هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة تركية، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يسعى للتخلص من رئيس حكومة أرمينيا نيكول باشينيان، لافتة إلى أنه غاضب من مساعي فرنسا للتدخل بشأن قره باغ.
وذكرت صحيفة "خبر ترك"، في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه بعد اتفاق قره باغ في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تحولت الأنظار إلى أرمينيا، ومع تنامي صوت المعارضة ازدادت المطالبات باستقالة باشينيان كل يوم.
وأضافت أن باشينيان حاول الإيحاء للجميع بأنه أجبر على الاتفاق الأخير، بتصريحاته وتغريدته بشأن اتصال الرئيس بوتين عليه، في 19 تشرين الأول/ أكتوبر، حول إنهاء الصراع في قره باغ.
وأوضح باشينيان، أن بوتين طالبه بإنهاء الحرب، وأن الرؤساء السابقين لأرمينيا، روبرت كوتشاريان، وسيرج سركسيان، وليفون تير-بيتروسيان، أيدوا هذا القرار أيضا، لافتا إلى أن وقف إطلاق النار لن يتحقق بذلك اليوم؛ لأنهم لن يقبلوا بتسليم شوشة.
يشار إلى أن أرمينيا وأذربيجان بوساطة روسية وافقتا على وقف إطلاق النار، في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ولكن بعد سيطرة القوات الأذرية على شوشة الاستراتيجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأرميني السابق، سركسيان، زار روسيا يوم أمس، ودعا لاستقالة حكومة باشينيان.
اقرأ أيضا: الجيش الأذري يدخل "لاتشين".. وقوات تركية في قره باغ
وذكرت أن سركسيان قال في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إن "الانتخابات البرلمانية المبكرة أمر لا مفر منه في البلاد، وهناك حاجة لحكومة توافقية في المرحلة المقبلة".
ولفتت إلى أن تصريحات الرئيس الأذري إلهام علييف، سواء خلال الحرب أو بعد الاتفاق، وضعت باشينيان في موقف محرج للغاية.
وأكدت الصحيفة، أن روسيا تقف خلف تصريحات الرئيس الأرميني السابق سركسيان بشأن حكومة باشينيان، فالنزاع في قره باغ حتى إبرام الاتفاق، جعل روسيا النظر من زاوية أخرى، فقد كانت أذربيجان شريكا استراتيجيا منطقيا بالنسبة لها، ولكن أرمينيا لم تكن سوى شريك مدلل يحاول مغازلة الغرب.
وأوضحت أن بوتين، الذي لم ينظر لحكومة باشينيان بعين الثقة، سيدعم حكومة جديدة يستطيع الوثوق بها بالوقت المناسب.
وذكرت أن تصريحات الرئيس الأرميني السابق سركسيان، جاءت بالوقت الذي سعت فيه فرنسا للتدخل والانخراط في العملية السياسية في قره باغ.
وكان وزير الخارجية الفرنسي، الذي وصل إلى يريفان الجمعة الماضية، قال إن بلاده تقف إلى جانب أرمينيا، وتريد مناقشة الشكوك بالاتفاق من خلال الرؤساء المشاركين لمجموعة "مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأضافت الصحيفة أن باشينيان طرح موقفا مشابها لما قاله وزير خارجية فرنسا، بشان مجموعة "مينسك"، كما أصبح مقترح مجلس الشيوخ الفرنسي "الاعتراف بناغورو قره باغ" أملا جديدا بالنسبة له، وهو ما أزعج بوتين.
ورأت الصحيفة أن باشينيان، الذي سيصل موسكو في 4 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، قد يقدم استقالته بعد هذه الزيارة، ففي ظل الظروف الحالية من الصعب أن يبقى بالسلطة.
وأشارت إلى أن روسيا على وشك الحصول على النتيجة الثانية من وقف إطلاق النار في إقليم ناغورو قره باغ، وهو التوجه لتغيير الحكم في أرمينيا، ما يطرح التساؤل هنا: "هل التغيير الذي تسعى إليه روسيا سيكون هدفه إرساء السلام والهدوء في الخمس سنوات المقبلة، أم أنها محاولة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت سابقا؟".