اقتصاد دولي

مجلة إسبانية: ما هو اقتصاد الحرب وما هو دوره؟

يتحتم على المجتمعات أن تدفع ثمن الحرب - جيتي
يتحتم على المجتمعات أن تدفع ثمن الحرب - جيتي

نشرت مجلة "موي نغوثيوس أي ايكونوميا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن إمكانية تغيير الحكومات والدول النموذج الاقتصادي لمجتمعاتها، حتى تحقق الانتصار في مواجهة صراع معين.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن صراعًا شبيهًا بالحرب من شأنه أن يدفع مختلف أصناف المجتمع الذي يعاني منه إلى التكيف مع الوضع، ليس فقط لأنه ينبغي إرسال الجنود إلى الجبهة وإنما يتحتم أيضا على المجتمعات أن تدفع ثمن ذلك أيضا.

 

وفي تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي، قال نيكولاس مولدر إنه "عندما يغير المجتمع خطواته تجاه موقف الحرب، فإن ذلك لا يساعد في التغلب على الأزمة فحسب وإنما يساهم في تغييره إلى الأبد". لكن ما هو اقتصاد الحرب؟ ومتى تم استخدامه؟ وما هي التغييرات التي يحدثها على المجتمع؟

وأوضحت المجلة أن التعريف الأوسع لاقتصاد الحرب قائم على النموذج الاقتصادي الذي يتم إرساؤه في المجتمع من أجل التعامل مع النزاعات المسلحة بشكل عام. يفيد الاستدلال على هذه النماذج إلى أمور كثيرة، على غرار تغير الإنتاجية، طلب تقديم التضحيات من قبل المواطنين في حياتهم اليومية والتوصل إلى إصلاحات سياسية.  وعند الحديث عن اقتصاد الحرب، تشير الحكومة أو القادة السياسيون إلى تركيز جميع الجهود الاقتصادية وإطلاق تعبئة عامة للمجتمع لدعم المجهود الحربي، ليس فقط توفير الجنود في الجبهة وإنما تعزيز الإنتاج أيضا.

وأشارت المجلة إلى أن هذه التغييرات تعتمد كثيرًا على الدور الذي تلعبه الدولة في مواجهة الصراع وبالقرب من الجبهة. والهدف من ذلك هو حسن إدارة الاقتصاد بحيث ينتهي بك المطاف بالفوز في الصراع دون تجاهل السكان. في هذا السياق، تميل السلطات إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي كخطوة أولى، سواء على الصعيد العسكري أو الموارد. وقد قدمت بريطانيا العظمى خلال المرحلة الأولى من الحرب العالمية الثانية مثالا جيدا يحتذى به، عندما اضطربت التجارة الأمريكية بسبب حرب الغواصات التي طورتها ألمانيا.

 

اقرأ أيضا: 6 ملايين عاطل عن العمل في الولايات المتحدة بأسبوع

إذا كنت بعيدًا عن الجبهة، كما حدث للأمريكيين في نفس الحرب، عادة ما تستدعي الحرب الاقتصادية تدخلًا أكبر من الدولة وذلك لتركيز وتوجيه الجهود الاقتصادية للحصول على أقصى عائد عسكري في ساحة المعركة.

وبينت المجلة أنه خلال إنشاء اقتصاد الحرب، من الطبيعي تغيير ما تنتجه المصانع أو التركيز على الإنتاج الزراعي أو فرض ضرائب جديدة. وقد تختار بعض الحكومات إصدار سندات خاصة للدولة يمكن للمواطنين بموجبها تقديم الأموال إلى الدولة مباشرةً مقابل فائدة صغيرة يمكن استردادها عند انتهاء الحرب.

وأوردت المجلة أن الأستاذ في جامعة تكساس جيمس. ك.غالبريث، كتب في سنة 2001 بعد هجمات 11 من أيلول/ سبتمبر أنه "في اقتصاد الحرب، يقوم الالتزام العام على القيام" بكل ما يلزم "لدعم الجهد العسكري وحماية جبهة الدفاع عن التراب الوطني، وبشكل خاص، الحفاظ على الأمن المادي والتضامني والأخلاقي للسكان".

هل اقتصاد الحرب مفيد؟


في حين يرى البعض مثل سيمور ميلمان أن الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية "ازدهرت فيها الأعمال التجارية، وظهرت فرص اقتصادية مهمة، وتحسنت الظروف المعيشية، كما ولدت الحرب أموالا لكل من شارك في المجهود الحربي"، فإن البعض الآخر لا يتفق مع هذا الرأي.

حسب البنك السويسري آي جي: "قد تخرُج الدول التي اتبعت الاقتصاد الحربي من الصراع باقتصاد أقوى مما كانت عليه قبل الحرب، مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وكوريا الجنوبية بعد الحرب الكورية".

وأفادت المجلة بأن الخبير الاقتصادي الفرنسي جان بابتيست ساي ادعى في أوائل القرن التاسع عشر أن تكاليف الحرب تكون دائمًا أعلى من المكاسب المباشرة. وقد استند ادعاء ساي إلى حقيقة أن المدنيين والعسكريين الذين لقوا حتفهم في الحرب كانوا ليجنوا ثروة طائلة طوال حياتهم لو بقوا على قيد الحياة، وذلك من العائد الاقتصادي الذي يمكن الحصول عليه من الحرب.

التعليقات (0)