نور الدين العلوي يكتب: الاعتقال لن يحل أزمة الانقلاب المالية والاجتماعية، وسينظف حزب النهضة وزعيمه من كراسات التهم التي ألصقت بهما منذ عودتهما من المنافي ومشاركتهما في السلطة. وسيكشف للطيف المعارض أهمية حزب النهضة ووزنه وفائدة هذا الصف..
نور الدين العلوي يكتب: لم يبق في المشهد إلا حزب واحد هو حزب النهضة، وفي هذا الواقع المجرف يجب أن نطرح السؤال بصيغة دقيقة: كم بقي من حزب النهضة نفسه؟ وهل يعدو كونه الآن ذكرى حزب أو خيال مآتة أو قوقعة متحجرة، يتماسك بالذكرى أكثر مما يتماسك حول مشروع سياسي؟
نور الدين العلوي يكتب: نكتب في الساعات المضطربة التي سيطرت فيها أخبار عن عجز الرئيس عن القيام بمهمته. منطقة من اللا يقين مثل الأخبار الرائجة التي وإن لم تصح الآن فإنها تكشف العجز القاتل للجميع، فلا أحد في هذه الأيام أخرج رأسه بشجاعة ليتكلم عن المستقبل بل كل الحديث دفاع مستميت عن خيار فاشل (منذ انطلاقته) أو شماتة مقرفة في رجل عاجز فكرا وروحا وأخيرا جسدا
نور الدين العلوي يكتب: نرى الاستبدال يتجه إلى إنهاء حالة النخبة التونسية التي سأنعتها بالنخبة المستنفدَة الصلاحية. لكن رغم هذا اليقين فإن رسم معالم النخب الجديدة القادمة من وراء الانقلاب ليس متاحا بسهولة
نور الدين العلوي يكتب: الطبقة الوسطى تُجلي أبناءها عن الوطن وهذه الموجة الثانية بعد أن أجْلت الطبقة المرفهة أولادها، والطبقة الدنيا تعبر البحر في مغامرات بلا أفق. حالة هروب جماعي إلى المجهول تكشف حالة من اليأس الجماعي.
نور الدين العلوي يكتب: إذا كانت معارضة الانقلاب مهمة تاريخية (وأخلاقية) لكل ديمقراطي ولكل إنسان يؤمن بالحرية ودورها في بناء المستقبل، فإن الوقوف على هذه الحقيقة يصبح الخطة الأساس لبناء فعل سياسي ديمقراطي، ولذلك فإن نقد المعارضة عندي الآن وبعد تيه يتقدم على نقد الانقلاب أو السخرية من فعاله أو أفكاره وتحويل سقطاته إلى نجاح كسول لمن يعارض
نور الدين العلوي يكتب: هل تجد الأجهزة مخارج سياسية تهيمن بمقتضاها على العملية الاقتصادية بواسطة أيادي التكنوقراط، وفيهم كثير يتربص بالمناصب دون خشية من عار سياسي. هذا ممكن، لكن هل تحصل الأجهزة على سند خارجي يضمن لها التمويل الأجنبي؟
نور الدين العلوي يكتب: اعتقالات ذات طابع استباقي، إذ نجد نواة اتفاقات سياسية للمعارضة حول حدود دنيا أزعجت الانقلاب ومن يحميه، فشرع ينظف الطريق من احتمالات اتفاقات على أمور أكثر جدية يراها تزعزع آماله في البقاء..
نور الدين العلوي يكتب: كل الألسن تنطلق الآن بالحديث عن طموح أمريكي في شمال أفريقيا وتونس تمثل نقطة استراتيجية للعبور نحو أفريقيا، وربما تمثل مكانا وسطا في حوض المتوسط تزداد أهميته الاستراتيجية إذا خفف الأمريكيون وجودهم في الشرق وأعادوا الانتشار ضمن خطط تصدي للصين وروسيا. ولا يمكن التحرك الأمريكي في المنطقة بوجود نفوذ فرنسا قوي، هنا يزدهر الحديث عن علاقة الجيش التونسي بأمريكا
نور الدين العلوي يكتب: قامت السلطات الأمنية بحملة اعتقالات نهاية الأسبوع شملت شخصيات عامة من مشارب مختلفة، وهو الأمر الذي عسّر فهم الحملة ومراميها، فالأشخاص في الظاهر لا جامع بينهم سياسيا ولا ثقافيا ويمكن لو عدنا إلى الوراء لوجدناهم مختلفين جدا حتى في موقفهم من الانقلاب ومن السياسة عامة
نور الدين العلوي يكتب: المطالب المسلطة على حكومة الانقلاب من جهات التمويل الخارجية تجبر الانقلاب من ناحية أولى على منع كل عمل احتجاجي على تنفيذ شروط المقرضين، وهي من ناحية ثانية تقلل حظوظ النقابة ووسائلها المعتادة في الضغط على الحكومات، وهو ما يعني بالنسبة لها فقدان كل وسيلة للمشاركة السياسية في السلطة من خارجها وهو المقعد المريح الذي اتخذته منذ الثورة
نور الدين العلوي يكتب: تغيير متدرج من الداخل بوسائل داخلية أساسا، تعزل المنقلب بالتدريج وتفرض عليه حكومة طيّعة للخارج الأمريكي خاصة (مع بعض الفائدة/ الرشوة لمن يحالفه مثل الأتراك والقطريين التجار)، وتستبعد التعطيل الفرنسي دون معاداته بشكل صريح. وتنتظر النتائج على مدى متوسط دون أن ينهار البلد أو يقع في حالة إفلاس؛ تغيير بأقل كلفة ممكنة وخروج متدرج من الأزمة دون ضجة التحولات الجذرية
نور الدين العلوي يكتب: البعض يفضل الهجرة السرية وهو حل فردي يائس، ولكن الاتجاه إلى المشروع الخاص يتأكد أيضا، ويواجه صعوباته بعناء لكن الانسداد يدفع إلى حل جذري في المجال الزراعي أولا، وقد يعيد "الانتشار" في الخدمات والصناعات الصغرى بما يسهل لنا قولا استشرافيا أن الليبرالية ستأتي وحدها دون أن تفرضها قوى التمويل الخارجية، لتخفي وجه دولة الريع إلى الأبد
نور الدين العلوي يكتب: أخشى ما نخشاه في هذه المرحلة التي يغلب عليها التردد والخوف أن نقول إن سلامة البلد تقتضي بقاء الانقلاب، فتذهب توقعاتنا بنهايته أدراج الرياح. فالمعارضة حتى الآن لم تجهز حلا وإنما تكتفي باستنزاف جمهورها المتحمس
نور الدين العلوي يكتب: الأطراف المتناقضة فيما بينها تناقضا وجوديا وجدت نفسها في موقع واحد أمام انقلاب يهدد وجودها، غير أنها لا تتفق على حل جماعي ففي الحل الجماعي يكمن خطر استعادة الديمقراطية والمؤسسات الشرعية وخاصة دستور 2014