هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "فورميكي" الإيطالية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على زيارة حفتر لفرنسا ولقائه بالرئيس الفرنسي، وهدف كلا الطرفين من هذا اللقاء.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إنّ ماكرون يحاول شق طريقه إلى ملف ليبيا مستفيدًا من إنشغال إيطاليا بإدارة أزمة فيروس كورونا.
وأشارت المجلة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد استضاف خليفة حفتر في باريس لحضور اجتماع حول تطور الأزمة الليبية التي تسبب فيها حفتر نفسه في 4 نيسان/أبريل من السنة الماضية، بشّنه هجوما ضد طرابلس من أجل الإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليا والاستيلاء على السلطة.
ونقلت المجلة عن وكالة نوفا للأخبار أنه وفقًا للمعلومات التي نشرتها مصادر مقربة من الجنرال الليبي، سيعود حفتر إلى بنغازي محملا "بسلسلة من الاتفاقيات العسكرية والأمنية في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ". وفي تعليقه للمجلة، قال أرتورو فارفالي، أحد الخبراء البارزين في المسرح الليبي، إنّه يعتقد أنها في الغالب دعاية "حفترية" لأنه لا يمكن لفرنسا إضفاء الطابع الرسمي على أي شيء مع حفتر ولن يكون الفرنسيون سذّجا لهذه الدرجة للقيام بذلك.
اقرأ أيضا: حفتر بباريس دون إعلان مسبق.. أكد لماكرون استعداده للهدنة
ولفتت المجلة أن فرنسا أظهرت في السنوات الماضية موقفًا غامضًا بشأن الملف الليبي. من ناحية، كانت تدعم رسمياً المسار الذي أطلقته الأمم المتحدة مع حكومة طرابلس، ومن ناحية أخرى أعطت مساحات سياسية ودبلوماسية لحفتر، كما قدمت المساعدة العسكرية له منذ سنة 2016، عندما وقع العثور على جثث ووثائق ثلاثة من عملاء جهاز الاستخبارات الخارجي بين حطام طائرة هليكوبتر تابعة لقوات حفتر أسقطها ثوار بنغازي في أجدابيا. واتضح فيما بعد أنهم عملوا كمستشارين عسكريين لحفتر.
وأضافت المجلة أن هذه السياسة استمرت بحذر وثبات أيضًا خلال المعركة الحالية حول طرابلس. وفي هذا الصدد، عُثر في غريان، شرق طرابلس، خلال الصيف على صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدبابات والتي بيعت إلى الفرنسيين، في موقع تستخدمه قوات حفتر كنقطة تكتيكية للحملة ضد العاصمة.
ويضيف فارفيلي أنه "من الواضح أن تلك التفاهمات والتعاونات يمكن أن تكون حقيقية، حتى لو كانت غير رسمية، لكن علينا أن نفكر أن فرنسا تتحرك كقوة وسطى وتستخدم ممرات معينة مثل مقابلة حفتر للتحضير لتحركات أكبر. على سبيل المثال، لقاء اليوم هو أيضًا رسالة إلى رجب طيب أردوغان".
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي كان في بروكسل للحديث عن أزمة المهاجرين التي أثارها الهجوم الروسي السوري على إدلب، حيث تولت أنقرة مؤخرًا دور المدافع عن طرابلس وقدّمت الدعم العسكري للقوات التي تقاتل ضد حفتر.
وأوضح فارفيلي أن كما هو الحال دائمًا، تحاول باريس لعب أوراقها عن طريق الاستفادة من الضعف الإيطالي، باستغلال أزمة فيروس كورونا التي تواجهها البلاد. كذلك، فإن بإمكانها نقل بعض الديناميكيات لأنها، على عكس روما، تثبت حضورها باستمرار وتستطيع إبراز القوة السياسية والعسكرية في عدة ملفات في نفس الوقت.
وشدد المجلة على أن قضية الفيروس تسبب مشاكل أيضًا فيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية. ففي الأيام الأخيرة، كان من المقرر عقد اجتماع للنظام الدبلوماسي الثنائي بين فرنسا وألمانيا ووقع تشريك إيطاليا فيه فقط فيما يتعلق بالملف الليبي، ولكن تأجّل الاجتماع في وزارة الخارجية الإيطالية إلى موعد لاحق لأن المسؤولين الفرنسيين والألمان ليس لديهم تصريح سفر إلى إيطاليا، وفقا للمصادر المتاحة.
اقرأ أيضا: حفتر يلتقي ميركل في برلين لبحث تثبيت وقف إطلاق النار
ونوهت المجلة إلى أن الأزمة الليبية لا تزال عالقة منذ مؤتمر برلين الذي أقّر وقفًا ضعيفًا لإطلاق النار. وحسب قول فارفيلي: "لم يكن هناك تقدم سياسي، والنقطة الإيجابية الوحيدة هي أنه في الأيام القليلة الماضية، تراجعت انتهاكات الهدنة. ويعود ذلك إلى حقيقة مفادها أن تركيا وروسيا منخرطتان في ملفات أخرى (سوريا)، وأن الإمارات خففت قليلاً من دعمها لحفتر".
وجدد حفتر خلال اللقاء التزامه بوقف إطلاق النار، مشددا على أنه يحتفظ بحق إعادة تشغيل الأسلحة إذا تعرض للهجوم من قبل طرابلس، وهو موقف استخدمه بالفعل عدة مرات. لذلك، فإن زعيم الميليشيا الشرقية يجد حيلا سهلة لانتهاك الهدنة.
في 2 آذار/ مارس، غادر المبعوث الخاص للأمم المتحدة، غسان سلامة، منصبه الشاغر حالياً بدعوى عدم إحراز تقدم في المفاوضات، وهناك حديث عن أن الأمريكية ستيفاني ويليامز، النائبة الحالية لسلامة، يمكن أن تكون البديل. أما في روما، يأمل أحدهم في أن يكون هذا عنصرًا قادرًا على زيادة اهتمام الولايات المتحدة بالملف الليبي.