سياسة عربية

مطالبات بانعقاد فوري لحكومة لبنان.. وانتقادات أممية

قال سياسي لبناني إن "ميقاتي بإمكانه قلب الطاولة في وجه المتورطين في توتير علاقاتنا الخارجية"- الأناضول
قال سياسي لبناني إن "ميقاتي بإمكانه قلب الطاولة في وجه المتورطين في توتير علاقاتنا الخارجية"- الأناضول

شدد نائب لبناني السبت، على ضرورة الانعقاد الفوري للحكومة برئاسة نجيب ميقاتي، للسعي لإنقاذ اللبنانيين واتخاذ القرارات الضرورية واللازمة لذلك.


وقال رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان في تصريحات تلفزيونية، إن "غياب الحكومة هو أكبر دليل على أننا في حالة انعدام وزن كامل وفقدان للقرار"، متسائلا: "هل يجوز عدم انعقاد مجلس الوزراء في ضوء المأساة والانهيارات وتحليق الدولار وفقدان الأدوية وعدم القدرة على تأمين المواد الغذائية والمستلزمات الطبية للمستشفيات وضرب العديد من القطاعات؟".


وتابع كنعان: "نتبنى موقف رئيس الجمهورية في مسألة فصل السلطات في قضية مرفأ بيروت، ولا تحالفات بالنسبة إلينا فوق سقف الدستور والمصلحة العامة، ولا يجوز تعطيل الحكومة إذا كان لدى البعض أي اعتراض على أداء قاضٍ، فالناس تبحث عن الحلول لأزماتها المتراكمة، ولبنان يصرخ لإنقاذه ماليا واقتصاديا واجتماعيا".

 

التأثيرات الخارجية


ورأى أن السياسة الخارجية اللبنانية يجب أن تنطلق من المصالح المحلية ولا تتأثر بأي محور، والمطلوب تحييد البلاد عن التأثيرات الخارجية واتخاذ الموقف النابع من المصلحة الوطنية، على غرار ما نادى به البطريك مار بشارة بطرس الراعي.


بالمقابل، قال رئيس حركة التغيير اللبنانية المحامي إيلي محفوض إن "نجيب ميقاتي بإمكانه قلب الطاولة في وجه المتورطين في خلخلة الاستقرار وتوتير علاقات لبنان الخارجية".


وتابع محفوض في تغريدة بموقع "تويتر": "هو قادر على إحراج وفضح مخطط تحويل لبنان لشهرستان إيراني، من خلال خطوة جريئة، سيجد نفسه ملزما الإقدام عليها، وكلما سارع بقراره، كلما أسهم بالإنقاذ باكرا، فقد بتنا قاب قوسين أو أدنى قبل ابتلاعنا"، على حد وصفه.

 

 


وخلال مؤتمر صحفي الجمعة، أكد وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، أنه لا يتحدى أحدا، سواء رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أو حتى السعودية، وذلك على خلفية تصريحاته السابقة التي أثارت خلافا دبلوماسية مع الدول الخليجية.

 

اقرأ أيضا: قرداحي: لا أتحدى السعودية.. نفى طرح موضوع الاستقالة (شاهد)


وقال قرداحي عقب اجتماعه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري؛ إنه "ليس متمسكا بمنصب وزاري وليس في وارد أن يتحدى أحدا".


ونفى الوزير اللبناني طرح الاستقالة خلال لقائه بري، قائلا: "الاجتماع لم يتطرق لموضوع الاستقالة"، منوها إلى أن "بري مرجع وطني كبير، وتشرفت بلقائه واستمعت إلى آرائه وأفكاره حول مختلف المواضيع، وهذا كل ما تباحثنا به، ولم نطرح استقالتي من الحكومة".


وتابع: "تم التصوير أن قضية جورج قرداحي هي مشكلة لبنان الأساسية ونسوا كل المصائب الأساسية"، معتبرا دعوات الاستقالة أنها تندرج في إطار الآراء المنقسمة في لبنان.

 

انتقادات أممية


وفي سياق متصل، انتقد مبعوث أممي الجمعة، الوضع في لبنان، قائلا إن البلد "يعيش في عالم خيالي".


وذكر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، أوليفييه دي شوتر، أن "مسؤولي الحكومة اللبنانية ليس لديهم أي شعور بضرورة التحرك العاجل أو العزم اللازم لتحمل مسؤولياتهم إزاء أزمة اقتصادية أدت إلى "إفقار وحشي" للمواطنين".


وتابع في تصريحات لوكالة "رويترز": "أنا مندهش جدا من حقيقة أن هذه دولة في طريقها للفشل، إن لم تكن فشلت بالفعل، واحتياجات السكان لم تتم تلبيتها بعد".


وأضاف: "يعيشون في عالم خيالي.. وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة لمستقبل البلاد".


والتقى دي شوتر خلال زيارته مع مجموعة من كبار المسؤولين، ومن بينهم تسعة وزراء ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان.

 

اقرأ أيضا: مبعوث أممي عن لبنان: يعيشون في عالم خيالي


ولم يعلق مصدر مسؤول في مكتب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على تصريحاته لكنه أشار إلى أن ميقاتي عقد اجتماعا مثمرا هذا الأسبوع مع مسؤول آخر في الأمم المتحدة وهو المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي.


ودخل لبنان في أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه بالأعوام الأخيرة، تبعتها أزمات متلاحقة تمثلت في انفجار مرفأ بيروت، وعدم قدرة الأطراف السياسية الكبرى على التوافق على حكومة واحدة.


وبعد شهور من الترقب، ونجاح نجيب ميقاتي في تأليف الحكومة، تفجرت أزمة تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي ضد حرب السعودية في اليمن، ما أدخل البلاد في مواجهة غير مسبوقة مع دول الخليج.

التعليقات (0)