صحافة دولية

إندبندنت: هكذا بدا دور المرتزقة في الحرب الأهلية بليبيا

جندت روسيا مرتزقة سوريين إلى جانب فاغنر للقتال مع حفتر- ذا صن
جندت روسيا مرتزقة سوريين إلى جانب فاغنر للقتال مع حفتر- ذا صن

نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا أشارت فيه إلى دور المرتزقة في الحرب الأهلية في ليبيا، ودور القناصة الروس في ترهونة قبيل السيطرة عليها من الجيش الليبي.

 

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن قناصة المرتزقة الروس، شكلوا هاجسا للجيش الليبي في ترهونة، بسبب دقتهم بإصابة الأهداف.

 

وأشارت إلى أن ترهونة أصبحت مفتاحا لهزيمة حفتر في الغرب الليبي، ومهدت لانسحاب مليشياته من أماكن أخرى.

 

وأضافت أن التحقيقات التي قامت بها الأمم المتحدة، كشفت وجود حوالي 1200 من المرتزقة الروس "فاغنر" تقاتل إلى جانب مليشيات حفتر.

 

وأشارت إلى أن محاولة حفتر الكارثية للسيطرة على العاصمة طرابلس، شكلت صورة عن الدور الذي لعب فيه المرتزقة في الفصل الأخير من الحرب الأهلية في ليبيا.

 

وفي التحقيق الذي أجرته الصحيفة على مدار شهر، قالت إن عمليات تجنيد المرتزقة تمتد من موسكو إلى دمشق وإدلب وإسطنبول.

 

ووفقا للصحيفة، فغن اللقاءات مع دبلوماسيين كشفت عن الحجة التي تدفع السوريين للقتال في ليبيا، والمشاركة في حرب غير حربهم.

 

اقرأ أيضا: "الوفاق" تكشف لـ"عربي21" كواليس هروب مرتزقة "فاغنر"
 

وأضافت أن المحاولة الكارثية للسيطرة على طرابلس بدأن في نيسان/ أبريل 2019، حيث كانت الأمم المتحدة تحضر لمؤتمر تجمع فيه الأطراف بمدينة غدامس الصحراوية، لكنه بدلا من الجلوس على طاولة المحادثات أرسل حفتر مقاتليه المدعومين من الروس والطيران الإماراتي للسيطرة على العاصمة.

 

وتابعت بأن الحرب في ليبيا تحولت بعد ذلك إلى نزاعات متعددة صار من الصعب معها معرفة طبيعة وعدد المقاتلين الأجانب، في وقت حذرت فيه مبعوثة الأمم المتحدة الشهر الماضي مجلس الأمن من "تدفق ضخم للسلاح والمعدات والمرتزقة" إلى ليبيا، رغم حظر تصدير السلاح إلى هذا البلد.

 

ولفتت إلى أن "فاغنر" أصبحت مصدرا للمال بدون حدود، وبدأ حفتر الحرب قويا من خلال الطائرات المسيرة الصينية الصنع "وينغ لونغ" والمقاتلات العسكرية وأنظمة الصواريخ الروسية "بانتسير" التي يعتقد دبلوماسيون أن الإمارات وفرتها له.

 

وأشارت إلى المرتزقة الروس ونحو ألفي سوري تم تجنيدهم من مناطق النظام السوري، وألف مرتزق من السودان، عملوا لصالح حفتر على الأرض، إلا أن ميزان الحرب تغير بدخول تركيا الحرب ومصادقة البرلمان التركي على الدعم العسكري لحكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج.

 

وأوضحت أن تركيا أرسلت بالإضافة لأعداد من قواتها، طائرتها المسيرة "بيرقدار تي بي 2"، ونظام "كوركت" الدفاعي الجوي وثلاث فرقاطات، حيث خلقت سياجا جويا لحماية العاصمة ومصراتة، وقامت إلى جانب ذلك بتجنيد سوريين للقتال لصالح حكومة الوفاق.

 

وأكدت الصحيفة أن هناك زيادة في تجنيد المرتزقة السوريين من مناطق النظام السوري لصالح حفتر بالآونة الأخيرة، ونقلت عن سكان في الجنوب الليبي رؤيتهم لمرتزقة سودانيين على شاحنات صغيرة مروا من مرزوق في طريقهم للجبهات مع حفتر.

 

وذكرت أن بعض المقاتلين السوريين وافقوا على الذهاب إلى ليبيا، إما لأن المال جيد أو لأنها فرصة للهروب إلى أوروبا.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن حفتر اكتشف خسارته للحرب، خاصة أن قوات الوفاق كانت تستعيد مدنا ومناطق، ومن هنا بدأ داعمو حفتر يبحثون عن مقاتلين في سوريا، وافتتحت الإدارة في منطقة شرق ليبيا سفارة في دمشق حيث أعلنت عن عزمها على مواجهة تركيا بدعم من بشار الأسد.

 

وتابعت بأن الكرملين أرسل أشخاص يعملون في شركات تعهد أمني إلى درعا ودوما والسويداء وإقناع المقاتلين للدفاع عن حفتر، ويعتقد محققو الأمم المتحدة أن 33 رحلة لشركة طيران شام وصلت من دمشق إلى بنغازي في الفترة 1 كانون الأول/ يناير – 10 آذار/ مارس، تحمل مقاتلين سوريين.

 

وكشف التحقيق أن رجالا روسا أرسلوا بداية هذا العام إلى دوما وعرضوا 800 دولار شهريا لكل مقاتل وبوعود بالزيادة إلى ألف دولار، ثم انتقلوا إلى جيوب في السويداء التي تعيش فيها طائفة درزية ثم إلى درعا قريبا من الحدود مع الأردن.

 

ولفتت إلى أنه كان من السهل إقناع السوريين بدرعا وهم مقاتلون سابقون، بالقتال إلى جانب حفتر، حيث كان المقاتل منهم يحصل على 30 دولارا في الشهر، وكانوا يتعرضون لمضايقات النظام وأجهزته الأمنية التي كانت تضع قيودا على حركتهم.

 

اقرأ أيضا: "الفاغنر" يعودون إلى الواجهة.. ويفخخون المنازل في سرت
 

ونقلت الصحيفة عن الناشط عمران مسالمة من درعا، أن "فاغنر" لم تعد بـ 1200 لكل مقاتل، بل وقف المضايقات، وقيل لهم إن المهمة هي تأمين حقول النفط ومنشآت الروس، ولو وافقوا فستتوقف المضايقات".

 

ولفتت إلى أن محاولات التجنيد في جنوب حماة، ودير الزور وحمص، استمرت حتى بعد خسارة حفتر لقاعدة الوطية، وقالت مصادر إن الروس وجدوا صعوبة في إقناع أحد في جنوب حماة، وأشاروا إلى 11 رحلة جوية لطيران شام من القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية إلى شرق ليبيا.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات ظلت مستمرة في القواعد العسكرية التابعة لحفتر الذي لم يكن يستمع للنصيحة خاصة من المستشارين الأجانب، وقال مسؤول إن الجنرال وطاقمه لم يكونوا يعرفون بقواعد الحرب الحديثة، ولهذا السبب زادت الخلافات مع مرتزقة "فاغنر".

 

ونوهت إلى أن المرتزقة الروس ظهروا في ليبيا أول مرة عام 2018، حيث كانوا يصلحون العربات، ومعظمهم مجموعات يطلق عليها "بلاكووتر روسيا".

 

وأوضحت أن "فاغنر"، هو اسم جامع يشير لعدد من الشركات الأمنية الخاصة، والتي ظهرت في السنوات الأخيرة، ولها علاقات مع وزارة الدفاع الروسية، وظهرت عام 2014 أثناء الحرب في أوكرانيا ثم نشر مقاتلوها في سوريا، وتعرضت لضربة في شباط/ فبراير 2018 عندما دخلت في معركة مع الجنود الأمريكيين شرق سوريا وقتل عدد من مقاتليها.

 

وأضافت الصحيفة، أن محققي الأمم المتحدة، أشاروا إلى أن هناك عددا من الشركات الصغيرة مثل "فاغنر"، تعمل في ليبيا، موضحة أن "فاغنر"، ظهروا أولا في غرب ليبيا في أيلول/ سبتمبر 2019، وهناك إمكانية لنشر قوات روسية مع حفتر للعب دور استشاري.

 

ولفتت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتهم أبو ظبي بتمويل "فاغنر" في ليبيا، واتهم محققو الأمم المتحدة الإمارات بتوفير الدعم المادي لحفتر، وقالت لجنة خبراء عام 2017 إن الإمارات أرسلت طائرات مسيرة وعربات مصفحة ومروحيات عسكرية.

 

وأشارت الصحيفة، إلى أن داعمي حفتر توصلوا إلى أن السيطرة على طرابلس ليست بالأمر السهل، وأن "وضع مزيج من المتعهدين الأمنيين لن يقود حفتر إلى النصر".

التعليقات (0)

خبر عاجل