قضايا وآراء

رجال الاقتصاد الوطني!

1300x600
1300x600
تُعنى مؤسسة كابجيميني الاستشارية بالمعلومات وتُصدر كل عام تقريرا عن الأغنياء في العالم، أو بالأحرى المليونيرات في العالم، وعلى الرغم من زيادة الفقر في العالم إلا أن المؤسسة أكدت أن المليونيرات في العالم يتزايدون. وفي آخر تقرير لكابجيميني أفاد بأن عدد المليونيرات في العالم ارتفع بنحو ثمانية في المئة العام الماضي إلى 16.5 مليون مليونير حول العالم، وهو أعلى مستوى على الإطلاق حتى الآن، وقدرت المؤسسة ثروات مليونيرات العالم بـــ63.5 تريليون دولار.

تُعرف المؤسسة الأغنياء من أصحاب الأصول المرتفعة بأنهم من تزيد أصولهم القابلة للاستثمار على مليون دولار، ولا يحسب في ذلك مقر الإقامة الرئيسي والمقتنيات والسلع الاستهلاكية، بما يعني أن أموال المليونير صافية دون الأموال المستهلكة.

وفي إحصاء لأشهر 10 رجال أعمال مصريين أجراه موقع فوربس جاء من بينهم كل من: ناصف ساويرس، صاحب شركة أوراسكوم للإنشاءات والذي يمتلك هو والعائلة استثمارات في أوروبا بقيمة 5.3 مليار يورو تدور في أنشطة مختلفة منها نواد رياضية وشركات أسمدة وصناعات كيماوية. وبحسب التقديرات فإن ثروة ناصف ساويرس تبلغ 7.9 مليار دولار. عائلة ساويرس استحوذت على نصيب الأسد في ترتيب المليارديرات في مصر، حيث جاء سميح ساويرس في المرتبة الثانية، وهو صاحب شركة أوراسكوم للفنادق والتي تمتلك 35 فندقا في مصر والإمارات وعمان وسويسرا، بالإضافة إلى أسهمها في مجموعة رايفايزن للسياحة وهي مجموعة شركات تضم شركة أوتو ريسلاند، وتوماس كوك بالإضافة إلى 700 وكالة سفر خاصة، تدر أرباحا سنوية تقدر بــ3.5 مليار يورو سنويا، وتقدر ثروة سميح ساويرس بنحو 1.1 مليار دولار. أما نجيب ساويرس الذي يمتلك شركة أوراسكوم للاتصالات، فتقدر ثروته بنحو أربعة مليارات دولار، بحسب تقرير وكالة روسيا اليوم. وبحسب نفس التقرير فإن ثروة والد المليونيرات الثلاثة السابق ذكرهم؛ أنسي ساويرس تقدر بــ1.2 مليار دولار.

ويدخل في سباق المليونيرات حامد الشيتي، رئيس مجلس إدارة شركة ترفكو، التي تتعدى قيمة أسهمها الــ10 مليارات جنيه. ويدخل معهم علاء عرفة، رئيس مجموعة العرفة، والذي يمتلك سلاسل المجموعة الإنجليزية "بيرد"، والشركة السويسرية للملابس الجاهزة، والتي تصدر لأوروبا بما يقدر بــ94.4 مليون دولار سنويا، وغيرهم من رجال أعمال مصر الأشهر ممن قدر تقرير وكالة روسيا اليوم مجموع ثرواتهم بــ21.9 مليار دولار، بما يعادل نصف احتياطي مصر الأجنبي.

الغريب في ما ذكر أن هؤلاء يملأون الدنيا صراخا بعد أن قررت الحكومة فرض الحجر الصحي ومنع العمال من النزول في تجمعات، تحجيما لانتشار فيروس كورونا القاتل. فتصريحات كل من ساويرس وغبور وصبور جاءت صادمة ليس للمصريين فقط بل للإنسانية جمعاء، لما احتوت على أنانية مفرطة، نظر كل منهم فيها لمصلحته الشخصية دون النظر إلى حياة الناس. فيقول صبور في تصريحاته مع إحدى الصحف المحلية في مصر بالنص: "إن الدولة ضعيفة اقتصاديا ولا بد من العودة للعمل فورا، حتى لو تسبب ذلك في زيادة عدد الإصابات وعدم كفاية المستشفيات لتلك الأعداد، وليس من الضروري أن يُعالج الجميع وإذا مات بعض المصريين فذلك أفضل من إفلاس الدولة".

ووافقه نجيب ساويرس في طلبه بأن تلغي الدولة حظر التجوال وتعيد العمال إلى أعمالهم تجنبا للخسائر الاقتصادية.

وفيما طالب البعض رجال الأعمال بالاضطلاع بدورهم الإنساني والوطني والتكافلي تجاه عمالهم والفقراء في الوطن، كان الرفض قاطعا منهم. ففي تصريح للمهندس حسين غبور لإحدى الصحف عندما سئل عن هذا الأمر، قال بالنص: "أبقى أنا محتاج فلوس وحد يقولي تعالى اتبرع.. طبعا آسف مش هينفع"، فيما قال علي عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين: "العامل يجب أن يتنازل عن جزء من راتبه حتى لا تفلس الشركات"، هذا هو مفهوم رجال الأعمال الذين يصفهم النظام بالوطنيين ويقربهم.

اللافت أن هؤلاء الذين يملكون استثمارات في أوروبا لا يجرؤون على أن يتلفظوا بمثل تلك الكلمات وهذا التحدي السافر لأبناء وطنهم مع عمالهم في أوروبا. والأمر يتعلق في النظام الحاكم في تلك الدول، فالدولة والمنظمات العمالية بالمرصاد لهؤلاء، أما وأن رب البيت بالدف ضارب فشيمة رجال الأعمال الهجر والصد.. ولا عزاء لفقراء مصر.
0
التعليقات (0)