سياسة تركية

المعارضة بتركيا تتمسك بـ"مرشح مشترك".. وجدل حول يافاش

قادة الأحزاب الستة أنهوا جولتهم الأولى من المشاورات- توتير
قادة الأحزاب الستة أنهوا جولتهم الأولى من المشاورات- توتير

أنهى رؤساء أحزاب الطاولة السداسية في تركيا، الجولة الأولى من لقاءاتهم، دون الإعلان عن "المرشح المشترك" لمنافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة، وسط جدل جديد بين حزبي "الشعب الجمهوري" و"الجيد" بشأن رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش.

وبدأ رؤساء أحزاب "الشعب الجمهوري" و"الجيد" و"المسقبل" و"الديمقراطية والتقدم" و"السعادة" و"الحزب الديمقراطي" أولى اجتماعاتهم في شباط/ فبراير الماضي، للتوافق فيما بينهم بشأن الانتخابات وسبل الانتقال إلى "النظام البرلماني المعزز".

وعقدت الجلسة الأخيرة لقادة الطاولة السداسية بضيافة زعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو، على أن تستأنف اللقاءات في جولة ثانية اعتبارا من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

 

وأكد قادة الطاولة السداسية، كمال كليتشدار أوغلو وميرال أكشنار وتمل كارامولا أوغلو وأحمد داود أوغلو وعلي باباجان وغولتكين أويصال، أنهم سيواصلون العمل بشكل مشترك قبل وخلال وبعد الانتخابات، مشددين على أن "مرشحهم المشترك" سيكون الرئيس الثالث عشر لتركيا.

 

 

 

وفي الوقت الذي لم تطرح فيه أحزاب الطاولة السداسية اسم "مرشحها المشترك"، فإنه ظهر جدل جديد بين حزبي "الجيد" و"الشعب الجمهوري" بشأن منصور يافاش.

 

الاسم المقرب لزعيمة حزب الجيد، ورئيس الحزب في إسطنبول بوغرا كافونجو في لقاء تلفزيوني، قال إن "كليتشدار أوغلو لم يقل أبدا إنه سيكون مرشحا للرئاسة"، مضيفا: "أكثر الأسماء التي يجري تداولها ميدانيا هو منصور يافاش، وهناك ثقل بشأنه".

 

اقرأ أيضا: هل يحافظ حزب أردوغان على قوته بعد 21 عاما من تأسيسه؟
 

تصريحات كافونجو والتي تتقاطع مع نداءات زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ بشأن يافاش أثارت حفيظة حزب الشعب الجمهوري.

 

المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري فائق أوزتراك، رد على تصريحات كافونجو بالقول: "السيد يافاش تم انتخابه من قبل الشعب بأنقرة كرئيس لبلدية أنقرة، ومثل كافة رؤساء البلديات لدينا فهو يقدم خدمات متميزة، وسيتم تحديد المرشح الرئاسي المشترك في الطاولة السداسية".

 

تصريحات أوزتراك تتقاطع مع التأكيدات التي أطلقها كليتشدار أوغلو سابقا، بشأن رئيسي بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وبلدية أنقرة منصور يافاش، على ضرورة استمرار عملهما في البلديات.

 

الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، في تقرير على صحيفة "حرييت" تساءل عن ما إذا كانت تصريحات كافونجو هي رسائل من ميرال أكشنار التي دفعت بخروج عبد الله غل من معادلة الرئاسة في انتخابات 2018 بوضع "الفيتو" على ترشحه باسم المعارضة.

 

وتابع بأن تصريحات كافونجو تقلق كليتشدار أوغلو، لأنها تحمل رسالة مفادها أنه ليس "المرشح المشترك" للطاولة السداسية.

 

وأضاف سيلفي أنه رغم أن كليتشدار أوغلو أغلق الباب أمام إمام أوغلو ويافاش بالقول إن "رؤساء بلدياتنا يجب أن يواصلوا عملهم لفترة أخرى"، فإن خروج اسم يافاش من حزب الجيد له مغزى كبير، وهذا يعني أنه مقترح يقدمه ثاني أكبر حزب على الطاولة السداسية.

 

وكان اللافت مؤخرا التقارب الكبير بين يافاش وأكشنار، في الوقت الذي ظهر فيه كليتشدار أوغلو وإمام  أوغلو مع بعضهما البعض في مناسبات عدة.

 

ورغم أن يافاش فاز ببلدية أنقرة كمرشح من حزب الشعب الجمهوري، فإنه ظهر مع أكشنار بدلا من كليتشدار أوغلو في مناسبات عدة مؤخرا.

 

الكاتب التركي ظافر شاهين في تقرير على صحيفة "ملييت"، قال إن "المرشح الرئاسي" سيكون أحد قادة الطاولة السداسية أو من خارجها، ومن الممكن القول إن إمام أوغلو ويافاش خارج اللعبة، ومع ذلك فإنه لم يعد أحد يعتقد أن الطاولة السداسية التي تظهر عليها علامات التفكك ستكون مركز القوة الوحيد الذي سيحدد "المرشح الرئاسي".

 

اقرأ أيضا: هل يسعى زعيم المعارضة التركية لفرض نفسه كمرشح رئاسي؟
 

وكشف أنه من خلف الكواليس يجري الإعداد لسيناريوهين من خلال عبد الله غل ومنصور يافاش في الوقت الحالي.

 

ويزعم أن غل سيدلي ببيان في 30 آب/ أغسطس يشير فيه إلى ترشحه، بحسب مقربين للرئيس التركي السابق، وهناك مزاعم مماثلة بشأن رئيس بلدية أنقرة، ويقال إن الفريق الذي يريد ترشح يافاش ينتظر حتى 29 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وسيتم توجيه نداء في ذلك اليوم مع اتخاذ إجراء للحصول على 100 ألف توقيع.

 

وقال الكاتب شاهين، إن أحد التواريخ التي ستوضح مرشح المعارضة للرئاسة هو 9 أيلول/ سبتمبر، وهو ذكرى "تحرير إزمير" حيث سيحتفل حزب الشعب الجمهوري بذلك، متسائلا: "هل سيعلن كليتشدار أوغلو في خطابه بذلك اليوم عن ترشحه للرئاسة؟".

 

وشدد على أن أجراس الخطر بدأت تدق أمام كليتشدار أوغلو وإذا لم يتصرف مبكرا فإن حلمه للترشح للرئاسة سينتهي.

 

الكاتب التركي محرم ساريكايا في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، ذكر أن بيان "المرشح المشترك" الأخير من الطاولة السداسية يحمل ثلاثة رسائل هامة، تتضمن أنه أولا: "لا يمكن لأي طرف القول أنا غير موجود وسأنسحب"، والثانية: "بعد هذا الإعلان لا يمكن لأي حزب أو شخص من الطاولة السداسية الخروج بمفرده وإعلان ترشحه"، والثالثة: "لا يمكن لأي حزب اتخاذ موقف يتعارض مع العملية الدعائية للمرشح الرئاسي".

 

وأشار ساريكايا إلى أن قواعد حزب الجيد يبدو عليها القلق من بروز مشاكل في انتخاب كليتشدار أوغلو، مشيرا إلى أنه إذا جرى التوافق بشأنه كمرشح مشترك فإنه سيدخل الانتخابات في حالة مزرية.

 

التعليقات (0)