ملفات وتقارير

القدس.. تاريخ من الهبّات والمواجهات مع الاحتلال (تسلسل زمني)

مواجهات أثناء انتفاضة الأقصى مع الاحتلال- جيتي
مواجهات أثناء انتفاضة الأقصى مع الاحتلال- جيتي

منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، كانت مدينة القدس مركزا للصراع والاشتباك مع قوات الاحتلال، بفعل الخطط الإسرائيلية لابتلاع المدينة بالكامل، وتهجير من تبقى من سكانها، في ظل خطط تهويد المسجد الأقصى.

ورغم اندلاع الكثير من المواجهات والانتفاضات في الضفة وغزة وحتى الداخل المحتل، إلا أن القدس كانت تشترك في كافة تلك المواجهات.

وتستعرض "عربي21" في هذا التقرير، أبرز الهبّات والمواجهات، التي اندلعت في القدس، لإفشال مخططات الاحتلال، في إنهاء الوجود الفلسطيني فيها..

العام 1982، تصاعدت التحركات الإسرائيلية ضد القدس والمسجد الأقصى، بعد محاولة إحدى المجموعات السرية اليهودية، تفجير مصلى قبة الصخرة، ولكن هذه الخطة أفشلت عندما تم اكتشاف المتفجرات قبل انفجارها.

 




التسعينيات، اندلعت مواجهات عنيفة في القدس، بعد محاولة جماعات استيطانية، وضع حجر أساس للهيكل المزعوم، داخل المسجد الأقصى، وتم قمع الفلسطينيين بعنف.

وفتحت قوات الاحتلال في تلك الهبّة النار على الفلسطينيين خلال الصلاة بالأقصى، فارتقى 21 شهيدا على إثرها، وعرفت حينها بمذبحة الأقصى الأولى.

25 أيلول/ سبتمبر 1996، أقدمت قوات الاحتلال على فتح نفق أسفل المسجد الأقصى، بعد محاولتين فاشلتين لفتحه، كانت المرة الأولى عام 1986 والثانية عام 1994، وهذا النفق يمتد بطول 450 متراً أسفل المسجد والعقارات الإسلامية المحيطة به، والتي تعود إلى العصور الأموية والعباسية وحتى العثمانية.

وأثار فتح النفق، غضب سكان القدس، ودعي عبر مكبرات الصوت في المساجد، للتحرك صوب المنطقة من أجل إفشال مخططات الاحتلال، وعلى إثره تم التصدي للجموع التي احتشدت في القدس بالرصاص والاعتقالات.

 





توسعت رقعة المواجهات من مدينة القدس، إلى رام الله والبيرة، ثم إلى مدن أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحاول الاحتلال اقتحام بعضها لإخماد المواجهات، واستخدم الرصاص الحي والمطاطي، وأطلقت إحدى مروحيات الاحتلال النار على محتجين في رام الله.

استمرت المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، 3 أيام، وكانت أشبه بحالة انتفاضة بسبب رقعة المواجهات التي شهدتها، في كافة مدن الضفة، ونقاط التماس مع الاحتلال في قطاع غزة، فضلا عن القدس مركز المواجهة، وسجل ارتقاء 63 شهيداً وإصابة 1600 بجروح منهم 458 في قطاع غزة.

 




28 أيلول/ سبتمبر 2000 اندلعت انتفاضة عامة عرفت بانتفاضة الأقصى، كانت شرارتها بفعل زيارة رئيس وزراء الاحتلال الهالك أرئيل شارون، إلى المسجد الأقصى وتجوله في ساحاته، والإعلان أنه منطقة إسرائيلية، وهو ما أثار استفزاز الفلسطينيين الذين ردوا خلال الزيارة وهاجموه، ليرتقي على إثر المحاولة 7 شهداء ويصاب 250 بجروح فضلا عن إصابات في صفوف قوات الاحتلال.

لم تتوقف انتفاضة الأقصى على المواجهات العادية، بل تطورت ودخل السلاح على خطها، وشاركت في حينه السلطة الفلسطينية مع الفصائل في العمل المسلح ضد الاحتلال.

وأسفرت انتفاضة الأقصى التي طالت كافة الأراضي المحتلة حتى الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 عن استشهاد 4412 فلسطينيا وإصابة 48322 آخرين، في حين قتل فيها 334 جنديا إسرائيليا وأكثر من 700 مستوطن.

 


 


2015- 2016 اندلعت مواجهات واسعة عرفت في حينه بانتفاضة السكاكين، على إثر تصاعد انتهاكات الاحتلال في القدس والضفة الغربية، واستمرار استهداف قطاع غزة.

وقام الاحتلال بعدة انتهاكات في الأقصى وتحديدا في أيلول/ سبتمبر 2015 حين أصدر وزير الحرب الإسرائيلي في الـتاسع من الشهر ذاته، قرارا بحظر مصاطب العلم والرباط في الأقصى.

وفي الـ14 أيلول سبتمبر اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي أوري آرئيل المسجد الأقصى، بصحبة أربعين إسرائيليًا، واقتحمت وحدات خاصة وعناصر المستعربين باحات المسجد، وفي الـ17 من الشهر ذاته، قام عشرات من شبيبة حزب الليكود باقتحام المسجد الأقصى.

ونفذ العديد من الشبان الفلسطينيين هجمات ضد قوات الاحتلال في القدس، والضفة الغربية، بالسكاكين، استشهد على إثرها العديد من المنفذين، في حين سجل مقتل 29 إسرائيليا، ونفذت 20 عملية دهس و88 عملية طعن إضافة إلى 48 محاولة لم تنجح و84 عملية إطلاق نار على الجنود المستوطنين.

2017 هبّة باب الأسباط، أقدم الاحتلال على تركيب بوابات إلكترونية، لتفتيش الداخلين إلى الحرم القدسي، عبر باب الأسباط، بذريعة العملية التي نفذها ثلاثة شبان داخل ساحات المسجد الأقصى عبر إطلاق النار على جنود الاحتلال ما أدى إلى استشهادهم.

تسبب تركيب البوابات الإلكترونية، في غضب المقدسيين، واعتبروها خطوة جديدة، للسيطرة على مداخل الحرم القدسي، والتحكم في الدخول إليه وتقليل عدد المصلين المتجهين إليه.

تصاعد الغضب في القدس، ورفض المقدسيون الدخول إلى المسجد بوجودها، وارتفع منسوب التصعيد، بعد قرارهم بالصلاة في كافة الطرق المؤدية للحرم القدسي، والشوارع الخارجية، ما تسبب في إغلاق المكان.

 




وللمرة الأولى في تاريخ الحرم القدسي، توقف الأذان تماما، ولم يرفع بفعل منع الاحتلال من الدخول إلا عبر البوابات، ما أدى إلى امتناع الحراس عن فتحه.

ورغم محاولات الاحتلال قمع الكثير من التجمعات بواسطة الغاز والهراوات، إلا أن صمود المقدسيين أسفر عن إزالة البوابات تماما، بعد مضي أيام على تركيبها ودخولهم بأعداد حاشدة، للصلاة فيه، لكن الاحتلال نغص عليهم وأقدم على إطلاق قنابل الغاز والقنابل الصوتية وأخرجهم من المكان.


شباط/ فبراير 2019، هبة باب الرحمة، وجاءت بعد قيام الاحتلال بإغلاق الباب المؤدي إلى المصلى الذي أغلق عام 2003، بسبب إعادة المقدسيين فتحه والصلاة فيه.

تصاعد التوتر في الحرم القدسي، على إثر خطوة الاحتلال، ما أدى إلى قيام شبان بخلع الأقفال، ووقعت اشتباكات داخل الحرم، وتحول موقع باب الرحمة إلى ميدان مواجهة، واعتقل عدد من المقدسيين وحراس المسجد، وصدرت بحقهم أوامر إبعاد.

لم تطل المواجهات بشأن الباب الواقع في المنطقة الشرقية من الأقصى، والذي يسعى الاحتلال لاقتطاعه لصالح التقسيم الزماني والمكاني وتحويله إلى مصلى لليهود داخل الأقصى، وعقب بدء المواجهات بخمسة أيام، توجه الآلاف من سكان القدس المحتلة، إلى باب العمود، وقاموا بأداء صلاة الجمعة فيه، في خطوة شكلت إعلانا عن رفض إعادة إغلاقه وبقي مفتوحا حتى اليوم رغم تحرش قوات الاحتلال المستمر بالمصلين فيه.

 




13 نيسان/ أبريل 2021، هبّة باب العامود، اندلعت بعد قيام جماعات استيطانية، بالإعلان عن تحركات لاقتحام الحرم القدسي ومنطقة باب العامود في رمضان، بالإضافة إلى إقدام قوات الاحتلال على نصب حواجز حديدية على مدرج باب العامود، الذي يشهد فعاليات للفلسطينيين بصورة يومية بعد التراويح في رمضان.

وتسببت هجمات المستوطنين على الأحياء الفلسطينية، في اندلاع مواجهات واسعة شارك فيها مئات الشبان المقدسيين للدفاع عن أحيائهم، فضلا عن اشتباكات مع قوات الاحتلال في محيط باب العامود رفضا لنصب الحواجز، التي تذرع الاحتلال بأنها لتسهيل عبورهم إلى المسجد الأقصى.

ووصلت أصداء المواجهات في القدس إلى الضفة وغزة، وشهدت العديد من المناطق مواجهات خاصة في رام الله والخليل والبيرة ونابلس، وأقدم الاحتلال على قمعها.

 





أما في غزة فقد شهد التضامن مع المقدسيين، شكلا آخر عبر إطلاق عدة صواريخ باتجاه المستوطنات المحيطة بالقطاع والتي رد عليها الاحتلال بقصف بعض المواقع، إضافة إلى تنفيذ وقفات تضامنية من الفصائل والفعاليات المجتمعية.. فضلا عن تحذيرات الأجنحة العسكرية، بالرد على أي تماد للاحتلال تجاه القدس والمقدسيين.

وتضامنت فعاليات في يافا بالداخل الفلسطيني المحتل، واعتدت قوات الاحتلال بالضرب على شبان فلسطينيين، كما أنها اعتدت على إمام مسجد حسن بيك، الشيخ أحمد أبو عجوة.

ونجح المقدسيون على مدار الـ14 يوما الماضية، في إجبار الاحتلال على الرضوخ لإرادتهم، وإزالة كافة الحواجز الحديدية التي نصبت في منطقة باب العامود.

وأصيب 110 فلسطينيين على الأقل خلال المواجهات مع القوات الإسرائيلية والمستوطنين، فيما اعتُقل أكثر من 50 شابًا آخرين.

التعليقات (0)