صحافة دولية

سوزان رايس تهاجم ترامب بمقال في نيويورك تايمز بسبب روسيا

رايس كانت تشغل مستشارة في البيت الأبيض سابقا- جيتي
رايس كانت تشغل مستشارة في البيت الأبيض سابقا- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، مقالا لمستشارة الأمن القومي السابقة، سوزان رايس، هاجمت فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كاشفة عن تفاصيل متعقلة بالتقارير التي تتحدث عن دعم روسيا لحركة طالبان.

 

وقالت رايس إنه في شهر شباط/ فبراير الماضي، وربما من أوائل آذار/ مارس عام 2019، كان لدى أمريكا معلومات قوية بأن خصما لدودا، هي روسيا، التزم بدفع أموال لمقاتلين مرتبطين بطالبان مقابل قتل عسكريين أمريكيين في أفغانستان. وقتل عدد من الجنود الأمريكيين كنتيجة لذلك، مضيفة أنه "حتى هذا اليوم لم يفعل الرئيس الأمريكي شيئا حيال هذا الأمر".


ولفتت إلى أنه "بدلا من موقف أمريكي، فقد رفض الرئيس ترامب المعلومات على أنها ليست معقولة وربما خدعة أخرى حول روسيا من الأخبار الكاذبة، بهدف تصوير الجمهوريين بصورة سيئة".


وزعم ترامب أنه ونائب الرئيس مايك بنس، لم يبلغا بهذه المعلومات الاستخبارية الخطيرة، قبل أن يتم نشرها في صحيفة "نيويورك تايمز".

 

اقرأ أيضا: مسؤول أمريكي: ترامب اطّلع على تقرير عن دعم روسي لطالبان

 

وقالت: "لو وضعنا جانبا سذاجة هذا الادعاء، فلماذا، عندما علم الرئيس بهذه المعلومات الخطيرة، لم يشجب علنا أي جهود روسية لقتل جنود أمريكيين، ويبحث عن خيارات لرد أمريكي معتبر؟". 


وأضافت: "كمستشارة أمن قومي سابقة، أجد من الصعب أن أصدق أن لا أحد أخبر الرئيس بهذه المعلومات".


وبحسب تقرير الصحيفة ذاته، فقد كانت هذه المعلومات موجودة في الإحاطة اليومية التي يقدمها كبار المسؤولين الأمنين للرئيس. وحتى لو كان الرئيس لا يهتم بقراءة الإحاطة اليومية، فيجب علينا أن نفترض أن غيره يفعلون، وفق قولها.

 

وتابعت: "إن كان كبار مستشاري الرئيس– روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي، وريتشارد غرينيل الذي ترك منصب القائم بأعمال مدير الاستخبارات القومية في أيار/ مايو، ووزير الدفاع مارك إسبر، وغيرهم، ظنوا أنه ليس من الضروري إخبار القائد العام بهذه المسألة المصيرية، فإنهم لا يستحقون المناصب التي يشغلونها".

 

اقرأ أيضا: البيت الأبيض: ترامب يقرأ تقارير الاستخبارات بانتظام

وقالت: "يدعي المسؤولون في البيت الأبيض أنه من غير الملائم إخبار الرئيس بهذه المعلومات حتى يتم التأكد من صحتها، ويتم التفكير بالرد المناسب. ومع ذلك، فإن الإدارة أخبرت الحكومة البريطانية وعقد مجلس الأمن القومي اجتماعا للوكالات المختلفة في آذار/ مارس لمناقشة المعلومات وتداعياتها".


وأكدت أن "هذا ما كان يجب فعله، فلو كنت أنا مستشارة الأمن القومي ووصلني حتى تقرير "خام" بأن روسيا تدفع مقابل قتل جنود أمريكيين، فكنت سأذهب مباشرة للبيت الأبيض لأحيط الرئيس علما بذلك".

 

وإضافت: "على عكس مستشاري البيت الأبيض اليوم، لم أكن لأنتظر حتى أتأكد بدون شك من الموضوع. وكنت لأقول: السيد الرئيس، أريد أن أتأكد أنك على علم بأن لدينا تقارير مقلقة بأن روسيا تدفع مالا لطالبان لقتل قواتنا في أفغانستان".

 

وقالت: "كنت سأعمل مع المخابرات للتأكد من صحة المعلومات. وحتى ذلك الحين سأجمع فريق الأمن القومي للحصول على بعض الخيارات لك للرد على هذا التصعيد الواضح في أفعال روسيا العدوانية".


وأشارت إلى أنه "إن قرر الرئيس بعد ذلك، كما فعل ترامب، أن يتصل مع الرئيس فلاديمير بوتين ست مرات على مدى الأسابيع التي تلت التقرير، وأن يدعوه لحضور قمة السبعة على الرغم من معارضة حلفائنا، كنت لأرفع العلم الأحمر، وأقول: السيد الرئيس؛ ليس هذا هو وقت منح بوتين غصن زيتون. إنه وقت معاقبته".


وهذا ما كان سيحصل في أي إدارة سابقة من أي من الحزبين، وفق قولها.


وتساءلت: "كون ذلك لم يحصل فهو أمر مقلق جدا ويثير الكثير من الأسئلة. فإن كان ترامب أخبر عن أفعال الروس، لماذا لم يرد؟ وإن لم يكن أخبر عنها، فلم لا؟ هل كبار مستشاريه فاقدون للأهلية تماما؟ هل يخشون نقل أخبار سيئة لترامب وبالذات حول روسيا؟ وهل يدير ترامب سياسة خارجية شاذة لا تمت بصلة إلى المصالح القومية الأمريكية؟ وإن كان كذلك فلماذا؟".


ورأت أن "هناك نمطا مستمرا يؤكد نزعة ترامب الغريبة لخدمة المصالح الروسية على حساب المصالح الأمريكية. تذكروا أنه خلال حملة انتخابات عام 2016 حث ترامب روسيا علنا على قرصنة رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية وأشاد بـ ويكيليكس لنشرها وثائق مسروقة". 

 

اقرأ أيضا: ترامب يكذّب تقريرا عن علمه بـ"مكافآت روسية لطالبان"

وقالت: "أنكر حينها أي تدخل روسي في انتخابات 2016، ثم صدق كلام بوتين في اجتماع هيلسنكي على حساب مخابراته وعرقل تحقيق مولر وشوه استنتاجاته. وقام ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا وسمح للقوات الروسية بأخذ القواعد الأمريكية".


ثم قام ترامب من جانب واحد بدعوة بوتين لحضور قمة السبعة، حركة أدت إلى قلب اجتماع المنظمة السنوي رأسا على عقب. بعد ذلك وبدون أي استشارة، أعلن ترامب عن قراره سحب حوالي ثلث القوات الأمريكية من ألمانيا – انسحاب مفاجئ وليس له تفسير ويضعف العلاقة الأمريكية الألمانية ويضر بحلف الناتو، ويفيد روسيا، بحسب تقديرها.


وتوصلت إلى أنه "أخيرا علمنا أن جهود الروس لقتل جنود أمريكيين بدم بارد لا تقلق هذا الرئيس. فترامب لا يعير اهتماما للمعلومات ويتجنب تحمل المسؤولية ويفشل في القيام بفعل – ولا حتى تسجيل احتجاج دبلوماسي. فالآن يعلم بوتين أن بإمكانه قتل الجنود الأمريكيين دون أن يحاسبه أحد".


وختمت بالقول: "فماذا علينا أن نستنج من كل هذا؟ في أحسن الأحوال يكون قائدنا العام مهملا جدا في واجباته ويترأس أمنا قوميا مختل الوظيفة يضع بلدنا وجنودنا في خطر شديد. وفي أسوأ الأحوال فإن البيت الأبيض يدار من كذابين وضعفاء يخدمون رئيسا دكتاتوريا يقوم بخدمة مصالح عدونا اللدود".

التعليقات (0)