صحافة إسرائيلية

خبير أمني إسرائيلي يكشف كيفية اتخاذ قرار الاغتيالات وتنفيذها

ميلمان: الإخفاق الأكثر بؤسا حصل للموساد في إمارة دبي لدى اغتيال محمود المبحوح القائد العسكري لحماس في 2010- تويتر
ميلمان: الإخفاق الأكثر بؤسا حصل للموساد في إمارة دبي لدى اغتيال محمود المبحوح القائد العسكري لحماس في 2010- تويتر

كشف خبير أمني إسرائيلي عن "جوانب جديدة من سلسلة عمليات الاغتيال التي نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي في سنوات سابقة، وتأثيرها على المنظمات المعادية لإسرائيل، والأخطاء التي رافقت هذه الاغتيالات، فضلا عن الإنجازات التي حققتها".


وزعم يوسي ميلمان، وثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، في تقرير مطول نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، أن "المخابرات الإسرائيلية تقع في المكان الخامس بين أجهزة الأمن العالمية، لأنها شعرت منذ اليوم الأول لتأسيسها أنها تحت الحصار، ويحيط بها الأعداء، وتحتاج للعمل بطرق معقدة وجريئة، لتحمل مخاطر أكثر من غيرها من أجهزة الاستخبارات الدولية".


وأضاف ميلمان، 69 عاما مؤلف كتاب "جواسيس غير مثاليين"، وهو معلق عسكري حائز على جائزة سوكولوف، أن "الاستخبارات الإسرائيلية اليوم لديها العديد من العاملين والتكنولوجيا المتقدمة، وفي الوقت ذاته صاحبتها العديد من الإخفاقات والأخطاء، وتأثرت قدراتها الأمنية بالقوى القتالية المرافقة لها، وبأفلام التجسس، وأظهرت أفكارا خادعة وغير حقيقية".


وأوضح أن "الإخفاق الأكثر بؤسا حصل للموساد في إمارة دبي لدى اغتيال محمود المبحوح القائد العسكري لحماس في 2010، الأمر الذي يؤكد أن المخابرات الإسرائيلية لا تخلو من الأخطاء، أفرادها ليسوا خارقين".


وأشار إلى أن "القضاء على عماد مغنية في 2008 يعتبر نجاحا يصعب إخفاؤه، باعتباره قتلا لأهم عدو لإسرائيل، فهو ذراع حسن نصر الله اليمنى، باني جيشه، منسق عمليات قاسم سليماني وإيران، ولعل اغتياله شكل العملية الوحيدة التي أدارها جهاز الموساد ووكالة المخابرات المركزية".


وكشف النقاب أنه "في عام 2000، حين كان إيهود باراك رئيسا للوزراء، سنحت فرصة ذهبية للقضاء على مغنية، لكنه خشي أن تشتعل الحدود بعد مغادرته لبنان عقب انسحابه منه في صيف العام ذاته، ولذلك لم يعط آنذاك الضوء الأخضر لتنفيذ الاغتيال، ثم جاءت الفرصة التالية بعد 8 سنوات، حيث سافر مغنية كثيرا إلى دمشق، وبجانب الاجتماعات التي يعقدها، كانت لديه شقة شخصية، على بعد 75 مترا من مدرسة للبنات".


وأضاف أن "الرئيس الأمريكي جورج بوش وافق على الاغتيال شرط عدم وقوع أضرار جانبية، وتم تقليص وقت التنفيذ بعد ساعات من إغلاق المدرسة، كانت السيارة المحطمة في مكانها بالفعل، بعد أن كان في الشقة المذكورة ثلاث من الشخصيات المحورية، بينهم عماد مغنية وقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ومحمد سليمان اليد اليمنى لبشار الأسد، المسؤول عن محاولة إنشاء المفاعل النووي في سوريا".


وأوضح أن "ممثل وكالة المخابرات المركزية جلس بجانب قادة الموساد، رأوا الكاميرات، ونقلت المعاينة حينها إلى الرئيس الأمريكي الذي لم يرسل موافقته على الاغتيال، وبعد دقائق، غادر سليمان وسليماني المكان، حينها تم إعطاء الأمر بالتنفيذ، بعد ستة أشهر، جاء دور سليمان ذاته، حيث اصطاده القناصون الذين نزلوا من غواصة، وقتلوه بينما كان يجلس مع عائلته على شرفة منزله على الساحل السوري".


الكاتب يكشف "أحد أسرار الاغتيالات المخفية المتعلقة بالقائد العسكري لحزب الله، مصطفى بدر الدين ، الذي قاد عملياته في سوريا، وتكبده خسائر فادحة عقب اندلاع حربها منذ 2011، حينها أظهر بدر الدين تمردا على الأوامر الإيرانية، وسعى لتقليل تورط الحزب في القتال من أجل الأسد، والتقى مع سليماني بمطار دمشق، وبعد دقائق قليلة من مغادرة الأخير للمكان، جاءت فرقة الاغتيال، وأرسلت بدر الدين لعالم جديد".


وأشار إلى أنه "بالنسبة لاغتيال سليماني من قبل الأمريكيين، فإن الاغتيالات هي العملية الأكثر تعقيدا أمام جهاز الأمن، لأنها تزن التكلفة مقابل المنفعة، ومسألة مهمة تواجه صانع القرار قبيل الاغتيال، وهي فرضية من سيحل محله بعد الاغتيال، واجهنا ذلك لدى محاولات القضاء على حسن نصر الله منذ أن سيطر على الحزب، سنحت فرص للقضاء عليه، ولم نستطع، وتوفرت مناسبات أخرى استطعنا فيها اغتياله، لكننا لم نقتنع بذلك".


وأكد أن "هناك اغتيالات في تاريخ المخابرات الإسرائيلية توصف بأنها "قتلت الرجل، ودمرت التنظيم"، هذا حصل مع اغتيال زهير محسن، الذي أسس منظمة فلسطينية موالية لسوريا، وتم اغتياله بفرنسا عام 1979، ثم توقف التنظيم عن عملياته بعد قتله، وتكرر الأمر بعد اغتيال فتحي الشقاقي زعيم الجهاد الإسلامي، الذي أدى مقتله لحدوث شلل في التنظيم لفترة طويلة، واستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتعافى".


وختم بالقول إن "من مهام المخابرات الإسرائيلية بجانب الاغتيالات، المسؤولية عن سلامة يهود الشتات، وتهجير يهود اليمن في التسعينات، واليهود الإثيوبيين عبر السودان، وحماية المجتمعات اليهودية في مختلف البلدان، هذا جزء مهم وحساس من النشاط الاستخباري".

1
التعليقات (1)
قناص!
الأحد، 24-05-2020 07:13 ص
انا اتفه من اسرائيل واجبن منها لم ترى عيني!! وهل عمليات القرصنة تسمى شجاعة!!!؟؟؟ الاغتيالات اسلوب الضعفاء والمجابهة اسلوب الشجعان واسرائيل هيا كيان غدار جبان واداة بيد الغرب لاضعاف العرب