سياسة دولية

الصين تعتمد آلية للرد على حظر واشنطن تطبيقي "تيك توك"

أعلنت الخزانة الأمريكية في 7 آب/ أغسطس الماضي فرض عقوبات على مسؤولين كبار في منطقة هونغ كونغ الإدارية- جيتي
أعلنت الخزانة الأمريكية في 7 آب/ أغسطس الماضي فرض عقوبات على مسؤولين كبار في منطقة هونغ كونغ الإدارية- جيتي

اعتمدت الحكومة الصينية السبت آلية تسمح لها بالحد من النشاطات الأجنبية، ردا على العقوبات الأميركية على الشركات الصينية بعد إعلان حظر تطبيقي "تيك توك" و"وي تشات" اعتبارا من غد الأحد في الولايات المتحدة.

 

والآلية الجديدة، وفقا لوزارة التجارة الصينية، ستكون بحق الشركات التي تصنفها السلطات ضمن قائمة "الكيانات غير الموثوقة"، ولم تحدد الوزارة شركات بعينها.

لكن الوزارة ذكرت أن النظام الجديد سينظر في فرض عقوبات على الكيانات التي تقوم بأنشطة "تسيء إلى السيادة الوطنية للصين وإلى مصالحها على صعيد الأمن والتنمية" أو تنتهك "القواعد الاقتصادية والتجارية المرعية دوليا". 


ويمكن أن تشمل الإجراءات العقابية غرامات ضد الكيان الأجنبي وتحظره من ممارسة أعمال التجارة والاستثمار في الصين، وفرض قيود على دخول الأفراد أو المعدات إلى البلاد. 


وقالت الوزارة إنها تشمل "الشركات الأجنبية والمنظمات الأخرى والأفراد".

 

"تنمر" أمريكي

 

وبموجب المرسوم الأميركي الصادر الجمعة ضد التطبيقين الصينيين، ستفقد وي تشات المملوكة لشركة تنسنت فرصة تحميلها في الولايات المتحدة اعتبارًا من الأحد. وسيُحظر على مستخدمي تيك توك تثبيت التحديثات ولكن سيتمكنون من الاستمرار في الوصول إلى الخدمة حتى 12 تشرين الثاني/نوفمبر.

 

اقرا أيضا: الصين تتوعد واشنطن بإجراءات ردا على حظر تطبيقي "تيك توك"
 

ومن المحتمل أن يسمح هذا الإطار الزمني بالتوصل إلى اتفاق بين تيك توك، التي تملكها شركة بايتدانس الصينية، وشركة أمريكية بهدف حماية بيانات التطبيق الواسع الاستخدام وطمأنة مخاوف واشنطن الأمنية. 


وفي الوقت الذي يخوض فيه الرئيس دونالد ترامب حملة صعبة لإعادة انتخابه، وصف المسؤولون الأميركيون الإجراءات بأنها ضرورية لحماية الأمن القومي من التجسس الصيني المحتمل عبر المنصات.

 

لكن ردا على الخطوات الأمريكية، نددت وزارة التجارة الصينية السبت بما قالت إنه "تنمر" أمريكي ينتهك قواعد التجارة الدولية مكررة القول بأنه لا يوجد دليل على أي تهديد أمني. 


وقالت دون أن تحدد الإجراءات المحتملة: "إذا أصرت الولايات المتحدة على السير على طريقتها الخاصة، فستتخذ الصين الإجراءات اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية".

 

التوجه للقضاء

 

وأظهرت وثائق قضائية أن تطبيق تيك توك للمقاطع المصورة القصيرة طلب من قاض أمريكي منع إدارة الرئيس دونالد ترامب من فرض حظر على منصة التواصل الاجتماعي الصينية الشهيرة.

 

وتقدم تيك توك وشركة بايت دانس المحدودة المالكة له بشكوى لمحكمة اتحادية في واشنطن ضد خطوات إدارة ترامب لحظر التطبيق.

وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد أعلنت أمس الجمعة أن حظر تنزيل تطبيقي وي تشات وتيك توك المملوكين لصينيين سيبدأ في 20 أيلول/ سبتمبر.

وقال تيك توك وبايت دانس في شكواهما إن الحظر دوافعه سياسية. وذكر تيك توك أن الحظر يعد انتهاكا لحقوق الشركة بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي.

وقال تيك توك، الذي يتجاوز عدد مستخدميه في الولايات المتحدة المئة مليون مستخدم، إن الحظر "سيدمر أعمال تيك توك في الولايات المتحدة على نحو لا رجعة فيه".

 

منتقدو القرار

 

وقال منتقدو القرار الأمريكي إنه في حين أن المخاطر الأمنية غير واضحة، فإن الحظر الشامل يثير مخاوف بشأن قدرة الحكومة الأمريكية على فرض قيود تتحكم بحرية التعبير. 


وقال جميل جافر، مدير معهد نايت فيرست أمندمنت في جامعة كولومبيا: "من الخطأ التفكير في هذا كعقوبة (فقط) تستهدف تيك توك ووي تشات. إنه تقييد خطير للحقوق التي يمنحها التعديل الأول للدستور للمواطنين والمقيمين في الولايات المتحدة". 

 

اقرأ أيضا: واشنطن تحظر "تيك توك" و"وي تشات" الصينيين رسميا

ويقول بعض المحللين إن ما يقوم به ترامب تحركه أسباب المنافسة التجارية أكثر من المخاوف الأمنية.

 

الحرب التجارية

 

وعادت أجواء الحرب التجارية والتوتر بين أكبر اقتصادين في العالم، متأثرة بعودة التشاحن بين الجانبين على خلفية انتشار جائحة فيروس كورونا ومعاملة السلطات الصينية للأقلية المسلمة "الإيغور" والمعارضة في هونغ كونغ.

 

وأعلنت الخزانة الأمريكية في 7 آب/ أغسطس الماضي عن فرض عقوبات على مسؤولين كبار في منطقة هونغ كونغ الإدارية التابعة للصين، ما حدا بالأخيرة إلى الرد بعد أيام بفرض عقوبات مشابهة بحق مسؤولين أمريكيين.

 

وفي 14 كانون أول/ ديسمبر الماضي توصل الجانبان إلى تهدئة في الحرب التجارية بينهما، مع اتفاق مرحلي يتضمن إلغاء رسوم جمركية عقابية، في هدنة وضعت حدا لحرب تجارية استمرت نحو عامين بينهما وأوهنت الاقتصاد العالمي.

التعليقات (0)