تقارير

فلسطين 100 عام سينما.. من الريادة عربيا إلى تحدي البقاء (1من2)

من فيلم "الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد- (إنترنت)
من فيلم "الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد- (إنترنت)
تقول معظم المراجع حول السينما الفلسطينية من بينها مركز المعلومات الوطني الفلسطيني أن بدايات السينما الفلسطينية كانت على يد إبراهيم حسن سرحان عام 1935 عندما صور فيلما تسجيليا مدته 20 دقيقة، عن زيارة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود لفلسطين برفقة الحاج أمين الحسيني.

لكن يؤرخ أيضا إلى أن "الأخوين لاما" من بيت لحم، هما من أنتجا أول فيلم روائي عربي في تاريخ السينما العربية قاطبة عام 1926.

ورغم أن فلسطين عرفت العروض السينمائية منذ بداية القرن الماضي عبر تأسيس أول دار عرض سينمائي في فلسطين عام 1908 وهي سينما "أوراكل" في مدينة القدس. إلا أن صدور قانون الأشرطة السينمائية عام 1927، زاد من وتيرة تأسيس دور العرض السينمائي بشكل ملحوظ دون أن ينعكس ذلك على الإنتاج السينمائي.

وقد شهدت فلسطين قبل النكبة العديد من المحاولات السينمائية على يد عدد من هواة الفن، ورغم قلة ومحدودية تأثير هذه المحاولات إلا أنها تبقى تجارب رائدة في الفن السابع الفلسطيني ومن أبرز روادها: جمال الأصفر، خميس شبلاق، أحمد حلمي الكيلاني الذي درس السينما في القاهرة، ومحمد صالح الكيالي الذي درس الإخراج في إيطاليا، وأسس أستوديو للتصوير الفوتوغراف وتعاون مع المكتب العربي في جامعة الدول العربية، الذي كلفه حينذاك بإخراج فيلم عن القضية الفلسطينية.

وهناك من يعتبر أن أول فيلم فلسطيني روائي طويل هو الفيلم الذي حققه المخرج المصري صلاح الدين بدرخان عام 1946، وكان بعنوان "حلم ليلة" الذي عرض في كل من القدس، يافا وعمان، قبل أن يجد طريقه إلى القاهرة.

سينما الثورة الفلسطينية

لقد كانت بدايات السينما الفلسطينية متواضعة وبطيئة في مسيرتها بسبب خضوع فلسطين للانتداب البريطاني وقوانين الطوارئ البريطانية التي كانت معيقة للتطور الفني والثقافي الفلسطيني ولانشغال الفلسطينيين بشكل عام بمواجهة الهجرة اليهودية ومخططات الاستيلاء على فلسطين.

لكن مع انطلاقة العمل الفدائي وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في الستينيات من القرن الماضي بدأت ما يمكن أن نطلق عليه "سينما الثورة الفلسطينية" من خلال تكوين قسم صغير للتصوير الفوتوغرافي، وكانت رائدة هذا النوع الفني سلافة مرسال، التي كانت تقوم بعملها في منزلها بشكل فردي، قبل أن تعمل على إنشاء قسم خاص بالتصوير السينمائي عام 1968، فكان أول فيلم سينمائي تنتجه "الثورة الفلسطينية" بعنوان "لا للحل السلمي" وهو فيلم تسجيلي مدته 20 دقيقة جاء نتيجة عمل جماعي لمجموعة من السينمائيين الفلسطينيين، من بينهم: صلاح أبو هنود، هاني جوهرية، وسلافة مرسال.

ومع تطور الأحداث على الساحة العربية والفلسطينية تأسست "وحدة أفلام فلسطين"، التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح) التي تعتبر البداية الجدية للإنتاج السينمائي الفلسطيني والتي خرجت إلى وجود بجهود مجموعة من السينمائيين منهم: هاني جوهرية، سلافة مرسال، ومصطفى أبو علي. ثم لحقت بـ"فتح" باقي التنظيمات الفلسطينية في إنتاج أفلام خاصة بها.

وتواصل الإنتاج السينمائي الفلسطيني بجهود مخرجين فلسطينيين وعرب من بينهم أيضا: سمير نمر، قاسم حَوَل، رسمي أبو علي،عدنان مدانات، جان شمعون، رفيق حجار، قيس الزبيدي، جبريل عوض، إسماعيل شمّوط، غالب شعث، سمير سيف، محمود خليل، يحيى بركات، جوسلين صعب، عمر أميرلاي، ليالي بدر، محمد ملص، رشيد مشهراوي، جمال شمّوط، مجدي العمري، نصري حجيج،عرب لطفي، عبد الله كعوش، عبد الوهاب الهندي، عمر العلي، إبراهيم الصباغ، يوسف محمد شعبان، غالب شعث، إبراهيم أبو ناب، ومي المصري، ليان صالح، وربما تكون المخرجة نجوى النجار الأحداث في هذا الفن.

ومنذ عام 1994، ومع نشوء السلطة الفلسطينية، تأسست "مؤسسة السينما الفلسطينية"، كإحدى دوائر وزارة الثقافة والإعلام، وتحول الكثير من إنتاجها إلى تلفزيون فلسطين، والفضائية الفلسطينية، فكان من أبرز المخرجين محمود السوالمة، سعيد البيطار ومروان الغول. ولم تقم هذه المؤسسة بإنتاج أية أعمال سينمائية مؤثرة.

سينما عربية فلسطينية

لقد عمل سينمائيون فلسطينيون كثيرون في السينما العربية مع نكبة فلسطين والعرب عام 1948 وحرب حزيران/يونيو 1967.

لقد بحث السينمائيون الفلسطينيون عن مكان لهم في إطار السينما العربية، فكان للمخرجين السينمائيين مساهمات محدودة؛ فيما كان للممثلين السينمائيين أو الممثلات مساهمات أوسع ارتقت في بعض الأحيان إلى مستوى البطولات المطلقة، كما استطاع ممثلون فلسطينيون أمثال: أديب قدورة، يوسف حنا، غسان مطر، محمود سعيد، وبسام لطفي، البروز بشكل لافت في السينما السورية واللبنانية.

وفي الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1948، وبسبب الظروف، فقد بدأت السينما الفلسطينية عند مطلع الثمانينات، من خلال جهود فنانين من فلسطين المحتلة، استطاعوا الخروج للدراسة، أو العمل في أوروبا أو أمريكا، واستطاع البعض منهم توفير الدعم والتمويل من قبل شركات إنتاج سينمائي أو قنوات تلفزيونية أوروبية عملوا لها، فكانت تجربة المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي عام 1980 هي إشارة البداية، ولحظة الولادة الحقيقية للسينما الفلسطينية الجديدة.

ومن بين روادها: جورج خليفي، علي نصار، ناظم الشريدي، زياد درويش، حنا إلياس، سهير إسماعيل، نزيه دروزة، وعبد السلام شحادة، عمر قطان عزة الحسن، صبحي زبيدي،حنّا مصلح، إيزيدور، إيليا سليمان، رشيد مشهراوي، هاني أبو اسعد، محمد بكري ، نزار حسن، ليانة بدر، إياد الداوود، فجر يعقوب، باسل الخطيب، هشام كايد، عمر قطان، خليل المزين، الأخوين عرب وطرزان أبو ناصر.
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم