هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت حادثة وفاة "وو هوايان"، الفتاة الصينية التي لم يزد وزنها عن الـ20 كيلو غراما، صدمة في الصين، بعد نشر صور لها بعد وفاتها الأسبوع الجاري.
وبحسب تقرير لـ بي بي سي، عاشت الفتاة وو هوايان على تناول الأرز والفلفل فقط لسنوات لتساعد شقيقها المريض.
وقالت وسائل إعلام صينية إن طالبة كانت تعاني من سوء التغذية الحاد، بعدما عاشت لسنوات على ما يعادل 0.30 دولار لمساعدة شقيقها المريض، توفيت هذا الأسبوع.
ونقلت الفتاة إلى المستشفى في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على إثر معاناتها من صعوبة التنفس.
وتدفقت تبرعات لمساعدتها بعدما انتشرت قصتها، بيد أن شقيقها أخبر الصحفيين بأنها توفيت يوم الاثنين الماضي.
وكانت وو هوايان قد تحدثت في السابق إلى صحيفة "تشونغتشينغ مورنينغ بوست" وقالت إنها لجأت إلى وسائل الإعلام طلبا للمساعدة بعد أن شاهدت والدها وجدتها يموتان لأنهما لا يملكان المال لدفع مصاريف العلاج، وقالت: "لا أريد أن أعيش هذه التجربة، انتظار الموت بسبب الفقر".
وقال شقيقها، الذي لم يكشف عن اسمه، لصحيفة "بكين يوث ديلي" إنها كانت تبلغ من العمر 24 عاما فقط عندما توفيت.
وشخّص الأطباء العام الماضي حالة الطالبة، التي تدرس في السنة الثالثة بالجامعة، بأنها كانت تعاني من مشاكل في القلب والكلى بسبب تناول كميات قليلة من الطعام على مدار خمس سنوات.
ما هي قصة وو هوايان؟
فقدت وو هوايان والدتها عندما كانت في الرابعة من عمرها، ثم توفي والدها وهي لا تزال في المدرسة.
وكانت جدتهما تتولى رعاية الفتاة وشقيقها، ثم تولى المهمة عمهما وعمتهما بتوفير 300 يوان شهريا فقط.
وكانت الفتاة تنفق معظم هذه الأموال على الفواتير الطبية لعلاج شقيقها الأصغر، الذي كان يعاني من مشاكل في الصحة العقلية.
اقرأ أيضا : الصين تعدم 289 مليار دولار ديونا رديئة في 2019
وأنفقت وو هوايان على نفسها يوانين فقط يوميا، وعاشت لمدة خمس سنوات على تناول الفلفل والأرز، وعندما نقلت إلى المستشفى، كان طولها 135 سنتيمترا فقط.
وقال الأطباء إنها كانت تعاني من سوء تغذية لدرجة أدت إلى تساقط شعر حواجبها ونصف شعر رأسها.
وعلى الرغم من ازدهار الاقتصاد الصيني على مدار العقود القليلة الماضية، لم يتلاش الفقر، وقال المكتب الوطني للإحصاء إن نحو 30.46 مليون من الريفيين لا يزالون يعيشون تحت خط الفقر، المحدد بـ 1.90 دولار في اليوم، بحسب إحصاء عام 2017.
وأثارت قضية وو هوايان حالة غضب تجاه السلطات، وتساءل كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي عن سبب عدم بذل المزيد من الجهد لمساعدة الشقيقين.
وأعرب آخرون عن إعجابهم بجهودها لمساعدة شقيقها في ظل مثابرتها على دراستها.
وتبرع أساتذتها وزملاؤها بمبلغ 40 ألف يوان لها، بينما استطاع قرويون محليون جمع 30 ألف يوان لمساعدتها.
وأصدر مسؤولون قبل وفاتها بيانا أشاروا فيه إلى أن وو هوايان تحصل على الحد الأدنى من الدعم الحكومي، الذي يُعتقد أنه يتراوح بين 300 و 700 يوان شهريا، وأنها بدأت تحصل على مساعدة طارئة قيمتها 20 ألف يوان، وكانت الصين قد تعهدت في السابق بـ "القضاء" على الفقر بحلول عام 2020.