هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر، جمال ولد عباس، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "مصمم على تجسيد ورقة طريق تنموية تمتد من 2019 إلى 2024".
وقال الأمين العام للحزب الحاكم في الجزائر، بمناسبة تنصيبه لجنة صياغة منجزات بوتفليقة، طيلة فترة حكمه منذ العام 1999، بالعاصمة الجزائر، الأربعاء، إن "حصيلة إنجازات الرئيس بوتفليقة منذ 1999 ستكون سلاحا لنا من العام 2019، وورقة طريق له (بوتفليقة) من 2020 إلى 2024".
ويعني ولد عباس بكلامه أن بوتفليقة سيترشح لولاية خامسة بانتخابات الرئاسة، التي سوف تنتظم في البلاد، شهر نيسان/ أبريل من العام المقبل، لكن زعيم جبهة التحرير لم يصرح بذلك علنا، قائلا للصحفيين: "عندما يخبرني الرئيس سأخبركم".
ويرى مراقبون أن السلطة، وفي ضوء تنصيب الحزب الحاكم لجنة لصياغة منجزات بوتفليقة، تكون قد بدأت فعلا بحشد التأييد لترشيح بوتفليقة، البالغ من العمر 81 عاما لانتخابات الرئاسة.
كبار المسؤولين في لجنة المنجزات
وأهم مؤشر على ذلك، بحسب المحلل السياسي الجزائري، عثمان بودور "الإعلان المفاجئ لزعيم جبهة التحرير الوطني أن من بين أعضاء لجنة صياغة حصيلة منجزات بوتفليقة منذ توليه الحكم ستة وزراء قيد الخدمة ضمن طاقم الوزير الأول أحمد أويحي، وخمسة وزراء سابقين، بالإضافة إلى الأمين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي، ومستشار بوتفليقة الخاص باعمر زرهوني".
وأضاف بودور بتصريح لصحيفة "عربي21"، الأربعاء، أن " مبادرة إنجاز حصيلة لمنجزات بوتفليقة يبدو أنها خرجت من الصفة الحزبية للحزب الحاكم إلى رئاسة الجمهورية، ما يعني أن السلطة شرعت بتهيئة الجو لترشيح بوتفليقة لولاية خامسة".
ويعتقد بودور أن " السلطة بالجزائر بدأت تزيل غموضا كان سائدا بشأن ترشح بوتفليقة من عدمه، في ظل قراءات استبعدت أن تقدم السلطة على ترشيح رئيس ما زال يعاني من المرض، ويجد صعوبة بأداء مهامه الدستورية".
لا تسألوا عن صحة الرئيس
وسئل ولد عباس حول هذا الموضوع، خلال تنصيبه لجنة صياغة منجزات بوتفليقة طيلة قرابة 20 سنة من الحكم، فرد بالقول: "لا تسألوا عن صحة الرئيس، فهو بخير، ولا قلق عليه، وسيكون هنا معكم بعد عام 2019".
وتعرض الرئيس الجزائري لجلطة بالدماغ شهر نيسان/ أبريل العام 2013، وتابع رحلات علاج بفرنسا، ومنذ شهر أيار/ مايو من العام 2012 لم يخاطب شعبه، بينما يعطي توجيهات للحكومة من خلال اجتماعات متقطعة لمجلس الوزراء، ويبدي مواقف بلاده من القضايا الوطنية والإقليمية والعربية المطروحة من خلال رسائل يبعث بها مناسباتيا .
وآخر رسالة وجهها الرئيس الجزائري لشعبه، كانت يوم 22 آذار/ مارس الجاري، بمناسبة اليوم الوطني للمحامي، وأهم ما قال فيها أنه "من حق جميع الجزائريين السعي للوصول إلى سدة الحكم، مع واجب الجميع المحافظة على المصلحة العليا للبلاد".
وشرعت قيادة الحزب الحاكم في الجزائر، بمساعدة المحافظين، بجرد منجزات الرئيس منذ شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، بدعوة من أمينه العام، وذلك ردا على المعارضة التي دعت السلطة إلى الكشف عن وجهة 1000 مليار دولار، صرفت منذ تولي الرئيس بوتفليقة سدة الحكم العام 1999.
وقال ولد عباس إن "الحصيلة المنجزة التي قمنا بجردها بلدية ببلدية وقرية بقرية عمل ثمين جدّا، وتعدّ قاعدة وأساسا لبرنامج الرئيس خلال الفترة الممتدة من 2020 إلى 2024، وسنواجه بها الشعب، ونخبرهم، ونخبر معهم كل الذين تساءلوا عن وجهة صرف 1000 مليار دولار في 20 سنة، حكم فيها بوتفليقة البلاد".
تباين بالتوقعات
ويرى ملاحظون بالجزائر أن بوتفليقة لا يمكنه الترشح لولاية خامسة؛ بسبب المرض، وعدم قدرته على أداء واجبه الدستوري، لكن مؤيدين يرون عكس ذلك.
وقال بهاء طلبية، القيادي بحزب جبهة التحرير الوطني، بتصريح لصحيفة "عربي21"، الأربعاء: "منطقي جدا أن تمنح لبوتفليقة الفرصة لقيادة البلاد فترة أخرى من أجل استكمال برنامجه التنموي"، وتابع قائلا: "أنا واحد من الذين أطلقوا مبادرة بترشيحه لولاية خامسة، يقينا مني أنه وفي هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد، وبظل المخاطر المحدقة بنا على الحدود، لا يوجد غير بوتفليقة باستطاعته تجنيب البلاد مشاكل لا يحمد عقباها".
لكن جيلالي سفيان، رئيس حزب "جيل جديد" المعارض، يناقض ما أفاد به طلبية، ويرى بتصريح لصحيفة "عربي21" الأربعاء، أن "بوتفليقة ومحيطه متخوفون من موجة الرفض الشديدة للولاية الخامسة، سواء في صفوف المعارضة أو المجتمع المدني. لذلك يريدون إظهار أن التنافس حر ومتاح للجميع، حتى يضمنوا مشاركة أكبر قدر من المترشحين، لتمرير ترشيح الرئيس بطريقة تبدو معقولة".