الدمار دائما سهل لكن البناء صعب. هذه هي القاعدة في كل الحروب، والسودان في حربه الراهنة لن يكون استثناء. فالدمار الذي حدث في خمسة أسابيع من القتال يفوق الوصف، وكلما طال أمد الحرب ازدادت مخاطرها، واتسع حجم دمارها، وارتفع عدد ضحاياها.
بداية الأسبوع المقبل تكون حرب السودان أكملت شهرها الأول، وبغض النظر عن متى وكيف ستنتهي، فإن الأمر المؤكد أنه بعد الهزة العنيفة التي أحدثتها، والتدمير الممنهج الذي شهدته البلاد، فلن تعود الأمور إلى ما كانت عليه بتمنيات غير واقعية.
ليس هناك من إنسان سويّ يتمنى الحرب، وما يجري في السودان اليوم ليس استثناء. فمظاهر الاقتتال والدمار، ومناظر النازحين واللاجئين التي هزتنا في عدد من عواصم منطقتنا وغيرها، تطل علينا اليوم من الخرطوم التي كانت وادعة بطبيعتها، قبل أن تصيبها حمم معارك السلطة وصراعات الكراسي والمصالح.
هذه معركة لا يمكن الوقوف على الحياد فيها، بغض النظر عن أي خلاف مع القيادة الحالية للجيش السوداني. فمن غير المعقول أن نساوي بين الجيش النظامي وقوات مليشيا.
لا حديث أو شاغل للسودانيين هذه الأيام إلا عن المواجهة المحتملة بين أكبر قوتين عسكريتين في البلد، وهما القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، وهي مواجهة لا يتمناها عاقل لأنَّها إن حدثت فسوف تكون كارثية.
منذ خسارة عدد من مرشحيه الذين دعمهم بشدة في الانتخابات النصفية الشهر الماضي، بدأت بعض الأصوات داخل الحزب الجمهوري تردد أنَّه أصبح عبئاً على الحزب وتحمّله مسؤولية تلك الخسارة
السودانيون من الصعب أن يتفقوا على رأي واحد، لا سيما في السياسة، وهم من مدمنيها المغرمين بالجدل حول كل تفاصيلها. لهذا لم يكن غريباً الانقسام والجدل حول «الاتفاق الإطاري» الموقّع في الخرطوم يوم الاثنين الماضي بين أطراف من القوى المدنية والمكون العسكري في محاولة جديدة لإيجاد حل للأزمة السودانية المعقدة. نظرة واحدة إلى عدد الموقّعين على الاتفاق كافية لتأكيد عمق الأزمة، ومدى تشرذم القوى السياسية والمدنية، وصعوبة إن لم يكن استحالة التوصل إلى توافق وإجماع في الآراء والمواقف.
النتائج التي نشرت أول من أمس لأحدث إحصاء سكاني في بريطانيا كانت مثيرة للاهتمام، ومدعاة لردود فعل متباينة. فالإحصاء ربما فاجأ كثيرين بنتيجته التي أعلنت أن المسيحيين أصبحوا اليوم أقلية في إنجلترا وويلز، وذلك لأول مرة منذ بدء عمليات المسح السكاني..
الانتخابات مطلب أساسي لكنها لا يمكن أن تُجرى إلا إذا توفرت لها الأجواء الصحيحة، وأساسيات مثل قانون الأحزاب الذي ستجرى على أساسه، وعملية تسجيل الأحزاب، وتوزيع الدوائر الانتخابية، وسجل الناخبين..