكل بيئة خصبة لانتشار المرض.

ولفت إلى أن فرق المنظمة تعمل على تحسين البنية التحتية عبر المساعدة بصيانة شبكات الصرف الصحي والمياه، وترحيل مكبات النفايات القريبة من التجمعات السكنية، مشيرا إلى أن هذه جهود إسعافية وغير كافية لسد الاحتياجات الكبيرة، وخاصة في المخيمات التي يتجاوز عدد سكانها مليونا ونصف المليون.

ونبه إلى أن فرق منظمة "الخوذ البيضاء" تقوم بحملات توعية في المخيمات والمدارس، والأسواق العامة وعبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وتكثف فرق التوعية جهودها بشكل كبير لا سيما أن للتوعية بطرق العدوى بالمرض وطرق الوقاية منه دورا مهما بوقف انتشاره.

قطاع طبي مدمر


وحول قدرة القطاع الطبي في شمال غربي سوريا على التصدي لمرض الكوليرا، أوضح المسؤول في الدفاع المدني السوري، أن القطاع الطبي تعرض للاستهداف الممنهج من قبل قوات النظام وروسيا على مدى السنوات الماضية، ووثقت المنظمة منذ نيسان عام ٢٠١٩ حتى الآن تدمير أكثر من ٦٠ مشفى ومركزا طبيا، مشددا على أن التدمير الممنهج والاستنفاد سيكون له تأثير في القدرة على الاستجابة وخاصة أننا في بيئة حرب ومجتمعات تفتقد لمقومات الحياة وبالتالي تزداد الرعاية الطبية عن الظروف الطبيعية.

 

أسباب انتشار "الكوليرا"


وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن انتقال "الكوليرا" يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقصور سبل إتاحة المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي. وتشمل المناطق المعرضة للخطر تقليدياً الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية، وكذلك مخيمات المشردين داخلياً أو اللاجئين.

ويمكن أن تسفر العواقب المترتبة على وقوع أية كارثة إنسانية - مثل تعطل شبكات المياه ومرافق الصرف الصحي أو نزوح السكان إلى مخيمات غير ملائمة ومكتظة – عن زيادة خطورة انتقال الكوليرا إذا كانت بكتريا المرض موجودة فيها أو إذا وفدت إليها من مكان ما.

 

0
التعليقات (0)