سياسة عربية

شخصيات عشائرية تهاجم النظام.. يستغل التوتر مع قسد

تحاول كل الأطراف الفاعلة في الشأن السوري استمالة العشائر شمال شرق سوريا- عربي21
تحاول كل الأطراف الفاعلة في الشأن السوري استمالة العشائر شمال شرق سوريا- عربي21

عبّرت شخصيات بارزة في العشائر العربية السورية عن رفضها محاولات النظام السوري استخدام ورقة العشائر، لتحقيق مآرب سياسية، مشددة خلال حديثها لـ"عربي21" على رفضها التعاون مع النظام السوري وروسيا وإيران.

وكان النظام السوري، قد عقد ملتقى للقبائل والعشائر السورية، الخميس، في مدينة حلب، بحضور ممثلين عن قبائل وعشائر سوريا.

وأوضحت وسائل إعلام موالية، أن الملتقى الذي يعد استكمالا للمؤتمر التأسيسي الأول الذي عقد في ريف حمص، العام الماضي، جاء دعما لانتفاضة العشائر ضد "قسد" ونصرة لأبنائها في الجزيرة السورية ضد القوى المحتلة للمنطقة.

وكانت موجة الاغتيالات الأخيرة التي طالت عددا من الرموز العشائرية، ومنهم شيخ الهفل أحد وجهاء "قبيلة العكيدات" قد فجرت الوضع في ريف دير الزور، وسط اتهامات لـ"قسد" التي تسيطر على المنطقة، بالمسؤولية عنها.

وجاء في بيان الملتقى، أن القبائل ترفض الوجود الأمريكي، وتدعم الحراك الشعبي الذي تشهده مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب رفض العقوبات الاقتصادية على النظام السوري.

 

اقرأ أيضا: لهذا تسعى روسيا لزيادة حضورها بين عشائر دير الزور بسوريا

وهاجم رافع عقلة الرجو، شيخ "عشيرة الشعيطات"، إحدى أبرز عشائر "قبيلة العكيدات"، في حديث خاص لـ"عربي21"، الشخصيات العشائرية التي شاركت في الملتقى، مؤكدا أن "قسما كبيرا منهم، لا يمثلون العشائر والقبائل السورية، وإنما هم يمثلون مصالح النظام، وغالبيتهم على صلة بأجهزته الأمنية".

وأضاف الرجو، أن النظام يحاول الاصطياد في الماء العكر، وذلك في إشارة إلى التوتر بين العشائر العربية و"قسد" المدعومة من التحالف الدولي، وقال: "كما نرفض سيطرة مليشيا قسد، فإننا نرفض كذلك التعاون مع النظام وروسيا وإيران".

وفي المقابل حذر من خطورة التحركات الإيرانية والروسية نحو الجزيرة السورية، معتبرا أنه "من غير المستبعد أن يكون تنظيم الملتقى في حلب، بدعم وتمويل إيراني".

وفي السياق ذاته، شكك رئيس "الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة"، والمتحدث السابق باسم "مجلس القبائل والعشائر السورية" مضر حماد الأسعد، في تمثيل الشخصيات العشائرية التي حضرت الملتقى، وقال لـ"عربي21": "النظام وإيران يريدان ركوب الموجة ضد "قسد"، ليكونوا هم البدلاء عنها في شرق سوريا".

وأضاف أن العشائر ترفض التعامل بشكل قاطع مع النظام والدول الداعمة له (إيران، روسيا)، مشيرا إلى رفض العشائر التواصل مع النظام، بعد إرسال الأخير أكثر من شخصية من طرفه للحوار.

وقال الأسعد، إن "كل الشخصيات التي تنسق مع النظام، هدفها تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، والنظام يدرك ذلك، ولذلك يحاول التواصل مع الشخصيات المؤثرة عشائريا".

 

اقرأ أيضا: اشتباكات وقتلى.. هل تكبح "قسد" غضب العشائر العربية؟

وكان بيان الملتقى قد دعا العشائر، إلى الانتفاضة بشكل أكبر في مواجهة القوات الأمريكية و"قسد"، ما يؤكد فعلا أن النظام يسعى إلى زيادة التوتر بين العشائر و"قسد" خدمة لمصالحه.

وبالمقابل أشاد البيان بإعلان "قبيلة العكيدات" تشكيل جيش عشائري لمحاربة القوات الأمريكية و"قسد"، إبان إقدام مسلحي الأخيرة على تنفيذ عدة عمليات اغتيال بحق شيوخ وأعيان القبيلة، وفق تأكيد البيان.

وتنقسم العشائر السورية في المحافظات الشرقية على نفسها بحسب الولاء، وتعاني من ترهل نتيجة مفرزات الثورة السورية، حيث تنقسم العشيرة الواحدة إلى أكثر من تيار، قسم يوالي النظام، وثان يوالي قسد، وآخر منخرط بالثورة السورية.

وتحاول كل الأطراف الفاعلة في الشأن السوري استمالة العشائر، وذلك لكونها تشكل الغالبية السكانية في المحافظات الشرقية الغنية بالنفط والغاز والثروات الزراعية. 

التعليقات (0)