سياسة عربية

إعلان الطوارئ ببيروت وإقامة جبرية للمعنيين بملف "النترات"

قال عون إن "بيروت تحولت إلى مدينة منكوبة"- الرئاسة اللبنانية
قال عون إن "بيروت تحولت إلى مدينة منكوبة"- الرئاسة اللبنانية

أعلنت الحكومة اللبنانية، الأربعاء، حالة الطوارئ في مدينة بيروت لأسبوعين، عقب الانفجار الضخم الذي ضرب مرفأ العاصمة، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا الانفجار إلى 135 قتيلا على الأقل و5000 جريح، إلى جانب عشرات المفقودين، حتى اللحظة.

 

وعقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية، أعلنت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد إقرار الحكومة لحالة الطوارئ في العاصمة بيروت.

 

الطوارئ والإقامة الجبرية

 

وأوضحت عبد الصمد: "تتولى السلطة العسكرية العليا فورا صلاحية المحافظة على الأمن، وتوضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة" لمدة أسبوعين.


وفي ضوء حالة الطوارئ المعلنة وقانون الدفاع الوطني، قالت عبد الصمد: "يطلب من السلطة العسكرية العليا فرض الإقامة الجبرية على كل من أدار شؤون تخزين مادة نترات الأمونيوم (2750 طنا) وحراستها ومحّص ملفاتها، أيا كان"، منذ وصولها إلى بيروت في حزيران/يونيو 2014 حتى تاريخ الانفجار، مساء الثلاثاء.

 

ونوهت أنه تم تشكيل لجنة تحقيق إدارية برئاسة الرئيس ميشال عون، تكون مهمتها إدارة التحقيق في الأسباب التي أدت إلى وقوع الانفجار، على أن ترفع تقرير بالنتيجة إلى مجلس الوزراء خلال مهلة أقصاها خمسة أيام.

 

ووفقا لعبد الصمد سيتم "إحالة هذا التقرير إلى الجهات القضائية المختصة لاتخاذ أقصى درجات العقوبات بحق من تثبت مسؤوليته" عن الانفجار.

 

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي، كلف مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة وإدارة الجمارك والشرطة العسكرية، بإجراء التحريات حول التفجير الذي وقع في مرفأ بيروت.

 

وطلب عقيقي تسليمه كافة التقارير حول تخزين كميات "نترات الأمونيوم" وغيرها من المواد في مرفأ بيروت، تمهيدا لتحديد المسؤوليات، واتخاذ الإجراءات القضائية المناسبة بالخصوص. 

 

عون يتوعد المقصرين

 

من جانبه، توعد الرئيس اللبناني ميشال عون، بإنزال أشد العقوبات على المتسببين، والمقصرين بانفجار مرفأ بيروت.

 

وقال عون في كلمة متلفزة الأربعاء، إن ما جرى "كارثة"، وإن "بيروت تحولت إلى مدينة منكوبة"، متابعا: "هذا وقت الحزن على شهدائنا وجرحانا والصدمة لا شك عارمة".

 

وتابع: "هول الصدمة لن يمنعنا من التأكيد لأهل الشهداء والجرحى أولاً، ولجميع اللبنانيين، أننا مصممون على السير في التحقيقات وكشف ملابسات ما حصل في أسرع وقت ممكن، ومحاسبة المسؤولين والمقصِّرين، وإنزال أشد العقوبات بهم. وسنعلن بشفافية نتائح التحقيقات التي ستجريها لجنة التحقيق ونرفع نتائجها إلى القضاء المختص".


وأضاف: "أود أن أنوَّه، وسط دخان ليل أمس ونيرانه ودماره، بهمة اللبنانيين الذين تداعوا إلى مكان الانفجار ومحيطه والمستشفيات لتقديم الدعم والمساعدة، وقدموا بذلك صورة ناصعة عن روح الوطنية والخير التي تحركهم".


وأشاد عون بعمل الأجهزة الأمنية، والأطقم الطبية والإسعافية، والصليب الأحمر، والدفاع المدني وفوج الإطفاء، واستنفارها بكل طاقاتها وعناصرها وإمكاناتها.

 

وشكر عون الدول التي قدمت المساعدة للبنان المنهك، والذي جاء الانفجار ليثخن في اقتصاده بشكل أكبر.

 

دياب: التحقيق أولوية

 

وفي خطاب آخر، قال رئيس الحكومة حسان دياب، إن الصدمة كبيرة جدا، و"حجم الكارثة التي استيقظنا عليها اليوم، أكبر بكثير من إمكانية وصفه".


وأضاف: "لكن، على كل حال، لا نستطيع البكاء على الأطلال. ورشة العمل انطلقت في كل المجالات.
أولاً، ملف التحقيق هو أولوية، ونتائجه يجب أن تكون سريعة، ثانياً، تكثيف عمليات انتشال الضحايا، ثالثاً، البحث عن المفقودين، رابعاً، معالجة الجرحى والمصابين، خامساً، تأمين مأوى مؤقت لأصحاب المنازل المتضررة كلياً".

 

وتابع: "سادساً، إطلاق عملية سريعة لمسح الأضرار، سابعاً، صرف مساعدات عاجلة لإصلاح الأضرار الجزئية، ثامناً، تأمين مساعدات عاجلة لترميم المنازل والمكاتب والمؤسسات المتضررة كلياً".


وأقر دياب بأن "البلد يعيش أزمة وطنية. أتمنى على الجميع، على كل القوى السياسية، وقف السجالات، والانصراف جميعاً للتعامل مع الكارثة التي أصابت البلد".

 

 

تصريحات الحريري

 

وفي سياق متصل، دعا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، إلى إجراء تحقيق في الانفجار، وذلك  خلال تفقده الأضرار التي خلفها الانفجار الكارثي.


وأضاف الحريري: "مستعد لتحمل المسؤولية وكل شخص له يد في هذا الموضوع يجب أن يتحمل المسؤولية وتتم محاسبته".


وقدم تعازيه لأسر الضحايا، قائلا في هذا السياق، "بيروت مذبوحة ولا كلمات معبرة، وليس هناك من بيروتي غير مصاب اليوم".


وعقب جولته التفقدية لمكان الحادث، توجه الحريري إلى ضريح والده رفيق الحريري(رئيس الوزراء اللبناني الأسبق)، وسط بيروت، والذي يبعد عن مكان انفجار المرفأ كيلومترات معدودة.

 

ومن أمام الضريح، عاود التصريح قائلا: "قتلوا بيروت أمس‎، ولا أعلم ما إذا كان سيتمّ تأجيل موعد إعلان الحكم في المحكمة الدولية (الخاصة باغتيال والده عام 2005)". 

 

تعطل محطة الكهرباء

 

ونجم عن الانفجار تدمير محطة تحويل الكهرباء الرئيسة في العاصمة بيروت، وفقا لبيان صادر عن وزارة الطاقة، الأربعاء.

وقالت الوزارة في البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية: "أدى الانفجار الهائل الذي حصل بالأمس في مرفأ بيروت إلى دمار كلي في المبنى المركزي لمؤسسة كهرباء لبنان، حيث يقع مركز التحكم الوطني الذي خرج كليا عن الخدمة".

وأوضحت الوزارة أنه "بنتيجة ذلك، وبعد قيام موظفي المؤسسة بجهودهم، تم التحكم بشبكة النقل الوطنية يدويا انطلاقا من محطة بصاليم، للمحافظة على المستوى الأقصى من التغذية لمواكبة اعمال الانقاذ".

وأدت قوة الانفجار، إلى خروج محطة التحويل الرئيسة في الأشرفية (شرق العاصمة) عن الخدمة، "وما زالت حتى الساعة تفاديا لحصول أية احتكاكات أو خطر على السلامة العامة بين المواطنين".

وأكدت أن فرق الصيانة، باشرت العمل على مسح الأضرار تمهيدا للبدء بالإصلاحات الضرورية، بغية العودة التدريجية للتيار الكهربائي في المناطق المتضررة من العاصمة بيروت.

ويعاني لبنان أصلا من أزمة كهرباء حادة، تؤدي إلى انقطاعات متكررة ولساعات طويلة يوميا، كانت أحد أسباب التي أدت لاندلاع احتجاجات سابقة في لبنان.


حصيلة جديدة للضحايا الأجانب

 

أعلنت السفارة المصرية في لبنان، في بيان الأربعاء، وفاة مواطن جراء انفجار بيروت، يدعي رشدي الجمل.

ويعد الجمل، الثالث الذي يلقى حتفه جراء الانفجار، بعد بيانين سابقين من السفارة، يفيدان بوفاة مصريين اثنين أيضا إثر الحادث، هما علي شحاتة وإبراهيم أبو قصبه، دون تفاصيل أكثر.

وفي سياق متصل، أعلن سفير الخرطوم في لبنان علي الصادق، الأربعاء، إصابة 5 سودانيين على خلفية انفجار بيروت، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

وأضاف الصادق، أن المصابين الخمسة "تلقوا العلاج اللازم وغادروا إلى منازلهم"، مؤكدا أن "أعضاء الجالية بخير ولا حالات وفاة بينهم".

وأشار إلى أن عدد أعضاء الجالية السودانية في لبنان يقدر بحوالي 4 آلاف، يقيم من بينهم حوالي 300 إلى 400 في بيروت.

التعليقات (2)
فلسطيني "فاهملكم منيح"
الأربعاء، 05-08-2020 03:30 م
عون وشخصيات أخرى! سوف يفعلون كل ما بوسعهم للتنسيق مع اللي بتصلوا عليهم لتفادي المواجهة مع الطرف وراء هذا التفجير المخطط بعناية! بحجة عدم حدوث دمار أكبر للبنان! وصلة الرسالة! تقدّم نائب إسرائيلي سابق بالشكر إلى من وصفهم بـ"العباقرة والأبطال" الذين قال إنّهم "نظّموا العرض المذهل من الانفجارات" التي هزّت العاصمة اللبنانية بيروت عصر الثلاثاء. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نائب رئيس "الكنيست" الإسرائيلي السابق موشيه فيجلين قوله "هل تفهمون أنّه كان من المفترض أن يسقط علينا ذلك الجحيم على شكل أمطار من الصواريخ؟". وأضاف فيجلين "شكرٌ حقيقي وضخم لله ولكل العباقرة والأبطال الذين نظموا لنا هذا العرض المذهل من الانفجارات التي شاهدناها أمس في بيروت تكريمًا لعيد الحب اليهودي".
بحبك يا لبنان...
الأربعاء، 05-08-2020 01:26 م
هراء ..كل مع اكتسب ثروة جاه قصور عقار مصانع وغيره من رزق الشعب عليه التضحية بها علنا من أجل البلد والتخلي عن العمل السياسي والقيادي بشكل طوعي اذا كان فعلا يحب لبنان أرضا وشعبا ويعترف بجميلها وفضلها عليه غير هيك يركب أول طائرة ويرحل بلا رجعة...