ملفات وتقارير

هذه معايير اختيار الناخب الأمريكي لأحد مرشحي الرئاسة

قال مراقبون إن "كل انتخابات أمريكية تكون القضايا الداخلية فيها مختلفة عن سابقاتها"- جيتي
قال مراقبون إن "كل انتخابات أمريكية تكون القضايا الداخلية فيها مختلفة عن سابقاتها"- جيتي

يبدأ المرشحون للرئاسة بالولايات المتحدة الأمريكية مع كل دورة انتخابية، بحملات واسعة لنيل أصوات جديدة تمهد طريقهم للوصول إلى البيت الأبيض، ومحاولة كسب قواعد انتخابية ومؤيدين جدد، وخاصة من الولايات المتأرجحة بين الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي.


لكن معايير اختيار الناخب الأمريكي لأحد مرشحي الرئاسة، تختلف في كل انتخابات عن سابقاتها، وإن كان يجمعها الاهتمام الأكبر بالقضايا الداخلية، على حساب السياسات الخارجية التي يتبناها كل مرشح للرئاسة، بحسب مراقبين ومختصين بالشأن الأمريكي.


ويستشهد المختص بالشأن الأمريكي جو معكرون على ذلك، قائلا: إن "كل الاستطلاعات تشير إلى أن ما يشغل بال الناخب الأمريكي بهذه الانتخابات، هو الجدل الصحي والاقتصادي، حول تداعيات فيروس كورونا، إلى جانب المحكمة الدستورية العليا، ومصير قانون الرعاية الصحية".


ويستدرك معكرون في حديثه لـ"عربي21": "الأولوية تتفاوت بين الناخبين، بحيث يميل الناخب الجمهوري إلى الاقتصاد وإعادة فتحه، فيما الناخب الديمقراطي يميل إلى الرعاية الصحية، وضرورة الاحتفاظ بالإجراءات الوقائية قبل إعادة فتح الاقتصاد".

 

اقرأ أيضا: 5 أيام على الانتخابات | مؤشرات أولية للنتائج بولايات أمريكية


ويشير إلى أنه "رغم أن الهموم المحلية تطغى على الانتخابات الحالية، نتيجة فيروس كورونا، فإن اهتمام الناخبين بالسياسة الخارجية، يستند إلى حرصهم على صورة أمريكا في العالم، وتعاونها مع الحلفاء، وهذا ما يتبناه الناخب الديمقراطي".


بالمقابل بحسب معكرون، فإن الناخب الجمهوري يرغب في إبقاء ترامب على شعار "أمريكا أولا" في سياسته الخارجية، لا سيما في بعدها الاقتصادي.

 

الانتماء الحزبي


من جهته، يتطرق المحلل المقيم بالولايات المتحدة نصير العمري، إلى معيار آخر يؤثر على قرار الناخب الأمريكي، وهو انتماؤه الحزبي، الذي تحكمه أهداف وقيم ومبادئ ومصالح معينة، مبينا أن "الحزب الجمهوري يضم بالعادة البيض والأثرياء والمحافظين".


ويتابع العمري في حديثه لـ"عربي21": "الحزب الديمقراطي تقليديا هو من الأقليات، ويمثل الفئات المهمشة تاريخيا، ويضم الطبقة العاملة أيضا"، معتقدا أنه "بشكل عام الانتماء الحزبي في الولايات المتحدة، مرتبط بقيم ومبادئ وأحيانا مصالح".

 

اقرأ أيضا: مع من يقف أثرياء أمريكا في انتخابات ترامب وبايدن؟ (إنفوغراف)


ويؤكد أن السياسة الخارجية تهم بشكل أساسي النخب الأمريكية، لكن الاهتمام الأكبر يركز على القضايا الداخلية، مشيرا إلى أن الناخب أحيانا يهتم بالملفات الخارجية حينما يتعلق الأمر بدخول الولايات المتحدة في صراع عسكري خارجي أو التورط بمشاكل خارجية.


ويشير العمري إلى أن "كل انتخابات تكون القضايا الداخلية فيها مختلفة عن سابقاتها، مثلا في هذه الانتخابات تظهر استطلاعات الرأي أن الأمريكيين مهتمون بوباء كورونا، وتأثيره على صحتهم وصحة عائلاتهم، وتظهر بأنهم خائفون من تأثير الوباء على الاقتصاد".

 

اهتمامات الناخبين


ويستكمل بقوله: "هذا ما قاد الكثير من الأمريكيين في الولايات المتأرجحة، إلى مساندة المرشح الديمقراطي جو بايدن، لاعتقادهم بأنه الأقدر على مواجهة أزمة كورونا"، لافتا إلى وجود قضايا أخرى مثل الاقتصاد والوظائف، إلى جانب قضية الانقسام بالمجتمع الأمريكي.


وتظهر قضية التأمين الصحي كمعيار آخر في الانتخابات الحالية، بعد تصريحات الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب، وتهديده بإلغاء نظام التأمين الصحي الحكومي، وفق قول العمري الذي يشدد على أن "هناك قضايا محلية أخرى تؤثر في كل ولاية على حدة".


ويفيد استطلاع لمركز "يبو" للأبحاث، أن جائحة فيروس كورونا تحتل المرتبة الأولى في اهتمام الناخبين الديمقرطيين بالتحديد، حيث يعتقد 82 بالمئة منهم أن الوباء مشكلة رئيسية، مقارنة بـ24 بالمئة من ناخبي ترامب، ما دفع حملة بايدن الانتخابية للتركيز على هذه القضية وانتقاد سياسات الرئيس الجمهوري الحالي.

 

اقرأ أيضا: تعرف على أبرز "المليشيات" التي تميل لفوز ترامب (صور)


ومن بين القضايا التي تهم الناخب الأمريكي الاقتصاد والوظائف، فقد نشر مركز "يبو" للأبحاث في آب/ أغسطس الماضي، أن الاقتصاد كان يمثل القضية الأولى بنسبة 76 بالمئة من المشاركين بالاستطلاع، وكان أكثر أهمية بالنسبة للناخبين الجمهوريين من الديمقراطيين.


وتشمل اهتمام الناخبين الأمريكيين هذا العام، قضية الاحتجاجات ضد العنصرية بأمريكا، وخاصة بعد حادثة مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد على يد الشرطة، ما تبعه من تدفق مئات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع، لإظهار دعمهم للسود، إلى جانب تعيينات المحكمة الدستورية العليا.


ووفقا لمركز "يبو" للأبحاث، فإن القضايا الأخرى التي تدفع الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع، الهجرة والعدالة الجنائية والرعاية الصحية والسياسة الخارجية، وتغير المناخ والإجهاض وسياسة السلاح.

 
التعليقات (0)