ملفات وتقارير

ذكرى اغتيال رابين تتحول لسجالات ومناوشات بين الإسرائيليين

اغتيل رابين عام 1994 بعد توقيعه اتفاقية أوسلو مع زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات
اغتيل رابين عام 1994 بعد توقيعه اتفاقية أوسلو مع زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات
فيما يحيي الإسرائيليون مرور 26 عاما على اغتيال رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين، وسط حالة غير مسبوقة من الاستقطاب الحاد، وتبادل الاتهامات، فإن أصواتا بدأت تخرج في الآونة الأخيرة تبدي تخوفها من عودة ذات الأجواء التحريضية التي سبقت ذلك الاغتيال الأول من نوعه في تاريخ إسرائيل.

وانعقدت قبل أيام جلسة كاملة للكنيست الإسرائيلي في اجتماع تذكاري خاص بمناسبة ذكرى اغتيال رابين بحضور العديد من الشخصيات السياسية، وأجمع المتحدثون على أن أي شخص عاش ليلة قتله لن ينسى هذه اللحظة أبدًا، لأن الصدمة التي لا توجد كلمات لوصفها تتمثل في عبارة أن "يهوديا قتل يهودياً آخر"، فضلا عن كون رابين مثل للعديد من الأجيال الإسرائيلية تلك الصورة التي رافقته وهو يقتحم المسجد الأقصى خلال حرب 1967.

صحيفة "معاريف" استطلعت آراء العديد من الإسرائيليين للتعقيب على هذه الذكرى بإجماعهم على أنه "بعد مرور هذه السنوات الطويلة فإن الإسرائيليين ينتقمون من بعضهم البعض، ويزداد تغلغل الكراهية بينهم، والانقسامات في صفوفهم، وصولا إلى أنهم قد يفقدون إسرائيل ذاتها، صحيح أنهم يبذلون كل جهودهم لتعزيز أمنها من الخارج، لكنهم لا يدركون أنهم في الطريق لأن يفقدوا دولتهم من الداخل أيضا".

وأضافت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن "ذكرى قتل رابين توجه تحذيرا للإسرائيليين عن كيفية إجراء النقاش بين اليسار واليمين، وما هي حدود هذا النقاش، وخطوطه الحمر، دون أن يرفع أحدهم يده ضد الآخر، مع العلم أن رابين لم يكن يساريًا حين تم اغتياله، بل إنه كان يفهم خطورة دولة ثنائية القومية مع الفلسطينيين، ولذلك سارع إلى الاتفاق معهم، ومع ذلك فإن التحريض اليوم يشبه كثيرا ذلك التحريض الذي شهدته إسرائيل عشية اغتياله.. المحرضون يقولون نفس الكلام".

في المقابل يتهم أعضاء اليمين الإسرائيلي أولئك الذين يحيون ذكرى اغتيال رابين بأنهم يقيمون "سيركاً سياسياً"، صحيح أنهم ينأون بأنفسهم عن إطلاق وصف الخائن على رابين، كما اتهمه بذلك عتاة اليمين في حينه، لكنهم يجمعون على أنه كان مخطئا في مساره السياسي مع الفلسطينيين، وبالتزامن مع ذلك انتشرت خطابات الكراهية والانقسام، والابتذال في إطلاق الأوصاف على المعارضين السياسيين.

أكثر من ذلك، فإن اليمين الإسرائيلي اليوم يعتبر أن إحياء ذكرى اغتيال رابين بات يشكل منصة لمهاجمة هذا المعسكر، مما حدا ببعض قادته أن يقاطع إحياء الذكرى، ويؤكد غياب الخط الفاصل بين التصريحات السياسية المشروعة وتلك التحريضية التي قد تؤدي إلى الاغتيال السياسي، انطلاقا من تشويه سمعة أي معارضة إسرائيلية للمسار الحكومي القائم، ما يترك تأثيراته السلبية على الشارع الإسرائيلي، ويعبد الطريق نحو ارتكاب مزيد من الجرائم السياسية.
0
التعليقات (0)