صحافة دولية

الكشف عن مشروع إيراني لتطوير الصواريخ باستخدام الألمنيوم

تصر طهران منذ فترة طويلة على أن برنامجها الصاروخي يُستخدم فقط للأغراض الدفاعية- جيتي
تصر طهران منذ فترة طويلة على أن برنامجها الصاروخي يُستخدم فقط للأغراض الدفاعية- جيتي

شرت صحيفة" أتلايار" الإسبانية تقريرا سلطت فيه الضوء على الكشف عن استخدام طهران مسحوق الألمنيوم لتطوير برنامجها الصاروخي.


وقالت في تقرير ترجمته "عربي21 "، إنه على الرغم من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، فإن طهران عملت خلال السنوات الماضية على تطوير برنامجها الصاروخي في صحراء محافظة خراسان الشمالية باستخدام مسحوق الألمنيوم، وهو ما كشفه مسؤول سابق في الحكومة الإيرانية، ووثائق سرية اطلعت عليها وكالة رويترز.

وقد أكد أمير مقدم الذي شغل سابقا منصب رئيس العلاقات العامة ومندوب الشؤون البرلمانية في مكتب نائب الرئيس للشؤون التنفيذية، أن إيران بدأت بإنتاج المسحوق للاستخدام العسكري قبل أكثر من خمس سنوات. 

وقالت الصحيفة إن هذا التطور الجديد يأتي بعد أن تصاعد التوتر بشكل كبير بين واشنطن وطهران في السنوات الأخيرة، لا سيما في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وهو القرار الذي برّره الرئيس ترامب بعدم التزام إيران بتعهداتها.

وحسب الصحيفة، فإن تشديد العقوبات من الجانب الأمريكي، كان بمثابة الدافع للإيرانيين من أجل المضي قدما في تطوير برنامجهم الصاروخي.

ووفقا لإحدى الوثائق التي اطلعت عليها رويترز، يصف الضابط محمد طهراني مقدم في رسالة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، منشأة جاجرم بأنها "مشروع لإنتاج وقود الصواريخ من مسحوق معدني"، ويقول إنها تلعب دورا كبيرا في "تحسين قدرة البلاد على الاكتفاء الذاتي في إنتاج الوقود الصلب للصواريخ".

من جهته قال علي رضا مير يوسفي المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك: "ليست لدينا معلومات عن هذه الادعاءات ولا عن صحة الوثائق". وأضاف: "نحن نؤكد مجددا أن إيران ليست لديها أي نية لإنتاج رؤوس حربية أو صواريخ نووية".

 

اقرأ أيضا: "التايمز": إيران تنشر حاملة طائرات مقلدة لرفع معنوياتها

وتصر طهران منذ فترة طويلة على أن برنامجها الصاروخي يُستخدم فقط للأغراض الدفاعية.

وأوضحت الصحيفة أن الكشف عن هذه المنشأة، قد يؤدي إلى تصعيد التوتر بين البلدين، خاصة أن واشنطن شددت خلال الأشهر القليلة الماضية، تزامنا مع أزمة كورونا، عقوباتها ضد طهران. 

وأدت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران في 2018، والتي تحظر تصدير الألمنيوم، إلى إضعاف قطاع الطاقة الإيراني وقطاع المعادن بشكل كبير.

وصرّح متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية لوكالة رويترز أن الوزارة "تأخذ أي تقارير عن أي تصرف يحتمل أن يكون خاضعا للعقوبات على محمل الجد، وفي حين أننا لا نعلق على أي تحقيقات محتملة فنحن ملتزمون باستهداف أولئك الأشخاص الذين يدعمون النظام الإيراني وأنشطته الخبيثة في مختلف أنحاء العالم في إطار صلاحياتنا".

من جهته قال خوسيه لويس دياز المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة، إن "مجلس الأمن لم يوضح ما إذا كانت قدرة إيران على إنتاج مسحوق الألومنيوم للاستخدام الصاروخي تنتهك المعايير الدولية أم لا".

ويرى مايكل إيلمان مدير برنامج حظر الانتشار النووي بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، أن إنتاج مسحوق الألومنيوم للاستخدام الصاروخي سيتيح لإيران قدرة أكبر على التحكم في سلسلة الإمدادات وتحسين جودة منظومتها الصاروخية.

وقد عبّرت الحكومة البريطانية عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة، وقالت في بيان رسمي "لدينا مخاوف كبيرة وممتدة بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية الذي يزعزع استقرار المنطقة ويمثل تهديدا للأمن الإقليمي".

وأكدت الصحيفة أن هذه الاتهامات تأتي في فترة صعبة للغاية بالنسبة لإيران، حيث أنها واحدة من أكثر الدول تأثراً بفيروس كورونا في العالم، وهي تواجه الآن موجة جديدة بعد أن خففت القيود خلال الفترة الماضية.

لكن حسب الصحيفة، تبقى الأولوية القصوى للمجتمع الدولي هو منع إيران من تطوير برنامجها النووي، والحد من قدرتها على إنتاج الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية.

التعليقات (0)