سياسة دولية

أمريكيون يشيّعون فلويد.. والكشف عن إصابته بكورونا (شاهد)

شهدت المراسم صمت الحضور لما يقرب من 9 دقائق وهي المدة التي شهدت عملية اعتقال فلويد وقتله- جيتي
شهدت المراسم صمت الحضور لما يقرب من 9 دقائق وهي المدة التي شهدت عملية اعتقال فلويد وقتله- جيتي

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس، مراسم تشييع جنازة جورج فلويد، الأمريكي من أصول أفريقية الذي قتل قبل أكثر من أسبوع على يد شرطي أبيض، ما فجّر موجة احتجاج كبيرة ضد العنصرية في البلاد، فيما كشف تقرير عن تشخيص إصابته بفيروس كورونا المستجد قبل وفاته.


ونظمت مراسم تشييع الجنازة في حرم جامعة "نورث سنترال" بمدينة منيابوليس بولاية مينيسوتا (شمالا)، التي قتل فيها فلويد، وذلك بحضور المئات، من ضمنهم عائلته وأقاربه، وأصدقاؤه وقادة سياسيون ودينيون.

 

وقال فيلونيس فلويد، أحد أشقاء فلويد، في مراسم تأبين بكنيسة في جامعة نورث سنترال بمدينة مينيسوتا: "الكل يريد العدالة، نريد العدالة لجورج، وسوف يحصل عليها".


وأضاف فيلونيس، الذي كان يرتدي سترة داكنة ويضع شارة عليها صورة لأخيه وعبارة "لا أستطيع التنفس": "إنه لأمر عجيب.. جاء كل هؤلاء الناس لرؤية أخي، مدهش كيف لمس قلوب الكثيرين".


وحرصت وسائل الإعلام الأمريكية على نقل مراسم تشييع الجنازة مباشرة، وأظهرت المقاطع قيام رئيس شرطة المدينة المذكورة، ميداريا أرادوندو، بالانحناء راكعا أمام العربة التي كانت تحمل نعش فلويد وهي تقترب من المبنى الذي أقيمت به المراسم.

 

وقال بن كرامب وهو محام عن أسرة فلويد خلال المراسم "سيتطلب الأمر جهدا موحدا داخل قاعة المحكمة وخارجها لتحقيق العدالة لجورج فلويد".

وبعد وضعه في نعش ذهبي، تكريما له، بدأت مراسم تأبين فلويد الذي قتل في 25 مايو/ أيار الماضي على يد شرطي أمريكي، ما تسبب مقتله في اندلاع احتجاجات واسعة في جميع الولايات الأمريكية.


وقاد مراسم الدفن القس آل شاربتون، وهو معلق سياسي وناشط في مجال الحقوق المدنية. وبدت نبرة شاربتون متفائلة في مطلع خطابه، حيث أشاد بوحدة المتظاهرين في الشارع.


وقال شاربتون، في حديث لقناة MSNBC، إنه ابتهج لرؤية أعداد متزايدة من الأمريكيين من مختلف الأعراق والمراحل العمرية وهم يقفون معا، يسيرون معا، ويرفعون صوتهم عاليا، وأضاف: "نحن على أعتاب نقطة تحول".

 

وقال: "لقد غيرت العالم يا جورج"، وأضاف "أميركا، هذا هو الوقت للتعامل مع المحاسبة في نظام العدالة الجنائي".


وشهدت المراسم صمت الحضور لما يقرب من 9 دقائق، وهي المدة التي شهدت عملية اعتقال فلويد ومقتله على يد الشرطي.

 

مصاب بكورونا

أظهر تشريح جثة فلويد أنه كان مصابا بفيروس كورونا، لكن العدوى لم تسجل على أنها عامل ساهم في موته.

والسبب الرسمي للوفاة الذي يرد في تقرير من 20 صفحة نشره مكتب الطبيب الشرعي بمقاطعة هنيبين أمس الأربعاء، هو توقف القلب والرئتين، بينما كانت الشرطة تكبل فلويد أثناء إلقاء القبض عليه.

اقرأ أيضا: فيديو جديد لاعتقال الشرطة أمريكيا أسود بطريقة فلويد ذاتها

واعتبر الطبيب الشرعي أن طريقة موته كانت جريمة قتل. وأقيل أربعة من أفراد الشرطة من عملهم؛ بسبب دورهم في الواقعة التي سجلها أحد المارة على هاتفه المحمول، وهم محتجزون بتهم جنائية، وأحدهم متهم بالقتل.

وأظهر الفيديو شرطيا يضغط بركبته لتسع دقائق تقريبا على رقبة فلويد (46 عاما) وهو ملقى على الأرض، ويلهث لالتقاط أنفاسه، ويئن قائلا "أرجوك، لا أستطيع التنفس". وأُعلنت وفاة فلويد في المستشفى بعد ذلك بوقت قصير.

 

وأورد تقرير تشريح الجثة أن وفاة فلويد نجمت عن حدوث أزمة قلبية رئوية. وأشار أيضا إلى "مضاعفات ناجمة عن إخضاعه على يد قوة إنفاذ القانون والضغط على العنق".

وأشار التقرير أيضا إلى أن نتيجة فحص مسحة الأنف الذي أجري لفلويد بعد موته للكشف عن فيروس كورونا جاءت إيجابية، وأن فحصا أظهر أيضا إصابته بالفيروس في الثالث من  نيسان/ أبريل، أي قبل نحو ثمانية أسابيع من وفاته.

انحسار للمظاهرات

 

وفي مدينة نيويورك حرص المحتجون على المشاركة في احتجاجاتهم مرتدين أطقم رسمية على سبيل إظهار الاحترام والتقدير لفلويد، كما أخذوا يرددون هتافات منددة بعمدة المدينة، بيل دي بلاسيو.


المحتجون الذي أعربوا عن رفضهم لتدخل الشرطة ضد المحتجين بعد فرض حظر التجوال الأربعاء، طالبوا كذلك باستقالة عمدة المدينة الذي احتشد أمام منزله عدد من المحتجين وهم يرددون هتافات مناهضة له.

 

وكان من اللافت في سماء المدينة تحليق عدد كبير من المروحيات في إطار التدابير الأمنية التي تتخذها السلطات المحلية لمواجهة الاحتجاجات.

 

ومنذ مقتل فلويد خرج عشرات الآلاف في المدن الأمريكية في تظاهرات كبرى، متحدين حظر التجول الذي فُرض في أكثر من ولاية للتعامل مع حوادث السرقة والتخريب التي شابت التظاهرت في بعض المناطق.

 

وانحسرت في الساعات الأولى من صباح الخميس الاحتجاجات، بعد أن وجه ممثلو الادعاء العام اتهامات جنائية جديدة لضباط شرطة مدينة منيابوليس الأربعة في القتل.


ومن أبرزها تهمة القتل من الدرجة الثانية بحق ضابط الشرطة ديريك شوفين والذي ظهر في مقطع الفيديو وهو يضغط على عنق فلويد لأكثر من 8 دقائق والأخير يصرخ: "لا أستطيع التنفس".

 

وقلصت عدة مدن كبرى حظر التجول أو رفعته بعد أن ظل مفروضا لعدة أيام. لكن لم يكن الوضع هادئا في كل مكان. 

 

اقرأ أيضا"لا أستطيع التنفس" تحلق في سماء مدن أمريكية (شاهد)

 

التعليقات (0)