هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للصحافية كيت فيربي، تقول فيه إن معدل الوفيات بأمراض الكبد ارتفع بشكل حاد في أمريكا في السنوات الأخيرة، بحسب دراسة تم نشرها في دورية "بريتيش ميديكال جورنال" الطبية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن نسبة الوفيات بسبب التليف الكبدي زادت بنسبة 65%، في الفترة ما بين عامي 1999 و2016، كما تضاعف معدل الوفيات نتيجة سرطان الكبد بحسب الدراسة، لافتا إلى أن الزيادة في معدل الوفيات سببها بشكل رئيسي الأمراض الناتجة عن تعاطي الكحول.
وتفيد فيربي بأنه على مدى العقد الماضي كانت أعلى نسب الوفيات بسبب التليف الكبدي لدى الفئة العمرية ما بين 25 و 34 سنة -وصلت النسبة إلى 10.5% في العام- من المجموعات الديمغرافية التي تمت دراستها، بحسب ما ذكر الباحثون.
وتذكر الصحيفة أن الدراسة تشير إلى أن جيلا جديدا من الأمريكيين مصابون "بسوء استخدام الكحول، وما يترتب على ذلك من تعقيدات"، بحسب إليوت تابر الذي قاد البحث، وهو متخصص في الكبد من جامعة ميتشيغان.
وينقل التقرير عن تابر، قوله إن الناس يخاطرون بالإصابة بالتليف الكبدي المهدد للحياة إن هم شربوا عدة كؤوس في الليلة، أو تناولوا الكثير من الكحول في فترات قصيرة -أكثر من 4 أو 5 كؤوس في الجلسة الواحدة- عدة ليال في الأسبوع، مشيرا إلى أن تحمل النساء للكحول عادة ما يكون أقل، ويكون الكبد لديهن أكثر حساسية وقابلا للتلف.
وتلفت الكاتبة إلى أن الكبد يقوم بتنظيف الدم لدى خروجه من الأمعاء، وكلما زادت كمية السموم والسكر والدهون التي تستهلك زاد الجهد الذي يجب أن يبذله الكبد، مشيرة إلى أنه إذا تم تحميل الكبد فوق طاقته فإنه يمكن لقنواته أن تغلق، ويتسبب ذلك بتشققه، ما يقلل من فعاليته.
وتورد الصحيفة نقلا عن تابر، قوله: "لا يمكن لك أن تتمنى لأحد أن يموت بسبب التليف الكبدي"، وأضاف أنه لو توقف الناس الذين يعانون من أمراض متعلقة بالكحول عن تناوله، "فإن هناك فرصة ممتازة لأن يقوم الكبد بإصلاح نفسه.. كثير من الأعضاء الأخرى تملك المقدرة على تجديد نفسها إلى حد ما، لكن لا يوجد عضو له المقدرة على ذلك مثل الكبد".
وتابع تابر قائلا إنه يرى بعض المرضى الذين يتحولون "من أكثر الناس مرضا إلى حياة جيدة، ويعملون ويتمتعون بحياتهم"، لافتا إلى أن المشكلة هي "أننا لا نملك بعد علاجا ناجعا للإدمان على الكحول".
وينوه التقرير إلى أن الباحثين قاموا بدراسة عدة مجموعات ديمغرافية، مقسمة بحسب العمر والعرق ومكان الإقامة والجنس، باستخدام بيانات شهادات الوفاة وبيانات الإحصاء السكاني، حيث لاحظ الباحثون أن الوفيات لمجموعات معينة من الناس تراجعت في الفترة ما بين عامي 1999 و2008، لكنها ارتفعت بشكل حاد عام 2009، ويتوقعون أن الأزمة الاقتصادية لعام 2008، وما نتج عنها من ارتفاع في البطالة، قد تكون عاملا، فيما أظهرت الدراسات بأن فقدان العمل يرتبط بزيادة استهلاك الكحول لدى الرجال.
وتبين فيربي أن البحث الجديد وجد بأن الرجال معرضون أكثر بمرتين من النساء للموت بسبب التليف الكبدي، ومعرضون أكثر بأربع مرات من النساء للموت بسبب سرطان الكبد، كما توصلت الدراسة إلى أن البيض وسكان أمريكا الأصليين والأمريكيين من أصل إسباني يعانون من زيادة في الوفيات بسبب التليف الكبدي، بالإضافة إلى الناس الذين يعيشون في ولايات كنتاكي وإركنساس ونيو مكسيكو، منوهة إلى أن الشيء الإيجابي الوحيد في التقرير هو تراجع معدلات الوفاة بين الآسيويين الأمريكيين من التليف الكبدي وسرطان الكبد.
وتنقل الصحيفة عن المحاضرة في الطب في جامعة ميتشيغان جيسيكا ميلنغر، التي لم تشارك في الدراسة، قولها إن "الأنسجة الندبية صامتة، وتتطور بصمت دون علم المرضى، ولذلك يأتي الأمر مفاجأة كبيرة"، وقالت عن المرضى الذين يعانون من التليف الكبدي إنهم عادة لا يشعرون بالأعراض إلا "فجأة".
ويورد التقرير نقلا عن ميلنغر، قولها إن أعراض تليف الكبد تبدأ باصفرار في لون البشرة، وانتفاخ في البطن، وهذه أول علامات تشير إلى أن هناك مشكلة، فيما قال تابر إن السوائل الموجودة في البطن تجعله يبدو ويتم الشعور به كأنه عدة كرات من التي تستخدم في لعبة البولينغ، لافتا إلى أنه مع تقدم المرض تسوء الأعراض، بما في ذلك الإصابات الدماغية التنكسية، والنزف الحاد، والفشل الكلوي، والضعف المتزايد.
وتقول الكاتبة إن ما جاء في تقرير الدورية الطبية يتفق مع المعطيات التي نشرتها وكالة مراكز التحكم بالأمراض ومكافحتها "في أمريكا"، في وقت سابق من الأسبوع، فجاء في تقرير لمركز الإحصائيات التابع لها أن معدلات الوفاة "المعدلة بحسب العمر"، بسبب سرطان الكبد، تزايدت بانتظام من عام 2000 وحتى عام 2016 لكل من الرجال والنساء، وقالت الوكالة بأن سرطان الكبد أصبح ترتيبه السادس بين الأمراض المسببة للوفاة عام 2016، بعد أن كان ترتيبه التاسع في الأمراض القاتلة عام 2000.
وبحسب الصحيفة، فإن الزيادة في حالات سرطان الكبد تأتي في وقت يتراجع فيه عدد الوفيات بسبب السرطان بشكل عام في أمريكا، بحسب معهد السرطان القومي.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن تقرير الوكالة أظهر أنه من بين الخمسين ولاية ومنطقة، فإن منطقة كولومبيا تعاني من أعلى معدل وفاة بسبب سرطان الكبد في البلد، تتبعها بعد ذلك لويزيانا، ثم هاواي، ثم ميسيسيبي، ثم نيو ميكسيكو، أما الخمس ولايات بمعدل الوفيات الأقل، فهي فيرمونت ومين ومونتانا وأوتا ونبراسكا.